الفصل الأول

3.5K 98 23
                                    

جلست بزاوية غرفتها أمام الشرفه تنظر منها إلى السماء فعلى الرغم من تأخر الوقت إلا إنها كانت مضيئه بالكامل بسبب إكتمال القمر أخذت روايتها من على الطاوله الصغيره التي أمامها وبدأت تقرأ بها تعمقت بأحداثها وجعلتها تذهب إلى عالم أخر مختلف تماما عن عالمها التي تعيش به هي روايه  عن  الأساطير  دائما تنجذب لهذا النوع من الروايات فهي لا تحب عالمها عالم البشر من أجل مامرت به كانت دائما وحيده كبرت في دار للأيتام لم تعرف أبدا من يكونوا والديها... عندما وصلت لسن الثامنة عشر تركت الدار وبدأت تعتمد على نفسها إستأجرت شقه في وسط المدينه في مكان قريب من عملها التي وفرته لها صاحبة الدار لتساعدها في بدء حياتها بعيدا عنهم كانت شقه صغيره تتكون من غرفة نوم وغرفة إستقبال ومطبخ صغير وحمام كانت ممتنه كثيرا للسيده مارجريت لمساعدتها لها فهي كانت تحبها كثيرا بل كانت كأم لها......

ظلت تقرأ بروايتها حتى غفت عيونها دون أن تشعر.

"وجدت نفسها بغابه واسعه لم تكن ترى بدايتها من نهايتها كانت مليئه بالأشجار الكثيفه لدرجة إنها حجبت عنها ضوء الشمس أصيبت بالذعر الشديد وركضت أمامها مسرعه لعلها تجد طريق الخروج من هذه الغابه المخيفه شعرت بوجود شئ يلاحقها ومن خوفها الشديد لم تلتفت لتراه ركضت أسرع وهي تبكي بغزاره كيف وصلت لهذا المكان المخيف وماالذي يلاحقها.
فجأة وجدت شخص يقف أمامها كان مفتول العضلات وشعره أسود غرابي كثيف ولديه عيون زرقاء بلون البحر ولكن ماذا يريد منها.. كان جسدها يرتعش بدرجه مخيفه... سمعته يقول لها بهمس أرعب كيانها.. "رفيقتي أنتي رفيقتي." !!!

نهضت من نومها مفزوعه ماهذا الحلم المخيف ومن هذا الذي رأيته بمنامي كان جسدها ينتفض بشده وحبيبات العرق تملأ جبينها نظرت لنافذة غرفتها ووجدت أشعة الشمس تخترقها إلتفتت لتنظر للساعه وجدتها الثامنه صباحا وقفت مسرعه لتذهب إلى عملها فهي تبدأ الدوام في التاسعه صباحا إرتدت ملابسها وقامت بإعداد فطور بسيط لها
تناولته وخرجت من منزلها متجهه إلى محل عملها.

دخلت المطعم ووضعت حقيبتها وإرتدت الزي الرسمي للعمل وإستعدت لتقديم الطلبات فهي تعمل نادله.

هاي أنجيلامتى أتيتي.؟
الأن مايا لقد أتيت الأن.

حسنا قدمي هذا الطعام للطاوله رقم 8

حسنا أعطني إياه سأذهب وأقدمه لهم.

مر اليوم سريعا ولكن طبعا لم يخلوا من التعب والإرهاق ودعت زميلتها وإنصرفت.

عادت إلى منزلها وحيده كعادتها تشعر بملل شديد هي تجهد نفسها بعملها حتى تعود إلى منزلها لتنام ولا تدع نفسها لتجلس وحيده فهذه حياتها التي تعودت عليها منذ تركت دار الأيتام وعاشت وحدها.
إرتدت منامتها وإستلقت على السرير لتغط في نوم عميق.
شعرت بأنفاس قريبه جدا منها وإنه يوجد أحد معها بالغرفه تجمدت بسريرها حين فتحت عينيها قليلا لترى إن كان يوجد أحد معها أم لا توسعت عيناها عند رؤية عيونه الزرقاء الواسعه تنظر لها بتمعن شديد لم تستطيع النهوض وإضائة المصباح لتتأكد مما تراه أحست أن جسدها قد شل كليا إنتبهت له حين كان يقترب منها وسارت قشعريره بجسدها من شدة خوفها وقالت في نفسها "هل هذا لص!!! لا لا ولو كان لص ماذا سيجد عندي لن يجد شئ لماذا إختار بيتي أنا دوناً عن المنازل الكبرى ثم لماذا هو قريب مني هكذا! ياإلهي هل هل يريد أذيتي" وجدته يقترب منها أكثر فأكثر إشتد خوفها وأطلقت صرخه مدويه؛ إستيقظت فاجأة وهي تصرخ ونظرت حولها وجدت إنها كانت نائمه وإنه كان مجرد كابوس مزعج؛ مدت يدها للطاوله التي جانب السرير وأخذت كوب ماء لتشرب منه القليل حتى تهدأ.

الملك المنبوذWhere stories live. Discover now