_ الفصل العاشر _

7.1K 194 8
                                    

فتجد ذلك الشبح الذى يخالطها عقلها عنه امامه لا تستطيع القول عنه سوى انه شبح خاص بأخافتها هى ، لفظت حروف اسمه من بين شفتيها المرتجفة بحروف أيضًا خرجت متقطعة ! :
_ أك..ر ..م

لم يمهلها فرصة لتهيئ قلبها الذى سقط بين قدميها للتو من الخوف حيثُ قبض على رسغها يلصقها به محاوطًا خصرها بذراعه ليحنى رأسه نحو اذنها وهو يتعمد اخراج زفيرًا حارًا يضرب فى أذنها ورقبتها كالثلج ، ساكنة تمامًا بين يديه تجاهد فى إلمام شتات شجاعتها القليلة التى تبعثرت للتو .. أغمضت عيناها بخوف وهى تستمع الى همسه فى اذنها كهمس الرعد :
_ لسا مشوفتيش حاجة من اكرم ياملاك ، هدفعك تمن اللى عملتيه معايا دم ، انا حبيت اوريكى بس أن مفيش حاجة تقدر توقف فى طريق اللى عايزه لا أسيد بتاعك ده ولا ريان وادينى دخلت برغم الحراس اللى قاعدين برا دول وانتى بين ايديا دلوقتى واقدر اعمل اللى انا عايزه فيكى ، بلغى البيه أسيد سلامى وقوليلوا أكرم بيسلم عليك ومتنسيش تقوليلى انه بيقولك دورك جاى وانك مش هتقدر تبعده عنى ولا تحمينى منه مهما عملت لانك زى ماشوفتى انا عامل زى عفريت العلبة اللى بيطلع فجأة وفى اى مكان !!

ابعدها عنها لتستقر نظرة منه عليها ساخرة ثُم يرحل مثلما دخل من النافذة ، لتتمكن هى من التقاط الهواء قليلًا التى حبس داخل رئيتها للحظات أوشك على قتلها ،جثت على الارض وتكورت كالجنين منغمسة مع الرياح العاصفة داخلها لتخرج فى هيئة دموع متتابعة لا تتوقف ..................... !!

                               ***
فتحت عيناها ببطء وعندما سمعت همهمات خفيفة بجانبها ، وثبت جالسة وهى ترمقهم بنظرة مرتعدة لتجد زمردة تهتف بقلق وهى تنهض لتجلس بجوراها :
_ اهدى ياملاك ياحبيبتى ، قوليلنا حصل ايه معاكى

وقع نظرها على أُسيد الذى حدقها بنظرة دافئة بها شئ من الانزعاج ، لم تراه منذ أكثر من ثلاث أشهر بدا لها مختلفًا عن اخر مرة رأته فيها لحيته نموت الضعفين وشعره الاسود الكثيف المنظم كأنه ذهب لمصفف الشعر للتو ، بدا أكثر جذابية ووقار لحيته تلك أظهرت رجولته الطاغية أكثر .. لا يوجد أنكار انها أشتاقت له ولصوته الذى كان يخيفها ، لنبرته الغاضبة منها عندما تتمرد عليه ، لنظرته الدافئة وابتسامته ! ..............

رأته وهو يشير لزمردة بالخروج ليخلوا بها بمفردهم ، توترت فى بداية الامر ولكن تحول ذلك التوتر الى خوف عندما وجدته ينهض ويسير نحو النافذة يحدق بالخارج لثوانٍ تلك الثوانٍ مرت كساعات مشحونة بجو من التوتر ، أحدث صمته أضطرابًا بداخلها وأدركت انه لا يبشر بخير ابدًا حدث ماتوقعت عندما رأته يستدير لها ويصيح بعصبية :
_ على كده لو مكنتش زمردة النهردا قالتلى على موضوع اكرم كنتى هتفضلى لغاية امتى مخبية عنى ؟!

أنزوت نظرها عنه فى أسف فأقترب منها وهو يكمل صياحه منفعلًا ، منظرها يثير جنونه ، عيناها المنتفخة من أثر البكاء والهالات السواء اسفل عيناها من عدم النوم وجهها الذى ذهب بريقه ولمعانه ، حقًا كانت فى حالة مزرية :
_ مش شايفة شكلك ازاى ، واكيد طبعًا مش منتظمة فى علاجك ده اذا كنتى بتاخديه اساسًا ، فهمينى ياملاك وادينى سبب واحد يخليكى تخبى عنى حاجة زى كده لمدة اكتر من تلات شهور لغاية ماتوصل حالتك للمنظر ده ، اتكلمى ومتقعديش ساكتة كده لان سكاتك ده بيعفرتنى اكتر !!

رواية ( أشلاء القلوب ) لندى محمود توفيقOnde histórias criam vida. Descubra agora