للرمق الأخير معك

409 29 10
                                    

الرفاق حائرون .. يفكرون .. يتسألون في جنون
الرفاق حائرون .. يفكرون .. يتسألون في جنون
حبيبتي انا .. من تكون حبيبتي من تكون حبيبتي
يفكرون .. يتسالون .. يتهامسون .. يتخيلون
اشياء واشياء .. واسماء واسماء .. ويضيع كل هذا هباء
لا تخافي واهدئي .. واهدئي .. ياصغيرتي ..
لا تبالي انني .. انني يا حبيبتي
اخفي هواكي عن العيون .. فكيف مني يعرفون
حبيبتي حبيبتي انا من تكون حبيبتي .. من تكون حبيبتي انا

في صباح جديد بدت فيه الشمس في ضيائها و كأنها لازالت ناعسة من شدة تهالك وخفوت شعاعها الهارب من ستائر غرفتها الفضية و كأنها تطلب الإذن منها قبل أن تقطع عليها حلمها الوردي التي كانت تتقلب في الفراش باسمة الثغر بفضله
و لكن قبل أن يفعل الضوء لحلمها شيئاً يفسده ٱتى رنين هاتفها منبهاً أكثر إزعاجاً من ضوء الشمس لكي يوقظها في منتصفه كحلقات المسلسلات التي تنتهي عند أكثر النقط حماسية
- Alo.. Efendim ?
" ألو..من ؟ "
بصوت خفيف ناعس و عينان لم تفتحهما حتى غمغمت إبنة ألتوناي الوحيدة أدا بخفوت مجيبة على المتصل الذي لم تقرأ إسمه حتى بطريقة جعلت المتصل و الغافل تماماً عما فعلته مكالمته الهاتفية تلك بحلمها إنها تبدي الرفض المبكر لطلبه مما دفعه عفوياً لطرح مقدمة متعلثمة أولاً
- أنا عاكف أرتمان المدير التنفيذي لمؤسسة الشراكة العالمية لإنهاء العنف ضد الأطفال...إن كان يومك به القليل من الوقت حضرة الطبيبة أرغب في التحدث معكِ لدقائق معدودة فقط
و للحق فقد أستطاع الرجل بطريقته هذه جذب إنتباهها أكثر فسرعان ما رمت الأغطية بعيداً عن قدميها حاجزة الهاتف بين رأسها و كتفها مصدرة من شفتيها الإذن المطلوب منها لكي يقدم الشاب عرضه و كلتا يديها يسحبان طرفي الستارة الحريرية كي تبعدهما عن بعضهما كاشفة عن النافذة الزجاجية للغرفة و التي سرعان ما جررت بابها من فوق مساه كي تتمكن من فتحها والدخول
- في الواقع تعرفين كم أن دولتنا للأسف الشديد من أولى الدول في حالات العنف ضد المرأة والطفل و تماماً مثلما مدينة Büyük Ada مدينة سياحية من الطراز الأول... وأيضاً طبيبة نفسية مثلك..برأيك ألا يشكلان ثنائية مكتملة الأركان.
تستشعر أدا رغبته في الممطالة فتخرج من النافذة إلى المطبخ ثم تضع هاتفها على طاولة المطبخ مشغلة مكبر الصوت كي تسمعه عن بُعد في نفس الوقت الذي كانت تضخ في ماكينة القهوة حبات البن
- Tamam bu bölüm çok anladım..Ehh ne olacak sonra ?
" حسناً لقد فهمت هذا القسم جيداً..إييه ماذا سيحدث بعد ذلك "
غمغمت إبنة ألتوناي الوحيدة التي كانت تلملم ما أخرجته من أغراض لتحضير وجبة الإفطار و تقسمهم بين من سيعود للثلاجة بعد إنتهاء وظيفة و من سيرسى على طاولة الطعام و قد نجحت بسؤالها المباشر أخذ الغرض الأساسي من تلك المكالمة الهاتفية أخيراً
- و أريد من حضرتك القيام بندوة توعوية حول مخاطر العنف ضد الأطفال و الأثار الجانبية السلبية لذلك على المسرح التابع لفندق Büyük Ada palas oteli والأكبر في المدينة...المقابل المادي الذي تطلبينه ستأخذينه.... هذا طبق سياسات التعاون بين الحكومة و المؤسسة في السيطرة على هذه الظاهرة ولا أجدر منك بتلك النقطة....لذا المقابل المادي مفتوح المدى
تهمهم معلنة أنها تنصت و تقيم عرضه بجدية فيشعر المتحدث بأن الوقت قد حان كي يكشف عن باقي التفاصيل الخاصة بعرضه السخي..ومشكلاته كذلك
- و لكن هناك مشكلة صغيرة فحسب...لو تخطيناها يعني أتفقنا
تماما على عكس ما كان يجول في صدر ذاك المتوتر كانت أدا إلتوناي بصبر تتحرك في مطبخها لإعداد البيض المخفوق و لكنها حاولت تحريك المياه الراكدة بداخله تلك فغمغمت سائلة بنبرتها الضاحكة نسبياً
- و هي...؟
لازالت مستمرة حالة عدم الاستقرار الغريبة التي يحاورها بها الشاب لدرجة صمته لثوان معدودة مفكراً قبل أن يتم الكشف أخيراً عن سبب المشكلة التي زعم وجودها مسبقاً
- الموعد المحدد للسفر.. غداً!
تستوعب حينئذٍ للمرة الأولى منذ بداية المكالمة الهاتفية بينهم سبب كل تلك التميهدات العبثية و لكنها في الوقت نفسه لا تستطيع التخلي عن نبرتها الضاحكة أبداً و هي تصب نصيبها من الطعام في طبقها و ترسيه على الطاولة المستديرة الموضوعة في المطبخ
- غداً...صحيح الأمر عمل في نهاية الأمر و لكن...السفر هكذا قريب و فجائي لدرجة...هل يمكنك إعطائي بعض الوقت للتفكير ؟
و في الحقيقه طلبها هذا كان متوقع من طرف الرجل لدرجة جعلته لا ينزعج أو يندهش أبداً مما طلبته مستسلماً لرغبتها مانحاً إياها جام الوقت الذي تريده كي تقرر...قبل مساء الليلة بالطبع!
و تنتهي المكالمة الهاتفية بينهم على هذه الحال تاركة الطبيبة النفسية تشرع في تناول الطعام في سكون الصباح الباكر الهادئ الذي لم يكن يكسر صمته إلا صوت هاتفها الصادح بنغمات هادئة للمطربة Adele و زقزقة صغلر الطيور في الخارج
و لكن للأسف الشديد لم يدوم طويلاً بتاتاً هذا السكون الذي سرعان ما عاد رنين مكالمة هاتفية جديدة يقاطع إسترسال الأغنية الإنجليزية التي كانت تشاركها الإفطار و شاشة هاتفها المحمول تُعلن عن كون المتصل بها هي مساعدتها ليلى
مكالمة هاتفية صمت رنينها بعد ثواني من بدايتها و بالتحديد فور ما تفقدت إبنة ألتوناي الوحيدة ساعة الحائط و وجدت أنها لم تتأخر حد أن تتصل لتستعجلها أبداً...و لكنها تعاود الظهور على شاشة هاتفها المحمول بمكالمة جديدة فور رفض الأولى بطريقة أثمرت في نهاية المطاف إلى الإجابة على الهاتف
- ٱسفة لإزعاجك يا أستاذتي هكذا في الصباح الباكر و لكن...هناك شخص يصر على الحديث معك الٱن... الٱنسة أفتاب...تقول عاجلا
" أحياناً يكون للمهارة العملية بعض السلبيات غالباً "
هكذا غمغم عقلها يأساً و هو يعطي الإشارات اللازمة ليديها كي يتركا الشوكة والسكين جانباً و من ثم يأمر لسانها بالنطق بكونها قادمة في الحال كما تؤكد عليها ليلى الرجاء بعدم التأخير
بعيونها الٱسفة و عصافير معدتها الجائعة الثائرة بداخلها دفعت الطبيبة النفسية ذات الرأس البرتقالية كرسيها بعيداً عن الطاولة لكي تستطيع النهوض من مقعدها متوجهة إلى غرفتها التي قذفت هاتفها المحمول على فراشها فور وصولها إلى هناك قبل فتحها للخزانة و سحبت منه فستان أبيض طويل بأكمام بتنورة زرقاء اللون واسعة نسقت معه حذاء بكعب عالي أسود اللون و حقيبة بيضاء معقفة النسج رافعة شعرها في كعكة إنفلت منها بعض الشعر المنسدل على ظهرها

Aşk AdasıWhere stories live. Discover now