اسكربت ١٨

305 17 1
                                    

لحد دلوقت فكرت انتحر مرتين، فكرت في طرق كتيرة، كل مرة عقلي بيخترع طريقة وببقى خلاص مش باقي غير التنفيذ بلاقي نفسي ببكي بحرقة وأنا بقول يارب احميني من نفسي، أصعب اللحظات اللي بتمر على الإنسان لما يحس إنه وجوده في الحياة ملهوش سبب يعيش عشان مين؟ أو بالأصح يعيش ازاي بعد ما أكتر إنسان حبيته بيكون سبب في كسرك!

حكايتي تبان شبه حكايات كتير مكملتش انتهت من قبل حتى ما تبدأ، كانت في التمهيدي بس التمهيدي ده اخد من عمري ٣ سنين اخد مني روحي وأحلامي وقلبي وداس عليهم بأكبر قوة ممكنة عشان أفهم إن اللي زيي مش من حقها تعيش، مش من حقها تحب، ولا تتحب!

إيهاب صاحب نبيل أخويا، بحبه من صغري فتحت عنيا على الدنيا وأنا مش شايفة حد ينفع يتحب غيره، بشوفه دائمًا ومكنتش بعرف أعمل حاجة، غير إني اتكسف وأبص في الأرض وأنا وشي أحمر من الخجل، كان شايفني أخته الصغيرة، مع إن الفرق بيني وبينه كان خمس سنين بس، كبرت وأنا بحبه، الطفلة الصغيرة كبرت ودخلت الثانوي وهي بتتابع أخباره بتسمع عنه كل كلمة وتركز أوي عشان تعرف إيه الجديد في حياته، الطفلة بتكبر وبتقرر تبقى شجاعة وتصارحه، كنت خايفة حاولت كتير اكلمه أقول له إني بحبه كان لساني بينعقد وبرجع تاني لنقطة الصفر، في يوم كنا معزومين على فرح أخته، وشوفته كان شكله حلو أوي وهو لابس البدلة كان في منتهى الشياكة تخيلت إننا في حفلة خطوبتنا، كان فيه موسيقى شغالة في القاعة ودخان كتير تقريبًا كان نظام القاعة كده، اتخنقت من الدخان وخرجت اشم هوا برا، لاقيته واقف بيضحك مع أصحابه أول ما شافني اتحرك ناحيتي..


رنا ازيك عاملة ايه؟

الحمدللّٰه كويسة، وحضرتك

أنا كويس الحمدللّٰه، عقبالك يا رنا

شكرًا..

هو نبيل أخوكِ فين بكلمه بيكنسل عليَّ ؟

هو وصلني هنا أنا وماما وراح يجيب خطيبته من البيت

يبقى قرب يوصل، طيب إنتِ طالعة ليه من جوا عايزة حاجة؟

لأ شكرًا، أنا بس اتخنقت من الجو هناك خرجت اشم شوية هوا

طيب ابقي ادخلي متوقفيش لوحدك

حاضر.

اها على فكرة نبيل قال لي إنك نجحتي في الكلية ورايحة سنة تانية صح؟ مبروك عقبال التخرج يا رب

شكرًا

أنا هدخل جوا بقى لحسن يكونوا عايزين حاجة، ادخلي على طول ماشي؟

حاضر..

..

كنت واقفة مش قادرة اتحرك، لما بتكون بتحب حد بتكون متخيل إن كل حركة وفعل وكل كلمة بيقولها عشان هو مهتم بيك، مبتبقاش فاهم إنه بيعملها من منطلق طبيعة موجودة في شخصيته وإنه بيتصرف عادي كده مع كل الناس، كنت ساذجة وفرحانة إنه كلمني وبارك لي على نجاحي، كنت طايرة من الفرحة وهو واقف بيكلمني، بعدها بشوية دخلت، لاقيته واقف جنب أخته وعريسها ومعاهم بنت أول مرة أشوفها وقفت فضلت مركزة كل حاجة حصلت في ثواني، لاقيته بيعلن خطوبته على بنت خالته، عشان تبقى الفرحة فرحتين، محسيتش غير ودموعي بتلسعني وهي نازلة من عنيا لفيت لماما وقولت لها عايزة أمشي أنا مصدعة، كلمت نبيل وأخد خطيبته ومشينا كلنا، واحنا في الطريق لاقيت ايهاب بيتصل بأخويا بيسأله إنتوا روحتوا فين؟ قال له مشينا عشان رنا تعبت شوية، أنا فعلًا كنت تعبانة، روحي كانت بتنسحب مني براحة ومش قادرة اتكلم وأقول لحد يلحقني، وصلنا البيت دخلت أوضتي وقفلت عليَّ الباب كانت ليلة من أصعب الليالي اللي عيشتها، وبدأت المعاناة وكل ما بسمع اسمه في البيت قلبي يدق جامد ودموعي تخوني، كنت الأول بروح جري أفتح له الباب عشان أشوفه وأسلم عليه، مبقيتش أهتم افتح الباب لحد،  صوت ضحكته وهو قاعد مع أخويا في الفرندا وأنا سمعاهم كنت بنغز قلبي كل ما اتخيل إني عمري ما هكون جنبه ويضحك لي كده، فات أسبوعين على أخر مرة شوفته فيها يوم فرح أخته كنت استويت ومعرفش لو كنت شوفته إيه هيكون رد فعلي، لحد ما في يوم كنت راجعة من الكلية وهو نازل من عندنا وقابلته على سلم العمارة، كنت حاسة إن قلبي هيخرج من مكانه، أول ما شافني ابتسم لي..

حكاوي بالعامية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن