سلسلة حكايا القلوب .. الجزء ا...

By SolafaElsharqawey

277K 6.8K 169

اقترب منها ثانية فحاولت الصراخ بقوة، محاولتها الفاشلة في الصراخ أيقظت ما تبقى من عقله الذي كاد أن يذهب مع ا... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الخامس
شخصيات الرواية
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون ج ١
الفصل الثالث والثلاثون ج ٢
الفصل الرابع والثلاثون ج١
الفصل الرابع والثلاثون ج٢
الفصل الخامس والثلاثون ج١
الفصل الخامس والثلاثون ج٢
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون ج١
الفصل التاسع والثلاثون ج٢
الفصل التاسع والثلاثون ج٣
الفصل الأربعون والخاتمة
تنويه 💫🌷
تنويه ❤️🌹
تنويه ✨💖
تنويه 💖✨
أعلان
بوست للتوثيق
اعلان نزول المعرض
معرض الكتاب
أعلان هام
حفل توقيع
اليوم العالمي للمرأة
فقرات رمضان
مفاجأة
العيدية 😉
نوفيلا العيد
بنات عرفان (رواية ورقي جديدة)
(بنات عرفان) الاقتباس الاول
بنات عرفان
معرض دار الاوبرا
معرض دار الاوبرا
معرض السويس الاول
معرض الشارقة
عيد سعيد

الفصل الرابع

5.2K 195 0
By SolafaElsharqawey

جالسة بوسط فراشها تبكي بقهر كلما تذكرته البارحة وهو برفقة تلك الفتاة الجميلة تشعر بالغل يتصاعد بنفسها و يملئ قلبها كيف تخلى عنها بهذه السهولة وأتى برفقة فتاة أخرى إلى الحفل ، منذ أول يوم رأته به في الإذاعة وهي تنهي أوراق تدريبها الجامعي بها ، فهي طالبة بالسنة الثالثة بكلية الإعلام وتسعى أن تصبح مذيعة لامعة ، لطالما كانت من أشد معجبيه تستمع إليه دائما تنتظر برامجه وتتخيل شكله ..ولكن رؤيتها له كانت شيئا آخر ، لم تتوقع أن يكون بهذا الحضور القوي والشخصية الجذابة ولكنه فاق كل توقعاتها ، ومنذ تلك اللحظة وهو يشغل كل أحلامها تفكر به وبالمستقبل كيف سيكون معه ؟ و أخيرا أخبرها أنها ليست من نمطه المفضل ، أي نمط يتكلم عنه هذا الأحمق ، إنها تحبه ، ألم يشعر بها قط ؟


تعلم أنه متعدد العلاقات وأن الفتيات تلهثن وراءه ، ولكن كان لديها أمل أن تستطيع تغييره وتجعله يحبها ، كانت مستعدة أن تتخلى عن أي شيء في سبيل أن تحصل على قلبه ويصبح ملكها ، ولكن حضوره مع هذه الفتاة التي من الواضح أنها تمثل أكثر من صديقة عادية أو فتاة يلهو معها جعلها تشعر بالكراهية نحوه ، نعم تعلم جيدا أنها أكثر من صديقة كما عرفها عليها ببرود البارحة وهو يخبرها بعينيه أن تتذكر نصيحته لها


فهي لم تخطئ نبرته المليئة بالحب نحوها وهو ينطق باسمها هامسا ولن تخطئ تفسير نظراته للأخرى وهو يرمقها بنظرات لم تراها في عينيه قط من قبل إذًا هذه هي حبيبته التي يخفيها عن الجميع .


" صبرا وليد سأذيقك ما أذقتني إياه ولكن بهدوء وتروي لتعلم جيدا أني لست كجميع الفتيات التي لهوت بقلوبهن من قبل "


****


ابتسمت مرة أخرى والتعجب يزداد بداخلها وهي تشير له بالدخول : تفضل ، أدخل هشام بك .


اتسعت ابتسامته وهو يتقدم نحوها : السلام عليكم ، كيف حالك ياسمين ؟


مد يده لها لتصافحه بهدوء وهي تشير له بالجلوس على الكرسي الموضوع بجانب المكتب وهي تجلس على الكرسي وراء المكتب الموضوع بطرف الغرفة التي تستخدمها لترسم بها لوحاتها وملحقة بالجاليري التي تبيع بع لوحاتها : بخير الحمد لله ،كيف حالك أنتِ وما أحوال فوزية هانم ؟


ابتسم بلباقة : أنا بخير وأمي أيضا بخير


ابتسمت ولمع السؤال بعينيها لينظر إليها ويجيب بهدوء : أريد أن أشتري إحدى لوحاتك


رفعت حاجبيها تعجبا ليكمل : صديقي المقرب تزوج الأسبوع الفائت و أنا أريد أن أشتري له هدية قيمة ، وبما أن زوجته تحب اللوحات بحثت كثيرًا عن أي لوحة تعجبني ولكنني لم أجد ، أمي أخبرتني أنك تجيدين الرسم وتمتلكين هذا الجاليري وتعرضين به لوحاتك وعندما سألت والدتك عن عنوان الجاليري أخبرتنى أنك تحضرين لافتتاح معرض قريبا ، أتيت البارحة ورأيت أكثر من لوحة ولكنك لم تكوني متواجدة في المكان ، ففكرت أن آتي اليوم أيضا وأسألك عن ترشيحاتك لي لآخذ أفضل شيء لصديقي


ابتسمت باتساع : الجاليري كله تحت أمرك


نهضت واقفة لينهض هو بدوره أشارت إليه بيدها ليتقدمها وهي تقول : تفضل أرني اختياراتك


أشار إلى عدد من اللوحات لترفع حاجبيها إعجابا من اختياراته : جيد ، لديك ذوق عالي وحس فني رائع


ابتسم بخجل : بعض مما عندكم ياسمين


أشار إلى لوحة أخرى معلقة و هو يكمل : ولكن هذه أكثر اللوحات التي أعجبتني


لفت إليه بهدوء ونظرت له مطولا فهذه اللوحة من اللوحات الغالية على قلبها .. لم تعجب أحدًا من قبل فهي رسمتها بأسلوب الفن التجريدي ألوانها غامقة ولا تعبر عن شيء محدد .. ولكن كانت تعبر عن ضيقها وغضبها وحالتها النفسية في هذا الوقت ، عرضتها بالجاليري وهي تعلم جيدًا أنها لن تلفت نظر أحدهم ، سألت بهدوء : ماذا تعمل ؟ أنت لم تخبرني المرة الفائتة


ابتسم بهدوء وتنحنح : أنا وكيل نيابة


اتسعت عيناها وقالت بمرح وهي تشير بالتحية العسكرية : تمام يا فندم


ضحك بصوت عال وهو يقول بتواضع : لا ليس لهذه الدرجة


تمتمت بهدوء دون تأثر بمرحه : ولكن هذه اللوحة لا أنصحك أن تأخذها إلى صديقك المتزوج حديثا


رد بنفي قاطع : لا هذه اللوحة سأحتفظ بها لي ، فهي تعجبني جدًا


رددت بتعجب : تعجبك!! وأكملت بحرج - هل تعلم عما تعبر؟


ابتسم والتفت لها : لا ، أعلم أنها تتبع الفن التجريدي ، ولكني أشعر أن بها جزء منك ، ولذلك تعجبني ، نظرت له مصدومة من تصريح الإعجاب الصريح الذي قاله بشكل جميل ليكمل - ومستعد أن أدفع بها كل ما أملك لتصبح لي وحدي


انعقد لسانها من الدهشة ونظرت إلى عيناه لترى نظراته تؤكد لها ما فهمته من كلماته القليلة ، لينقطع حوار أعينهم على صوت الجرس المخصص الذي يعلن عن دخول أحدهم إلى الجاليري


****


نفخ في فوهة مسدسه بعد أن أصاب جميع الأهداف التي ظهرت أمامه ببراعة ليبتسم الواقف خلفه ويقول بانبهار : أحسنت يا سيدي ، لم أرى أحدا من قبل ينهي هذا التدريب بهذه النسبة العالية والمبهر حقا أنك لم تخطئ هدفا واحدا من الأهداف المتحركة ، أخشى أن أكتب هذا بالتقرير فيقولون أني أجاملك


ابتسم باتساع وهو يربت على كتف زميله :أشكرك أيمن ، ولكن لا توجد مجاملات في العمل


تحرك من أمامه ، ليبتسم أيمن بإعجاب ويتبعه بهدوء :هل ستنصرف سيدي ؟


ــ نعم اليوم آخر يوم في التدريب


نظر له بأمل : ألن أراك قريبا ؟


ابتسم له : إن شاء الله أيمن عندما أكون متفرغا سآتي لآخذ دورة تدريبية جديدة .


نظر أيمن إلى بعض الأوراق التي أمامه وهز رأسه :لا توجد تدريبات أخرى ، سيادتك أنهيت جميع التدريبات .


ابتسم بغموض : عندما آتي المرة القادمة سأجد ما أفعله بالتأكيد ، سلام


انصرف من المكان بخطواته السريعة ونظرات إعجاب أيمن تودعه ليقول بصدق : بحفظ الله سيدي


***


وصل إلى الجاليري الخاص بها ، اتسعت عيناه عندما وقع نظره على هذا الشاب اللزج الذي رآه من قبل ، واقف معها قريب منها وينظر إليها .. يتكلم لتضحك بمرح ثم تبتسم على كلماته القليلة وعندما التقت نظراتهما شعر أنه سيفقد عقله دخل سريعا إلى الجاليري .


انتبه الاثنان إلى وجوده بسبب مجموعة الأجراس التي أهداها إلى ياسمين عند افتتاحها للجاليري لتنبهها إلى قدوم الزبائن .


نظرت له ببرود لينظر إليها بغموض ويخبرها أنه يريد أن يتكلم معها بمفردهم ، نظر إلى الكائن الآخر بتحدي ليبتسم هشام ببرود ، قال بقوة : مرحبا


ردت بقوة : مرحبا وليد ، كيف حالك ؟ التفتت إلى هشام وقالت بهدوء - أنت تعرف هشام بك قابلته من قبل


نظر إليه وهو يجز على أسنانه ليقول بهدوء ، وهو يمد له كفه ليصافحه : نعم ، مرحبا هشام


ليصافحه الآخر ببرود : مرحبا ، نعم تقابلنا من قبل في السينما


نظرت إلى وليد : انتظرني وليد قليلا


نظر لها بهدوء ليهز رأسه وحاول أن ينشغل بمعروضات الجاليري ، لتلتفت هي مبتسمة إلى هشام : علام استقريت هشام ، ماذا ستأخذ ؟


توتر لتختلج عضلة صدغه بحركتها اللاإرادية عندما سمعها تنادي الآخر باسمه دون ألقاب و كأنه صديق مقرب لها ليلتفت وينظر إليهما فيجد هذا ال هشام يبتسم لها باتساع : التي ترشحينها لي سآخذها و أنا مغمض العينين "


ابتسمت وهي تحمل إحدى اللوحات وتقول : هذه ملائمة كهدية لصديقك


نظر إليها بإعجاب و لوى شفتيه بانبهار : ممتازة سآخذها


ليقترب منها ويهمس : والأخرى ، ألن تعطيني إياها ؟


نظرت له مطولا : لا أفكر ببيعها


ارتجفت يده غصبا عنه ، فهو لا يحتمل ما يراه أمامه لتقع إحدى المصنوعات الزجاجية التي كان يتشاغل بالنظر إليها


ليلتفتا إليه الاثنان فيتمتم وهو ينحني ، ليلتقط قطع الزجاج : المعذرة ياسمين


تركت هشام سريعا لتذهب إليه وتنحني بدورها لترى ما حدث له وتقول : لا عليك ، أنت بخير ؟


نظر لها راجيا أن تسمعه لتشيح بعينها وتقول بنبرة قوية : اتركها سأطلب من عم سيد أن ينظف المكان .


قامت واقفة لتنادي بصوت عال على عم سيد ليأتي ، ثم ذهبت لتلف اللوحة إلى هشام ، الذي ناولها شيك بمبلغ اللوحة التي ابتاعها ، هم بحمل اللوحة الكبيرة ، لتقول بهدوء : انتظر سأطلب من عم سيد أن يحملها من أجلك


ابتسم : لا عليك إنها خفيفة سأحملها بنفسي


أمسكت اللوحة بلطف : اترك هذه المهمة لعم سيد


ابتسم : حسنا ، أنا واللوحة تحت أمرك


أتي العم سيد ليحمل اللوحة ويخرج من الجاليري ليمد هشام لها يده مصافحا : سعيد أني التقيت بك


__ أنا أسعد هشام بك


نظر لها بلوم : لقد تعدينا مرحلة الألقاب يا ياسمين ، و أرجو أن تقبليني صديقا لك


ابتسمت : حسنا هشام ، بالطبع و هل أنا مجنونة لأرفض صداقتك ؟ أخاف أن تزج بي إلى السجن


ضحك بمرح : لا لن فعلها إطلاقًا


قدم إلى باب الجاليري وهي تودعه وتفتح له الباب ليق في فراغ الباب ويلتفت إليها : سآتي مرة أخرى لنستكمل حديثنا عن لوحة الفن التجريدي


ابتسمت : تشرف وتنور بأي وقت هشام


نظر إلى عينيها : أرجو أن تبدلي رأيك حتى الزيارة الثانية


__لا أحد يدري ماذا سيحدث حينها ؟


ابتسم : أراك لاحقا


__ إن شاء الله


انصرف من أمامها لتعود إلى الواقف وملامحه تنم عن الغضب لتنظر إليه ببرود ليصيح بطريقة غريبة عليه : ماذا كان يفعل هذا اللزج هنا ؟


نظرت إليه بدهشة وقالت ببرود : أخفض صوتك


قبض كفيه بقوة و زم شفتيه بحنق وأشاح بوجهه بعيدا عنها ، ران الصمت عليهما قليلا ليزفر هواء صدره بهدوء : ماذا كان يفعل هنا؟


ردت بحدة : من المؤكد أنه كان يبتاع إحدى لوحاتي وليد


نظر إلى عينيها ليجد الغضب يطل منهما ليبتسم ابتسامة متوترة : أنا آسف على ما حدث البارحة ، لم أقصد إغضابك


ابتسمت ساخرة : أعلم لقد تصرفت على طبيعتك ، فهذا أنت تلهث وراء فتياتك ، ثم إنني لم أغضب


سأل بقوة : لماذا انصرفت وتركتني إذن ؟


ابتسمت بهدوء مسيطرة على غضبها : حتى أفسح لك مجالا مع الحسناء الغالية على قلبك ، أكملت باستهتار - ثم لم تكن بحاجتي ، فأنت ستذهب معها على كل الأحوال ففضلت أن أنصرف مبكرا حتى لا تغضب أمي


نظر لها وهو يشعر أنها تخفي مشاعرها عنه ليبتسم متمنيا صفحها : إذن لست غاضبة مني؟


هزت رأسها نافية لتتسع ابتسامته : إذن تقبلين دعوتي على العشاء حتى أتأكد أنك بالفعل لست غاضبة "


ابتسمت : ليس اليوم وليد ، فأنا اليوم متعبة


اقترب إلى حد ما منها : ما بك ؟


ابتسمت بتعب : لا شيء ، أشعر ببعض التعب


هز رأسه : حسنا ، نتقابل غدا على العشاء


هزت رأسها موافقة : حسنا


سأل وهو ينظر إلى إحدى التحف ويقلبها بين يديه : إلى أين تريدين الذهاب؟


عقدت حاجبيها وعيناها تنظران ناحيته بضيق لتهز رأسها وتسكت صوت قلبها الذي يريد قتله : إلى أي مطعم للوجبات السريعة "


ابتسم وهو ينظر إلى حامل المعروضات الخزفية ويعطيها ظهره : ألا تخشين ازدياد الوزن كبقية الفتيات ، لم أقابل فتاة إلا وطلبت السلاطة بسبب الخوف من ازدياد الوزن "


نظرت إليه بجمود : أنا غير الفتيات اللاتي تتسكع معهن وليد


تصلب جسده من نبرتها القوية التي تحمل نوعا من الحدة ليلتفت إليها وهو يقول بنبرة مرتبكة : طبعا يا ياسمين ، أنت مختلفة يا صديقتي العزيزة


ليردد ثانية بنبرة هادئة رقيقة : أنت صديقتي المقربة ، لست مثلهن أبدًا


اغمضت عيناها حتى لا يلوح بها أي من مشاعرها المخفاة، وهي تسمع نبرته الرقيقة لتبتسم : نعم يا صديقي ، أعلم ذلك جيدًا


أتي بأحد التحف الخزفية : سآخذ هذه


تقدم ليقف أمام المكتب الموضوع بركن الجاليري ، ابتسمت عند رؤيتها للتحفة وأخذتها من بين يديه : إنها أجمل قطعة بينهم ، أعجبتني كثيرا و أنا أستلم المجموعة كلها


ابتسم وهو يخرج النقود من جيبه ويضعها على المكتب لتصيح بقوة : ماذا تفعل ؟


وضع سبابته على شفتيه ونظر لها بقوة : العمل لا يوجد به أصدقاء ياسمين


نظرت له بحدة ليبتسم : ثم أنا زبونك الوحيد ، ستخسرين كثيرا إذا رفضتِ أن تأخذي مني نقودًا في كل مرة


وضعت له تحفته في إحدى حقائب الجاليري وهي تبتسم بخفة :انضم لقائمة الزبائن زبون جديد ديدو


نظر لها باستفهام لتكمل بضحكة خفيفة :هشام بك ، أتعلم يريد أن يشتري لوحة الفن التجريدي؟


جمد وجهه وقال بصوت هادئ نسبيا :هل ستعطيها له ؟


نظرت له :لا أنا لا أريد بيعها ، إذا كنت أريد أن أبيعها كنت أعطيتها لك ، فأنت طلبتها من قبل وأنا أجبته بمثل ما أجبتك من قبل ، أنا لا أفكر في بيعها ، ابتسمت وهي تكمل -إذا قررت بيعها سأعطيها لك وليد


ابتسم باتساع وأشرق وجهه : حسنا سأنصرف ، أراكِ غدا ، سلام


أشار إليها بيده وهو يخرج من الجاليري لتزفر بقوة وترفع رأسها عاليا وهي تتمسك بحافة مكتبها قويا ، وتمتمت : اللعنة عليك وليد ، اللعنة عليك


وأعرف منين و إزاي و امتى أني هقابل واحد


وأحبه من طرف واحد ومين بأيده كان اختار يوم يقابل مين ؟


بحاول معاه ومعاه بجد مهيش نافعه محاوله


وشايفه إني لو نسيت أولى وهزعل ليه محدش عارف الخير فين ؟


هعيش ازاي عشان واحد ما بيعشليش


لا مني معاه ولا أنا عارفه مكنش معاه


و أضيع ليه سنين بعدين تيجي علي مفيش


دا حب ازاي دي من الأول كانت معاناه


يفرق فــ إيه إحساسي بيه


عن إحساسي بالوحدة


و أنا شايفه النتيجة واحده


لا أنا لقياه ولا عندي أمل ألاقيه


لو فـــ نصيب بعدين فـــ حاجة ليا أنا هشوفها


هسبها تيجي لظروفها و أنا سيباه عشان مفرضش حالي عليه


هعيش إزاي عشان واحد ما بيعشليش


لا مني معاه ولا أنا عارفه مكنش معاه


و أضيع ليه سنين بعدين تيجي علي مفيش


دا حب ازاي دي من الأول كانت معاناه


امال ماهر - اعرف منين


****


نظر سيادة السفير أحمد الخشاب إلى هذا الشاب الواقف أمامه بذقنه النامية ولكنها مرتبة بشكل لائق ونظارته البيضاء وملابسه المهندمة البسيطة


قال له بهدوء : تفضل بني اجلس


ابتسم وجلس أمامه وهو ينظر إليه بكل الاحترام والتقدير ، فهو معجب بالسفير من قبل أن يراه ، فمواقف سيادته الوطنية مشرفة وتشعره بالفخر أنه يقف أمام هذا الرجل القدير


قال السفير : منصور أشدى بك كثيرًا ، ورشحك للعمل معي


ابتسم بهدوء : - يسعدني اعمل معك يا سيدي


تأمله سيادة السفير قليلا : لكني أشعر أنك لست سائقا عاديا ، فملابسك لا تنم عن ذلك


ابتسم باتساع : أنا خريج كلية الآداب ولكني بحثت عن عمل بعيدا عن مؤهلي الدراسي ، عندما يئست من العمل بشهادتي


هز السفير رأسه بضيق : ستتحن الأمور بإذن الله ، لم يخبرني لاسمك ؟


__ عبد الرحمن. نظر له السفير وحثه على المتابعة ليخرج له بطاقته الشخصية ويكمل - عبد الرحمن أسعد محمود ، بياناتي كاملة بالبطاقة سيدي


نظر إلى البطاقة التي بين يديه : حسنا ، مهمتك الآن السيارة ، لن تكون مسؤولا عن شيء آخر ، إلا عن إيصالي أو إيصال أحد أفراد الأسرة ، أعتقد أن منصور أبلغك أنك ستمكث لدينا .. فحفيدتي تعاني من الربو و في بعض الأحيان نضطر إلى أن نذهب إلى المشفى ليلا ، وأنا لا أستطيع القيادة ليلا "


قال بصدق ونبرته حزينة على حال الصغيرة : لا بأس عليها سيدي ، أنا تحت أمر سيادتك


ابتسم السفير ومد إليه بمفتاح السيارة : تفضل ، أنا سعيد جدا أني التقيت بك عبد الرحمن


صافح السفير وهو يشد على يده امتنانًا : وأنا الآخر سعيد جدا بمقابلتك سيدي


__عثمان سيدلك على مكان إقامتك ومكان السيارة ، أرجو أن تحوز سيارتنا على إعجابك


ابتسم : أكيد يا سيدي
****


تجلس مع الأطفال في الحديقة ، الجو مشمس اليوم ورأت أن من الأفضل أن تعطيهم الدرس بالخارج ، تجلس بالمنتصف بينهما تراقبهما يكتبان ما أملته عليهما نظرت إلى ( هنا ) بحب شديد وهي تشعر بالشفقة على الطفلة الصغيرة التي لا تتحمل نوبات الربو اللعينة ، لن تنسى عندما أتت لها نوبة الربو منذ يومان وكم تألمت على تعبها ، فالمرض يشكل حملا ثقيلا على جسدها الضعيف وهذا السبب الرئيسي في هدوئها وانطوائها


نقلت نظرها إلى أحمد لتبتسم على شقاوته التي لا حدود لها وهي تنظر إليه يلون الحرف ولا يكتبه لتقول بهدوء : أكتب جيدا يا أحمد


نظر إليها وعيناه تلمع بشقاوة وانطلق يتكلم بالإنجليزية لتنظر إليه بتحذير : تكلم العربية أحمد


زم شفتيه وقال بضجر وبلغة ركيكة : أنتِ لا تفامين ولذلك تجبريني على التهدث بالأربية .


ضحكت لتقول : أولاً حاول أن تنطق بشكل سليم


أعادت له الكلمات التي نطقها بشكل خاطئ وهي تطلب منه أن يردد ورائها ردد مجبرا ونطق بصعوبة : تفهمين ، التحدث ، العربية


صفقت له بيديها : ممتاز يا أحمد


نظرت إليه لترى الغضب يلمع بعينيه العسلية : أنت تعلم جيدا أني أستطيع أن أتحدث بالإنجليزية ولكننا اتفقنا أن تتكلم بالعربية ، أليس كذلك ؟


ابتسم باتساع وقال بطريقة سليمة : حاضر سأتحدث بالعربية


نظرت له بحب وربتت على رأسه :هيا أكتب الجملة لتلعبا قليلا قبل أن تتناولان الغداء


التفتت إلى هناء لتبتسم : أنت رائعة يا هنا ، تستحقين مكافأة .


تذمر أحمد : و أنا


نظرت إلى ما كتبه : و أنت الآخر ، هيا اذهبا لتلعبا قليلا .


اتجه أحمد نحو الأرجوحة ليتأرجح وظلت هنا بمكانها لتسألها ليلى :هل تريدين شيئا حبيبتي ؟


ابتسمت هناء وقالت بتأتأة بسيطة : لا أريد أن ألعب ، فأنا أشعر بالتعب قليلا


شعرت ليلى بالحزن يكتنفها لتبتسم ليلى وتقول بمرح : حسنا نلعب بالبازل ونكون كلمات جديدة معا .


ظهر المرح على وجه هنا وهزت رأسها بحماس وهي ترى ليلى تفرغ أمامها على الطاولة قطع البازل ،جلست ليلى بجوارها وهي تمر يدها على شعرها بخصلاته الذهبية الرائعة وتمسده لها برقة :هيا ، لنلعب قليلا .


****


أوصله العم عثمان إلى غرفته التي تقع بحديقة الفيلا وتكشف عن الحديقتين الخلفية و الأمامية للفيلا وتكشف جوانبها أيضًا وتطل على المدخل الأمامي للفيلا ، أدار عينيه بنظرة ثاقبة وهو يفكر أنها غرفة جيدة للمراقبة ولكن يتبقى الجانب الآخر الذي لا يراه والذي يقع أمامه باب صغير يعتبر مدخل آخر للفيلا ، أغلق الباب بهدوء وبدأ يفرغ محتويات حقيبته بهدوء ويرتب احتياجاته بالغرفة إلى أن وصل إلى حاسوبه الشخصي ، أمسكه بخفة وهو يفكر أين سيخفيه حتى لا يلاحظه أحدبعدما فرغ من ترتيب أشيائه قرر أن يستحم ويبدل ملابسه ويخرج ليرى السيارة ويدور بالحديقة ويعرف جوانب الفيلا جيدا


تناهى إلى مسامعه ضحكات طفل صغير وصوت أنثوي هادئ رزين يتكلم معه بهدوء ونبرة حازمة ، تقدم ليرى ماذا يحدث ووقف يتأمل ما يراه


تعالت ضحكات أحمد من حولها لتنظر إليه وهي تبتسم وتقول بصوت هادئ آمر : أحمد لا تتأرجح عاليا


ضحك بصوت عال وهو يتأرجح بقوة أكبر لتنهض من مكانها وتتجه ناحيته وتمسك بالأرجوحة بقوة وتخفف من قوتها وتقول لائمة : أحمد من فضلك لا تكن عنيدا .


ضحك أحمد بقوة . أوقفت الأرجوحة وقالت له بابتسامة : اذهب والعب مع شقيقتك .


شعرت بأن هناك من يراقبها لتلتفت وترى شابا طويلا واقفا بعيدا عنها يتأملها بصمت ، شعرت بالخوف من نظرته الحادة الثاقبة ، لتعقد حاجباها وتنظر إليه مستفهمة تقدم إليها بهدوء وهو يرسم ابتسامة متحفظة : - " مرحبا "


نظرت إليه وقالت بارتياب : مرحبا


لمح الريبة بصوتها ، لتتسع ابتسامته ويمد يده لها مصافحا : عبد الرحمن السائق الجديد .


عقدت حاجبيها وصافحته سريعا : أهلاً بك ، ليلى مدرسة الأطفال .


Continue Reading

You'll Also Like

13.5K 425 13
"تَـخدَعُني، تَطعَـنُني، تَكذِبُ عَلَـيْ...لازِلتُ أُحِـبُكْ". تَحذيـر : "الرِوايـه مَبنيـه عَلى تَكمِلـه مُسلسـل هانيـبال"
5.1M 152K 103
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
1M 65.2K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...
118K 5.6K 57
ملحوظه مهمه /قبل أن تبدء بقرأه تلك القصه يجيب أن تقرأ جحيم الإنتقام قبل ذلك لأن هذه القصه تكمله للحداث بتلك الرواية ..... دائما تنتهي قصص الحب بزوا...