7- فورفنتت...

500 110 95
                                    

صمت وظلام مخيف خيما على المكان.
غير مستوعبة ما يدور حولها وقفت آستريد بإستفهام وسط العتمة تحاول تذكر آخر شيء قبل أن تظهر هنا لكن دون جدوى.

توقفت عن محاولة التذكر مستسلمةً للأمر الواقع، لتقرر بعدها إكتشاف محيطها.

كل ما تراه على امتداد بصرها هو الظلام.

سواد قد طوقها من كل ناحية لم يمكنها حتى من رؤية يدها أمام وجهها، تسير وكأنها تسير في حلقة مفرغة لا شيء يتغير ولا أثر لأي شيء.

"هل من أحد هنا؟" صدح صوتها في الأرجاء ولم يجبها سوا صداه.

"فورفنتت إيفور... فورفنتت آست... فورفنتت اودليجيلسا." همس مريب لم تستطع تحديد مكان صدوره شرع يتردد مرارًا وتكرارًا بصوت خافت.

"من هناك؟ من أنت؟ أظهر نفسك بحق الجحيم." صرخت آستريد وقد اتخذت وضعيّة الدفاع.

لم يجبها أحد لكن الهمس أصبح مرتفعا، يخرج من جميع الإتجاهات، ليردد معه صوت آخر وتتكاثر الأصوات من حولها ليصبح وكأنه حشد قام بتطويقها مرددًا الجمل ذاتها
"فورفنتت إيفور... فورفنتت آست... فورفنتت اودليجيلسا..."

تملك الهلع آستريد التي كانت تدور في حول نفسها محاولةً إيجاد المصدر، وحماية نفسها في ذات الوقت لكن الأصوات كانت تتزايد لتسقط على ركبتيها وتمسك أذنيها وتهمس مرارًا وتكرارًا ب"اصمتوا اصمتوا.." لكن الأصوات كانت ترتفع أكثر، لتطبق عينيها وتشد على أذنيها صارخة بكل قوتها "اصمتوا."

توقف الهمس فجأة كأنه ينفذ أمرها، وعادت السكينة تغلف المكان.

لبثت آستريد دقائق قبل أن تنزع يديها عن أذنيها لتتأكد من ذلك، ثم تفتح عينيها ببطأ لكن ما رأته قد بث الرهبة في نفسها.

ما إن فتحت عينيها حتى رأت وجه سيدة لا يبعد عن وجهها سوى إنش أو بعض إنش.

وجهها كان شاحبًا بل قريب إلى اللون الأبيض في شحوبه، نحيلة نحالة الموتى، عيناها بيضاء اللون، خطط على وجهها برسوم غريبة الشكل مضيئة كانت هي ما أضاء عتمة المكان.

أمسكتها من كلتا كتفيها وهزتها بقوة وهي تردد "فورفنتت إيفور... فورفنتت آست... فورفنتت اودليجيلسا..."

صرخت آستريد بأعلى صوتها فقد كانت لمسة تلك السيدة حارقة وكأن يديها قد إشتعلتا بنار سارت تحت جلد آستريد لتحرقها من الداخل.

ازالت السيدة يديها فجأة وصمتت لتفتح الفتاة عينيها بتردد وتراها جالسةً تحدق بها، لتبتلع الأخرى ريقها خوفًا مما قد يحصل.

رفعت السيدة إصبع سبابتها نحو جبين آستريد الذي كانت تحاول الفرار بأي طريقة لكن وكأن قوة غريبة قد ثبتتها في مكانها.

تلامس إصبعها مع جلد جبين آستريد ليعود ذات الإحساس الحارق الغير محتمل لتصرخ من شدة الألم، لكن هذه المرة خرج ضوء من ذلك المكان يتضخم شيء فشيء منيرا العتمة لتغلق عينيها من شدته، وكان آخر ما سمعته هو تلك السيدة وهي تصرخ ب "هافن با اوس." قبل شعورها و كأن داخلها يسحب.

نبوءة أطلانتس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن