اسكربت ٩

378 23 1
                                    

الزواج مش كل حاجة! ده صحيح.. بس دا لما تكوني مُعززة مُكرمة في بيت أبوكِ وطلباتك كلها مجابة، لكن لما تكوني شغالة وبتدرسي وطالع عينك واتخرجتي ولسه بتشتغلي وبتصرفي على نفسك وبتجهزي نفسك عشان لو اتقدم لك إنسان كويس تكوني جاهزة، وفوق ده كله يتيمة و أخوكِ وزوجته مش سايبينك في حالك ووالدتك شخصيتها ضعيفة ومش بتقدر تساعدك ولا ترفع عنك الظلم وأخوكِ الصغير لسه بيدرس ومفيش في إيده أي حاجة ممكن يساعدك بيها وقتها لازم الزواج يكون بالنسبة لي هو كل حاجة، لازم يكون هو طوق النجاة من المطحنة دي، لازم أكون شايفة الزواج ده تأشيرة لحياة كريمة عشان أخرج من الغُلب والقهر اللي أنا فيه، محدش بيقدّر ظروف حد ومهما اشتكيت وبكيت محدش هيحس بألمك ولا يقدّر وجعك، عشان كده بطلت اشتكي، بس باين جدًا إني تعبت باين في كل نظرة من عيوني، باين في ضحكتي اللي ناقصة فرحة، وباين في عيني الحزينة وباين في ضهري المكسور اللي ملهوش سند باين في كل حركة إني ناقصني سند في حياتي، باين في كل تنهيدة باين أوي إني لوحدي وكل حياتي عبث، لكن مين هيحس بيا!

كنت كل ما عريس يتقدم لي أوافق وأكون في منتهى السعادة والفرحة إِن فيه حد جاي هيخرجني من البؤس ده أخيرًا.. لكن كل حاجة كانت بتنتهي من قبل حتى ما تبدأ.. يا إما العريس بيكون عايز عروسة بمواصفات جمال عالمية، يا إما بيكون عايز عروسة غنية عشان تساعده، يا إما بيكون أرمل وعنده ٣ أو ٤ أطفال وسنه كبير، فضلت على الحال ده كتير وكل الأبواب مقفلة في وشي ومش عارفة اعمل إيه لحد ما أمي صدقت كلام طنط شادية إِن أنا معمول لي عمل!

..

روحنا لشيوخ كتير أو دجالين بمعنى أصح، مفيش شيوخ بتاخد فلوس من حد ولا بتطلب طلبات غريبة! الشيوخ بتعالج بالرقية وبس! لكن دول مكنوش شيوخ دول كانوا أشكال قذرة ومخيفة بيتمتموا بكلام غريب وعيونهم جاحظة ومخيفة، اقسمت باللّٰه إني مش هروح لحد تاني لو انطبقت السما على الأرض، ورفضت أروح لأي حد تاني، ويأست إني هفرح زي باقي البنات، في يوم كان عندي اجازة من الشغل لاقيت الباب بيخبط روحت أفتح لاقيتها طنط فريدة جارتنا ساكنة في الدور اللي تحت منّا، جاية تخطبني لإبنها، هو مسافر وهيرجع أخر الشهر هيخطب ويسافر ويرجع بعدها بأربع شهور نتجوز ونسافر سوا، ياااااه الفرحة مكانتش سيعاني ومكنتش متخيلة إن خلاص الدنيا هتضحك لي وهخرج من البلد كلها!

اتقابلنا وشوفته كان محترم مش مميز أوي زيه زي شباب كتير بيحاول يكوّن نفسه ويعمل مستقبل كويس، اتكلمنا سوا واتفقنا على حاجات كتير وأخد رأيي في حاجات أكتر وكلمني عن نفسه وأنا كمان كلمته عن نفسي وعن أحلامي والحاجات اللي نفسي اعملها مع شريك حياتي، ارتاحت وحسيت إني أخيرًا هفرح، اتخطبنا وسافر رجع شغله تاني وبقينا نتكلم سوا على الـ سكايب كل كم يوم قدام أهلي ومامته كانت بتطلع تقعد معانا لما كنت بكلمه، فات حوالي شهر ونص كان فاضل كم أسبوع على الفرح وكان هينزل ونكتب الكتاب ونسافر سوا، راجعة في يوم من الشغل لاقيت طنط فريدة أم عادل خطيبي عندنا وقاعدة مع ماما وماما بتبكي وهي بتقول لها كل واحد بياخد نصيبه، اتخضيت من منظر ماما وهي بتبكي بسألها مالك يا ماما قالت لي عادل فسخ الخطوبة، اغمي عليَّ في مكاني ووقعت في الارض، صحيت بعدها لاقيت ماما قاعدة جنبي ومروة زوجة أخويا، وماما قاعدة تهدي فيَّ وتطبطب عليَّ وترقيني ومروة قاعدة تقول يا عيني معلش ربنا يعوضك دا لو لاقيتي حد زيه وعنيها فرحانة وبتضحك، مقدرتش أمسك نفسي.. صرخت فيها وطردتها برا الأوضة راحت ماشية ورزعت وراها باب الشقة، فضلت اصرخ وأقول لماما خلاص مش عايزة اسمع سيرة الزفت ده تاني مش عايزة حد يجيب سيرته قدامي،  بعدها بحوالي أسبوع راجعة من الشغل قابلته على سلالم العمارة بس مكانش لوحده كان معاه والدته وعبير جارتنا وصفاء بنتها، لاقيت عبير بتقول لي مش تباركِ لصفاء بنتي يا هاجر، اتخطبت هي وعادل، لاقيت نفسي ببتسم وببص لعادل وقولت له هي دي اللي سبتني عشانها وفسخت الخطوبة؟ مردش عليَّ، لاقيت إيدي بتتحرك لوحدها ورزعته بالقلم على وشه وقولت لهم مبروك يا عرسان وطلعت أجري على بيتنا، محدش نطق ولا اتحرك من الصدمة، لو كان بإيدي كنت قتلته زي ما هو دبحني بسكينة باردة، بعد ما هد كل الاحلام اللي فضلت ابنيها معاه، عرفت بعدها بفترة إن أمه راحت خطبت له وأنا وهو كنّا لسه مخطوبين زي ما جات خطبتني وهو كان خاطب واحدة قبل مني، حسيت بالكسرة والوجع لنفسي ولكل بنت بيتعمل فيها كده، مقدرتش اعمل حاجة.. هعمل إيه!
حسيت إن ضربة  القلم كانت قليلة عليه أوي، دا كان محتاج ينضرب بالجزمة عشان اللي يسرق فرحة بنت ويكسر قلبها دا يستاهل يتعذب ويدوق من نفس الكأس اللي شربها منه.

حكاوي بالعامية Where stories live. Discover now