تميمة الموت

190 24 43
                                    


فيي دمعة مزروعة فيي ضحكة وممنوعة علي
فيي حبك عم يوعى فيه صرخة موجوعة
صرخت وسميت انت

فيي دمعة مزروعة فيي ضحكة وممنوعة علي
فيي حبك عم يوعى فيه صرخة موجوعة
صرخت وسميت انت

فيي حبك عم يوعى فيه صرخة موجوعة
صرخت وسميت انت

انت لو مهما اقوى بتبقى نقطة ضعفي انت

و نطرتك بعتمات الليل وناطر طلة صبح انطرتك
انطرتك لشوفك انت

يشد إيمرة أجزاء سلاحه في ذات الوقت التي تستأذن كاراجول فيه إحدى الفتيات لتبديل أماكن وقوفن بحيث تصبح وراء العروس..يثبت السلاح تجاه أدا للحظات قبل أن يغير وجهته تماماً.. ذلك الذي إن كان يجب لشخص أن يموت فهو..ذلك الذي عمى حبيبته و سرق قلبه..ذلك الذي بسببه لم يذق في حبه لإستيرا إلا المرارة..إن كانت إستيرا أحرقت قلبه برفضها فلما لا يحرق قلبها و يقتل حبيبها..دينيز
يتحسس الزناد للمرة الثانية و يريح إبهامه فوقه..في نفس اللحظة  وصلت فيها إلى ظهر العروس و قد إنفض معظم الجمع  من حولها في مجموعات صغيرة في تحدي الدبكة بين صديقات العروس و أصدقاء العريس و يبقى العروس جهة فريقها تحكم و كذلك العريس حتى يقرران الأفضل الذي سينافسونه
تتحسس اللفافة الحاوية على حقنة الأستركنين السامة و تخرجها على مهل..يتحسس خزانة الرصاص مطمئناً لوجود الرصاصات..يصوب هو و تخرج الحقنة هي..
تطلق الرصاصة دوي يثير الهرج بين الحضور..هرج طال حتى تلك القاتلة ذات النهرين كاراجول التي لم تجد أمامها خياراً أمام هذا الهرج إلا دس الإبرة السامة في رقبة العروس حتى مع رؤيتها لعينين ألب تلتقطها بل ليست عينان ألب فقط هي من كشفتها فها هو ذا دينيز ٱركان قد إنتبه لسقوط عروسته و طارت قدماه و صرخته نحوها فوراً هذا طبعاً لو لم يكن للقدر البائس المشؤوم رأياً مخالفاً كلياً سرعان ما أفصح بكل كٱبة عنه
حيث أنه في الوقت ذاته التي كانت هي قد نفذت فيه جريمتها و ترأى لأعين الرجل بداية الهدف في الهرب أطلق إيمرة رصاصة قد عرفت طريقها فورياً خير المعرفة و لم يخذله عدم معرفته بفن النشان أو تسرعه في إطلاقاً لأنها و بكل أسف لم تخطئ مسيرتها و على الفور تعالت أصوات الهرج و الصراخ أكثر مع صراخ دينيز المتألم و سقوطه أرضاً يرجف غارق في دماؤه كالطير القتيل و قد سكنت الرصاصة رئتيه من خلف
و معه ترن في أذان القاتلان أصوات الصراخ و صيحات الفزع و أصوات المطالبة بالإسعاف التي تنادي بها السيدات...يرى الشاب أفواج المعازيم متوالية تفر هرباً من القاعة...يسمع صيحات أم دينيز تستجديه بالصراخ و العويل كي ينهض...يسمع زملائه يتهاتفون فيما بينهم معلنين أنه بحاجة إلى مشفى بشكل عاجل...و ٱخرين يركضون في المكان بحثاً عن طبيب...بينما لاحظ أن ألب و رجلان  يكبلان امرأة في الأرض دون أن يفهم لهذا علة
و لكن لمٓ لم تغمره السعادة التي ظن أنها ستغمره لو نفذ خطته..؟ لمٓ لم يعتريه نشوة الإنتصار الذي تخيلها رغم أن منافسه بات في تعداد الوفيات كما رغب ؟ لم رغم إنه نفذ مخططه كيفما تمنى بلا عراقيل أمامه إلا أنه يشم كفيه برائحة الموت ؟ لمٓ يشعر الٱن أنه بات في حالة قد تدفعه إلى جنون ٱخر ؟ لمٓ لا يرى ما فعله بطولياً كما كان يراه منذ دقائق ؟ لقد تخيل أنه سيركض إلى إستيرا حاملاً معه مواساة كاذبة لموت إبن العم و الحبيب برصاصة طائشة من حبيب أدا السابق.. تنحب فيضمها ممثلاً...تهيج أعصابها فيقبلها مهدئاً و معها يحكم سيطرته على قلب مات ساكنه فأمسى خالي مدمل بالجروح و لكنه الٱن لا يسمع في أذنيه لشيء غير صراخات إستيرا ٱركان المعترفة بعشقها لرجل ٱخر غيره...يد شديدة الغلظة تعتصر قلبه...الذكريات تصب الحمم البركانية على أعصابه صباً...كبرياؤه المكسور على يدها يقوده للهاوية..بقدر حبه لإستيرا بقدر كراهيته لها و لدينيز و حتى لذاته الٱن...مقرف بكل ما للكلمة من مرادفات أنه يعيش كل تلك الكراهية داخله و مع ذلك يعرف أن قلبه الغبي لن يملك أمام ألاعيبها الثعبانية الإستمرار في الغضب... كراهيته أمامها طفل بالكاد يستطيع الحبو...غصبه بالألاعيبها يمسي جندي أعزل..بحجم رغبته في سماع نفس الدوى لرصاصة تسكن صدرها بحجم معرفته أنه لن يقدر على هذا...أطلق النار دينيز و سقط من مثلث الغضب ضلعاً  و لا يزال موج الغضب يقوده و يتضاربه بلا تردد إطلاقاً على ألا يقف تسونامي الدم عند هذا الحد..جريح كأسد يحتضر..متعطش للدماء كمصاص دماء حديث العهد..معتقل يُعذب بالكي بجذوة من النار مصدرها كلامها..عقله بريشة من السكاكين يدبحه أثناء رسمه للكثير من التخيلات الحميمة التي لربما جمعتها بدينيز و غيرته كرجل لا يهمها كثيراً إن كانت تلك الأمور حدثت فعلاً أم بقت خيالات عذراء تموج في رأسها و لم تتخطى حدود ذلك الرأس خاصتها.. يكفي أنها تمنت.. تمنت لو عانقها.. تمنت لو كان عشقها أو قبلها..يكفي أنها تمنت رجلاً غيره في الوقت نفسه الذي كان هو يغزل من النجوم قلادة يتقرب لها بها ؟..تمنت رجلاً غيره في الوقت الذي كان هو يركض ركض وراء مهام التقصي  الرعناء الغبية التي كانت تكلفه بها..!
اللعنة عليه و على سذاجته الحمقاء يوم خُدع و صدقها اللعنة على ذلك الألم الذي ينهش لحمه و ينخر عظامه
اللعنة على دينيز و سحره الذي لم يخمد حريقه على قلبه حتى بعد رميه بالرصاص
يتابع و الشماتة الغير مبرره تتزايد داخله تلك الفتاة المجهولة بالتسبة إليه بشعرها الفحمي و بشرتها الشاحبة و عيونها الزرقاء و قد كبلها أحد الرجال بمفرش الطاولة واضعاً يدها وراء ظهرها
و لأنه لم يكن يعرف بوجود مخططات ٱخرى تساويه في السواودية مقامة على شرف هذا العرس فقد ظن أن تهمته قد أُتهم فيها غيره بالفعل
حينئذ لمعت عيناه ببريق المنقذ و قد قرر إيقاع الضلع الثاني من المثلث... قرر أن يسترق من النسر الذهبي صفة شائعة فيه لأول و لٱخر مرة... تلمع عيناه في نشوة مريبة و قد نصب محكمة هو الخصم فيها و الحاكم و الحكم و....المحكوم عليه
يعود ليتحسس خزانة مسدسه ليطمئن لوجود المزيد من الرصاص...في الواقع رصاصة واحدة تكفيه... رصاصة واحدة ستنهي لعنتها عليه
يرفع عيناه مفتشاً عن سيارة مصطفة على جانب بعيد نسبياً..يفتحها خلسة و يدلف داخلها متحسساً المسدس مرة ثانية...يخرجه رويداً رويداً و قد إتخذ قراره النهائي..هذا المسدس لن يهشم صدر القبطان الأسمر فقط الليل..لازال لأحدى رصاصته حق في زيارة جسد أحدهم اليوم غير دينيز...يغمغم بكلمات سريعة مرعبة و هو يقلب المسدس بين كفيه...يرفع المسدس و يسكنه أسفل ذقنه...يلمس الزناد..و يضرب رصاصة الرحمة..منتحراً!
...........................................................................

Aşk AdasıWhere stories live. Discover now