الفصل الرابع والعشرون

1.5K 91 56
                                    

الفصل الرابع والعشرون

** نسج العنكبوت **

بعد مرور أسبوع فى المساء

جلست تنظر لمكان حولها بحنين مصحوباً بوجع هى مازالت لا تصدق ما حدث معها شردت فى أيامها الماضية
ومضت عينيها بدموع ، كيف أنقلبت حياتها رأساً على عقب ، ها هى الآن تجلس فى بيته بدونه شعور قاسى
مؤلما قطع شريط ذكرياتها يد تربت على كتفها :
كده بردو يا وسام كل ده أتحايل عليكى عشان تيجى وأشوف تيم ..أنتى عارفه لو قادره أتحرك كنت جتلك
تصنعت الأبتسامة عكس ما بداخلها من ألم و قهر :
معلش يا ماما أنت عارفه أن وضع أنى أجى هنا صعب
بس أن شاء الله مش هأخر عليكى تيم تانى
شعرت بحزن لأجلها ولم تجد ما تقوله :
عارفه يا وسام أنا وعمك يامااا حصل بينا البيوت
اللى مقفولة مليانه بلاوى ..وأنا متأكده أن بلال لو لف
الدنيا مش هيلاقى ذيك
طأطأت رأسها بأسف ثم همست بخفوت : مفيش داعى لكلام ده ياماما كل شئ قسمة ونصيب بلاش نتكلم فى موضوع لو حبانى أجى اجبلك تيم على طول

******************************
أستيقظت من نومها تشعر بألم فى جرحها مازال يؤلمها تتحرك بصعوبة نظرت حولها تغمض عينياه بأسى حديث أمجد وأتهام بشار مازال يضربها بقسوة
تنهدت بحرقة فهى لم تنسى بكاء بشار ولهفته عليها فى المشفى ، دلف حازم إليها وعلى وجهه أبتسامة هادئة ليطمئن عليها فأقترب منها ببطء يطبع قبلة خفيفة على جبينها ثم جلس بجوارها يربت على شعرها :
أحسن دلوقتى ؟!
رفعت عينيها بأسى تغمغم بصوت مبحوح :
أسفه يا حازم
سحب يدها ببطء يحتوى كفها همساً بحنان :
أنتى المهم دلوقتى صحتك متفكريش فى حاجه تانيه
أبتلع لعابه متسائلا بخفوت : هى مش بتطمن عليك ؟!
نظرت إليه بأسف كانها تعتذر منه عما حدث بسبها همست بنبرة متألمة : قصدك تمارا.. لا بتطلع تقعد معايا وبترجع الاوضة هناك على بليل
شعر بنصل سكين حاد ينغرس بقلبه ، يشعر بصخره فوق صدره
ألهذه الدرجة تهوى عذابه ؟!
أخطأ نعم لكن حالة أخته ورعبه عليها أطلق براكين غضبه الجم ، تجاوز الحد فهى لم يكن لها ذنب
لكن أيعقل أن تظن أنه قصدها بكلامه
ضحك بسخرية مريرة فهى معه فى نفس البيت تحت نفس السقف ولم يراها منذ أسبوع تعاقبه على ذلة لسانه
خرج من أفكاره المتلاطمة ثم نهض من على الفراش
وولج للخارج

**************************************
أنتهت جلسته الدافئة مع أخته ووقف ثانياً أمام غرفتها
يطرق باب غرفتها بأمل يضع أذنيه على الباب ثم تنهد
بأسى يهمس بخفوت : أنت فعلاً مصدقة أنى ممكن
أكون بقصدك أنتى ؟؟ فكرة أنك تصدقى أن الكلام
ده اقصدك بيه ...بتوجعنى أكتر من بعدك عنى
على العموم من بكرة هنزل تحت خلاص عشان تاخدى
راحتك ، تصبح على الخير ، تصبحى وانت...
اغمض عينيه بألم وبتر جملته كور يديه بغضب ثم أنصرف
*************************************
أخذ يجوب الغرفة ذهاباً وأياباً بداخل صدره سكيناً حاد
يطعنه بدون رحمة فدلفت إليه وسام تجاهلها وجلس على فراشه مطأطأ رأسه جلست بجواره تربت على
قدميه : أنا أسفه بس كان لازم اروح ماما شادية تعبانه
ونفسها تشوف تيم وأنا مقدرش أمنعه اكتر من كده عنها
ده غير أنه هو مش هناك ..عشان خاطرى متزعلش
رفع بصره إليه بنظرة معاتبه ثم أشاح بوجهه الجهة الأخرى
بينما هى ازدرت ريقها ببطئ لتهمس بنبرة جاهدت لتخرج قوية : طلقها يا حازم
وقع قلبه بين قدميه من هول الكلمة ثم صاح بها
بصوت جمهور : أأأأيه ؟!! بتقولى أيه ؟!!
ظلت على ثباتها رغم رعبها من نظرة عينيه :
طلقها بقولك طالما مش عارف تحتويها ،،
مش كفايه حبك بس يا حازم ، أنت أكتر حد عارف تمارا عاشت طول عمرها فى أيه.يمكن حالنا واحنا من غير أم وأب ارحم منها عاشت فى بيتها مكسوره ، ماكنتش
بتسمع بهدلتها كل يوم ، حتى لما أتجوزت كانت من غير فرح ، وانت ادرى بظروف اللى أتجوزتها بيها
ظل ثابتاً يحاول عقله أستيعاب كلامها : أنا كل ما حاول
هى بتبعد أنت مش شايفه مستخبيه جوه الاوضه أزاى
ما على أيدك صبح والليل بخبط وأعتزر قدمكم وهى
مش راضيه و لا حتى بصت لشكلى قدامكم.
ارتفعت حاجبيه بدهشه ثم هتفت ساخره :
معقول يا حازم مستكتر عليه تستخبى فى الأوضه بعد ماجرحتها كده ؟؟!
ده أقل حاجه تفتكر تمارا ديه لو ليها أهل بجد كانت فضلت معاك فى المستشفى ورجعت معاك كمان على
هنا بعد كلامك ده..تفتكر لو كان ليها أخ ماكنش عمل ذى ما عملت فى بشار ..أنت حتى متعرفش سبب طلاقها أيه ؟!
تمارا بقالها أد أيه هنا محتاجه تخرج من جوه ده
خبط بقبضته على صدره بنبرة تملأها ألم :
محدش حاسس باللى جوايا أنا تعبت تعبت
مش عايز أعرف سبب طلاقها مش عايز كل اللى عارفه
أن ده رحمة ربنا بيا
أما بنسبه للخروجها لا هى ولا ظروف مساعدنى
نهضت من مكانها تربت على كتفه ثم قالت فى حزم :
طول عمرك بتعب عشان الكل ..جه الوقت اللى تتعب عشان نفسك وتحافظ على حبك كفايا علينا كده

نسج العنكبوت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن