الفصل الثالث والعشرون

6.3K 172 2
                                    

(( أشلاء القلوب ))

_ الفصل الثالث والعشرون _

فتلتفت بزعر خلفها على صوت مراد الذي قال بنبرة رجولية مخيفة :
_ روان !!

أخفت الهاتف خلف ظهرها بسرعة في خوف بعد أن أنهت الاتصال وتمتمت بتصنع الخنق :
_ أيوة الزفتة اللي اسمها روان معندهاش دم شغالة تتصل ليها فترة وقرفاني وأنا آخر ما زهقت هددتها إنها لو اتصلت تاني مش هيحصلها كويس

دقق النظر في وجهها يراقب عيناها الزائغة والغارقة في بحر أسود مخيف ، شفتيتها الشبه مرتجفتان ، إصفرار وجهها بسرعة بمجرد رؤيتها له ! . نفض عن زهنه تلك الأفكار وفضّل عدم الانشغال بها  ؛ فاستدار وهم بالرحيل لولا صوتها الذي استوقفه لتقترب منه وتهتف بحيرة :
_ هو إنت في حاجة بينك وبين أخوك ، متخانقين يعني ولا إيه ؟!

_ حاجة زي كدا !

تمتمت بريبة أشد في قلق :
_ متخانقين ليه ؟ ، إنتوا أول مرة تعملوها !

ثانية بالتحديد وأكملت بدهشة امتزجت بأعين ملتهبة حين تذكرت ماحدث له منذ أيام :
_ ليكون اليوم اللي جيت فيه وقولت اتخانقت كان مع أخوك يا مراد ، أُسيد عمل كدا !!! 

زفر بانزعاج شامل ومسح على وجهه مُتأففًا ليهتف بحدة ، يريد أن يُنهي الأمر فأن تدخلت بينهم ستتعقد الأمور أكثر :
_ أمي ملكيش دعوة بالموضوع ده ومتدّخليش بينا ، مشكلة حصلت وقاطعنا بعض بسببها ، انتهينا بقى !

                                 ***
تسرح شعرها بهدوء تام ، وتراقب انعكاس وجهه في المرآة وهو جالس على الفراش خلفها ، منشغل بإنهاء شئ خاص بالعمل قبل أن يغادر . فسرحت بذاكرتها لليلة أمس تستعيد ذكرياتها ، كيف كان اعترافه كسمفونية هادئة عزفت على أوتار قلبها فجعلته يسكن ويهدأ ، كيف جعلها تعيش لحظة من أجمل لحظات حياتها . رأته وهو ينظر إليها مبتسمًا ، فنهضت وسارت لتجلس بجوراه متمتمة في خشوع :
_ هو إنت رايح الشغل إمتى بظبط ؟

_ دلوقتي ، هقوم البس وأمشي ، إنتي عايزة حاجة ولا إيه ؟

هزت رأسها نافية قبل أن تتحدث بتردد :
_ لا ، بس أنا كنت عايزة .. اروح عند زمردة

_ وليه زمردة متجيش هي هنا ؟

_ يا أُسيد عايزة أطمن عليها بعد اللي عمله أكرم ، وبعدين تاجي هي إزاي يعني !؟

تنفس الصعداء وهو ينهض من جوارها ويردف بموافقة جميلة :
_ ماشي ياملاك استني بليل لما أجي هاخدك ونروح

لاحت ابتسامة جميلة على ثغرها تتطلع إليه بها في حبٌ قبل أن يقول بجدية قصدها :
_ وجهزيلي شنطتي علشان مسافر بكرة للندن شغل !

تحولت نظرتها إلى الدهشة والضيق ، لا تصدقه سيتركها ويذهب و أمس فقط بدأ كل منهم يرتبط بالآخر فعليًا . بدت طريقته في التحدث غريبة ، عادت شبيهة بمعاملته السابقة ! . نهضت من الفراش وغمغمت بترقب :
_ يعني هتروح وحدك مش هتاخدني معاك

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقOnde histórias criam vida. Descubra agora