اسكربت ١

1.3K 63 2
                                    

أول ما اتجوزت كان عمري ٢١ سنة، كنت مخططة لحاجات كتير جدًا ناوية اعملها مع زوجي وأماكن كتيرة هنسافر فيها سوا..

وكنت ناوية أول لما اتجوز هقص شعري عشان ماما كانت دائمًا بترفض وتقول لي لما تتجوزي وأول ما زوجي عرف قال لي لأ أنا بحب شعرك وهو طويل أنا متأكد أنك هتكوني حلوة وهو قصير عشان إنتِ حلوة في كل حالاتك بس أنا بحبه أكتر وهو طويل..

..

فكرت أثور عليه واعمل فيها شخصية مستقلة بق ودا شعري وأنا حرة فيه .. بس فكرت شوية كده في كلامه ! لاقيت عنده حق يعني مثلًا أنا بحب دقنه وهي طويلة أكتر عن لما تكون خفيفة ولما قولت له وافق إنه يعفيها ويسبها تتطول .. ليه هو متعصبش وعمل فيها شخصية واتخانق معايا ؟!! مفيهاش حاجة لما نعديها ..

كنت مفكرة إنه هيساعدني في شغل البيت ويغسل الاطباق مثلًا أنا يوم وهو يوم، بس لاقيت إنه بيدخل من برا وهو جاي من الشغل مش عارف يفتح عينه من التعب وممكن ينام على أقرب كنبة، أنا مرة بفتح باب الشقة لاقيته نايم قدام الباب ولما سألته قال لي محسيتش بنفسي من التعب، لما بيلاقيني مشغولة بيجي يوقف جنبي  ويقولي نكت ويضحكني وساعات تانية ممكن يجي يتخانق معايا عشان مش لاقي القميص الموڨ بتاعه لأنه بيحبه جدًا ومرة لاقيته بيزعق عشان مش لاقي الشراب الأسود الصوف فضلت أدور عليه ملقيتش غير فردة واحدة تحت التلاجة في المطبخ، عادي أنا متعودة على حركاته العيالي دي وهو كمان متعود هلى حركاتي الطفولية برضو..

مرة دخل من برا لقاني قاعدة جنب البوتجاز في الارض معايا علبة فاين من الكبيرة وبعيط خاف من المنظر واتخض وقلق عليَّ جدًا وقعد جنبي وفضل يسألني مالك معرفتش اقول له ايه ؟ فضل يتحايل عليَّ نص ساعة ولما جاوبته وقع في الارض من الضحك قولت له اصل أنا تخيلت انك بعد الشر مُت وسيبتني لوحدي وقعدت اعيط مكنش عارف يرد عليَّ من الضحك وقام اخدني في حضنه وفضل يضحك.

..

مرة كان قاعد بيتفرج على ماتش الريال ومتعصب جدًا وسمعت إقامة صلاة المغرب  شغالة في المسجد وهو فضل قاعد مكانه ناديت عليه عشان يقوم يصلي طنشني ناديت تاني قال لي هصليها في البيت لما الماتش يخلص ! اتغاظت منه وقتها عشان عايز يطنش الجماعة عشان ماتش !

رُحت نزلت سكينة الكهربا بتاعة البيت كله لاقيته بينادي بصوت عالي وبيقول لي إنتِ فين ؟! قولت له أنا هصلي المغرب قال لي تعالي نصليها سوا عشان الضلمة قولت له لأ صليها جماعة أنا مش خايفة من الضلمة .. نزل ورجع بعد الصلاة لاقيته بيقول لي  إنتِ اللي فصلتي الكهربا صح ؟!

خفت في الاول بس جمدت قلبي وقولت له آها ربنا ألهمني الفكرة دي عشان تقوم تلحق الصلاة في المسجد..

قال لي أنا اسف مش هعمل كده تاني ربنا يخليكِ ليا.. وقتها حسيت إن الموقف ده أحلى من مليون رحلة أو هدية أو أي حاجة في الدنيا ..

لما اتجوزت كنت فاكرة الدنيا بمبي جدًا وكل الاحلام الوردية بتاعتي هتتحقق، بس اكتشفت أن وقفتي طول النهار في المطبخ ممكن انسى تعبها كله لما يطبطب على كتفي ويقول لي تسلم إيدك يا حبيبتي، واكتشفت إن كل الكلام الحلو ميجيش حاجة قدام كلمة منه لما يشكر فيَّ وأهله قاعدين، واكتشفت إن الإمتنان الحقيقي مش من كلمة، إن هو يقول لي بحبك، الإمتنان الحقيقي  لما يكرم أهلي ويشلهم فوق رأسه ويسأل عنهم ويطمن عليهم كأنهم اهله هو مش أهلي أنا، اكشفت إنه لما يحب مامته ويبرّها ويكرم اخواته ويصل رحمه معاهم يبقى أنا كده اختارت صح، حتى في أصعب اللحظات لما كنا احيانًا مش بنكون طايقين بعض وكل واحد يدي ضهره للتاني كنا بنقوم ونقعد ونبص لبعض ونقول في نفس واحد " مش هينفع ننام واحنا متخاصمين ابليس هيشمت فينا ! ونضحك بصوت عالي بالعند في ابليس

كمان لما كان يعلق على لبسي كنت بقول له تعالى قدام الدولاب واختار إنتَ عايزني ألبس إيه كان يقول لي أنا مينفعش ألبسك على مزاجي واحنا خارجين برا بس إلبسي اللي إنتِ شايفة إن ربنا هيكون راضي عنك وإنتِ لبساه ..

ولما كان يحصل موقف غيرة مني أو منه كنا بنسكت عشان عارفين إن من حقنا نغير على بعض، بس بلاش كلام فيه تجريح لإننا واثقين في أخلاق بعض وكل واحد فينا عارف هو متجوز  مين..

افتكر مرة حصلت مشكلة كبيرة بينا كنا احنا الاتنين غلطانين بس الشيطان نزغ ما بينا وفضل يوسوس لكل واحد فينا لحد ما المشكلة كبرت وكانت هتوصل لا قدر اللّٰه للطلاق.. لاقيته جايب ورقة وحطها قدامي بفتحها لاقتها ورقة فاضية وقال لي دي صفحة جديدة هنبدأ من الاول أنا مسامح مفيش حاجة في قلبي من ناحيتك قولت له وأنا كمان مسامحة مفيش حاجة في قلبي من ناحيتك، بعدها بربع ساعة اتخانقنا وزعقنا لبعض جامد وفضلنا نجري ورا بعض في الشقة لحد ما نفسنا اتقطع ونزلنا بليل اتمشينا واكلنا آيس كريم ..

أنا عارفة إن عنده عيوب بس الحمدللّٰه إن عيوبه مش في دينه ولا أخلاقه مش بصباص ولا بخيل وملتزم بدينه أي نعم ممكن يقصر ويتعب ويصلي في البيت او ينام وميعرفش يصحى للصلاة بس أنا كمان مش ملاك وفيَّ الحلو والوحش عشان احنا بشر محدش فينا كامل والحمدللّٰه ادينا بنتعكز على بعض وبنعافر في الدنيا سوا واحنا إيدنا في إيد بعض..

النهاردة ذكرى تاريخ جوزنا للسنة الرابعة وعندنا أجمل بنوتة في الدنيا وأقدر أقول إن الجواز ملهوش استراتيجية ممكن نحطها و نمشي عليها عشان ننجح، الجواز حلو للي عايز ينجح ويبنبي ويعمر مش يفشل ويهد ويخرب.

______
#حكاوي_بالعامية

- أسماء شميس.

حكاوي بالعامية Where stories live. Discover now