9- جلالة الأمير ميثايس

502 108 70
                                    

إنفصل ذو الشعر الأصهب الطويل عن المجموعة بينما سار الأمير و مرافقه الآخر يتبعهما آستريد، ديفيد و الرئيس يسير خلفهم ثلاث حراس بوجوه جامدة.

"آستريد دعيني أتحدث أنا هناك، حسنًا؟ لا أقصد الإهانة لكنك مندفعة و من الممكن أن يودي ذلك بحياتنا." همس الرئيس بصوت شبه مسموع لتضيق آستريد عينيها بشيء من الإنزعاج لكن لم يسعها قول أي شيء غير "أمرك سيادة الرئيس."

"ماذا سنفعل بعد أن يوافق على مطالبنا؟ أو ماذا سنفعل إن لم يوافق؟" نبس ديفيد في فضول لتجيبه آستريد في ضيق "فلننقذ مؤخراتنا من الإعدام أولًا بعدها نرى ما سنفعله."

"لا ضرر في التخطيط للمستقبل، أعني كيف سنعود مثلا، الغواضة تحطمت بالكامل." أردف لتنظر له آستريد بنصف عين دون أن تجيبه، "حسنًا أنت محق بشأن التخطيط للمستقبل، لكن توقيتك خاطئ أيها الملازم." كان الرئيس هو من أجاب ليطأطئ ديفيد رأسه و يهمس ب"أمرك سيادة الرئيس."

"لا أعلم حتى ما أحضرك إلى هنا من الأساس." تمتمت آستريد تحت أنفاسها لكن آذان ديفيد كانت قد إلتقطت ذلك ليتوقف عن السير و يمسك بكوعها و يديرها ناحيته "لم أكن لأتركك تذهبين وحدك وهناك فرصة و لو ضئيلة لموتك آستريد" إرتفع صوته ليجلب إنتباه الجميع.

"ما غايتك ديفيد؟" فتح فمه ليجيبها لكنها سرعان ما قطعته "و لا أقصد هذا الوضع فحسب بل المهمة بأكملها، أعلم أن الوزارة لم تعينك شخصيًا؛ فهناك من هم أكفأ و أعلى رتبة منك و رغم ذلك يتم إرسالك أنت؟ لستُ بذلك الغباء." قالت آستريد ساحبةً ذراعها وقد إرتفع صوتها.

"فتاة ذكيّة." نبس ديفيد و إبتسم بجانبيّة "أنتِ محقة لم تعيني وزارة الدفاع، بل كنت أنا من تطوعت." صرّح و قد رمى يديه في الهواء بإستسلام.

"هذا ليس وقته." همس الرئيس على مضض، لكن احدًا لم يجبه.

"لقد تطوعت لهذه المهمة الإنتحارية فقط كي أحميك." تنهد ديفيد مرجعًا شعره إلى الخلف في عصبية "لقد أردت التكفير عن ذنوبي و عن كل ما اقترفته تجاهك، أردت منك فرصة واحدة للتحدث وطلب المغفرة." تلاقت عيناهما و لوهلة إعتقدت آستريد أنها رأت لمعة الإنكسار فيهما.

"حسنًا، إحزر ماذا؟ لقد فات الأوان بالفعل." همست آستريد بكل هدوء دون إزاحة عينيها.

"احم." قطعت حمحمة أحدهم الصمت لتلتفت آستريد للفتى الأشقر و الذي أصبح بجانبها "لا أقصد قطع هذه الدراما، لكننا نذهب لمناقشة أمر إعدامكما." قال بنبرة ملأتها السخرية من ثمَّ أضاف رافعًا يديه بدفاع "أنا أُذكركما فقط."

ألقت آستريد نظرةً على الأمير الذي وقف مكتفًا يديه مراقبًا الوضع دون إبداء أيّ ردة فعل أو النبس بأي حرف.

"هاها مضحك جدا." أجابت آستريد في تهكم بعد أن أعادت نظرها إلى الفتى.

"غزانيوس." نظر الفتى إلى الأمير الذي لفظ اسمه فجأة ليفهم أن عليهم مواصلة السير.

نبوءة أطلانتس Where stories live. Discover now