الفصل الرابع والثلاثون

5.3K 149 0
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الرابع والثلاثون _

كانت الصدمة كافية لجعله ساكنًا تمامًا لا يصدر أي صوت ، فقط يتطلع إليها بصمت ، ويعيد تكرار كلماتها في أذنه ويكاد لا يصدق  أن ما سمعه حقيقي ، استمر الوضع هكذا لدقيقة حتى قالت هي باستغراب :
_ أُسيد ، إنت سمعتني قولت إيه !

هز رأسه بالإيجاب ثم مد يده وأمسك بوجهها بين يديه وقال في شيء من عدم الاستيعاب :
_ ملاك إنتي عارفة إن الحجات دي مفيهاش هزار ، إياكي تكوني ....

قاطعته قائلة في ابتسامة ساحرة :
_ هزار إيه بس ياحبيبي ! ، أنا حامل بجد 

عادت صدمته من جديد ولكن هذه المرة كانت أقل حيث استغرقت لحظات وفجأة وجدته يحتضنها ويقبل كل أنش في وجهه والابتسامة تزين وجهه وتعلوه ، بينما هي فتقبلت جنونه وسعادته بفرحة أكثر وضحك على يفعله بها حتى استوقفته قائلة من بين ضحكاتها :
_ كفاية يا أُسيد !

قال بسعادة غامرة :
_ كفاية إيه ! ،  يعني مش كفاية مش قادر أقوم بسبب العملية كمان مش عايزاني أفرح

قهقهت قائلة :
_ لا أفرح هو أنا منعتك !

ضمها مجددًا إلى صدره ولكن كان العناق هذه المرة مختلف عن سابقه حيث كان يحمل الكثير من الحب والسعادة والودٍ وهو يقبل شعرها ويقول بنبرة تقطر حنانًا :
_ الحمدلله ، ربنا يخليكي ليا يارب ياحبيبتي ، إنتي مش متخيلة أنا فرحان إزاي

أغمضت عيناها بتلذذ لذلك الشعور الذي لا تشعره إلا عندما تكون بين يديه .. شعور الأمان والطمأنينة ، خرجت الكلمات من فمها خافتة :
_ ويخليك ليا ياحياتي

أبعدها عنه بعد لحظات ثم قال بجدية تامة :
_ اسمعي بقى مش عايز أشوفك بتلفي حوالين نفسك أربعة وعشرين ساعة في البيت زي ما بشوفك دايمًا هتقعدي في مكانك ومتتحركيش كتير بذات في الشهور الأولى دي فاهمة

قالت في صوت رخيم :
_ متحركش إيه يا أُسيد !! ، كل الستات بتشتغل وبتطلع وتدخل في الحمل عادي ياحبيبي متقلقش ، أنا طبعًا مش هروح أشيل حاجة تقيلة أو أحمل نفسي فوق طاقتها يعني هعمل الحجات الضرورية في البيت اللي مينفعش اتأخر عنها ، يعني إنت لسا طالع من عملية إمبارح أسيبك كدا وأقعد جمبك على السرير مثلًا !!

_ أها سبيني ! ، وأدينا هنقعد يومين عند ماما تبقى أسمى تهتم بيا

طالعته باستهزاء وكأن كلماته لم تعجبها قط بل أغضبتها أيضًا حيث قالت له باستياء :
_ يعني مراتك قاعدة وأختك تهتم بيك وتشوف عايز إيه وتعملهولك وأنا أبقى قاعدة جمبك ، بالله عليك أسكت يا أُسيد متعصبنيش 

هتف بخشونة :
_ ما أنا عارفك مش هتقعدي علي حيلك واحنا طول ما قاعدين هنا هلاقيكي نازلة طالعة على السلالم !

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقWhere stories live. Discover now