الحلقة الثالثة

116 4 0
                                    

مذكرات شادية ❤️
بقلم ايريس نظمي
-------------------
(الحلقة الثالثة)
-------------------
واعترف أبى بصوتى!
لكن كيف بدأت الخطوة التالية.. كيف أقول لهما أنى أريد أن أكون ممثلة؟ وأن الفن هو السبب الحقيقى فى رفضى للرجلين اللذين تقدما للزواج منى.. لم تكن عندى الشجاعة لأقول ذلك.
لكن أختى عفاف أنقذتنى من حيرتى الشديدة..
لقد قررت بشجاعة كانت تنقصنى أن تخوض تجربة التمثيل.. قررت أن تفعل ما أتمناه وأحلم به.. أرادت أن تكون ممثلة.. وغضب والدى غضبا شديدا بل وقاطعها مقاطعة كاملة لمدة عام.. وبدأ الناس يحدثون أبى عنها.. وكنت أنتظر رأيه فى تجربة عفاف وأنا أرتعد خوفا.. وإن حكمه عليها هو نفس الوقت حكم على أنا.. على أحلامى التى حققتها عفاف.. ولم أقدر على تحقيقها.
وانتهزت فرصة إقامة هذا الحفل العائلى الذى كان سيحضره المطرب التركى المعروف (منير نور) الذى كان أبى من أشد المعجبين به.. وكانت شهرته فى تركيا مثل شهرة عبدالوهاب عندنا.
أنتهزت هذا الحفل العائلى الذى أقامه أبى لصديقه المطرب التركى المعروف واقتربت من (تيزه حكمت) الوحيدة التى كانت مقتنعة بصوتى وسط العائلة وقلت لها (اطلبى منى أن أغنى.. أريد أن أغنى أمامهم).. وكان من بين الحاضرين أيضا الفنان مدحت عاصم الذى جاء مع المطرب التركى.
ونادتنى (تيزه حكمت) حسب الاتفاق وطلبت منى أن أغنى.. وغنيت أغنية ليلى مراد (بتبص لى كده ليه).. وعندما انتهيت من الأغنية فوجئت بالمطرب التركى الكبير وهو يقف مكانه ويتجه نحوى ويقبلنى بإعجاب شديد.. وتطلع نحو أبى وقال له..(ان فرصتها كبيرة فى عالم التمثيل والغناء).. وقال كلمات أخرى كثيرة تعبر عن إعجابه الكبير بصوتى..
وتنبه أبى لأول مرة.. وكأنه اكتشاف اكتشافا خطيرا.. لكن إعجاب المطرب التركى كان سببا فى إعجاب والدى وإيمانه الشديد بصوتى.. لدرجة انه بدأ يطلب أن أغنى باستمرار أمامهم.. ليس ذلك فقط.. بل لقد قرر أن يستدعى مدرسا لكى يعلمنى أصول الموسيقى.. وكأن والدى كان يريد الاعتذار عن تجاهله الطويل لصوتى.. وبدأت أتعلم العزف على العود.. وكدت أصبح مترردة وسط البيت لأن أبى يعطينى كل هذا الاهتمام الكثير..

أزهار و أشواك..

و تصادف أن كان مدرس الموسيقى صديقا للمخرج أحمد بدرخان.. وبعد أن لاحظ اهتمامى الشديد بالموسيقى والغناء.. وحبى المجنون للتمثيل والسينما.. فاجأنى ذات مرة بعد انتهاء درس الموسيقى بقوله: سأقدمك للمخرج أحمد بدرخان.. إنه صديقى.. وكدت أطير من الفرح.. أخيرا سألتقى بمخرج سينمائى.. وبمن؟ أحمد بدرخان شخصيا.. ولم أصدق إلا عندما وجدت نفسى جالسة أمام المخرج الكبير الذى طلب ان يستمع إلى صوتى.. وملأ الخوف قلبى.. إنه امتحان صعب سيترتب على نتيجته مستقبل حياتى.. وشجعنى مدرس الموسيقى وبدأت أغنى.. وكانت سعادتى لا توصف عندما رأيت ابتسامة الرضا والإعجاب على وجه المخرج أحمد بدرخان الذى قال (إنها تصلح ممثلة ومطربة) هذه هى الجملة التى كنت انتظرها.. أخيرا.. سيتحقق الحلم الذى تصورته صعبا ومستحيلا..

ووقعت أول عقد فنى فى حياتى وعمرى خمسة عشر عاما.. وكان العقد يقضى بأن أحصل على مائتى جنيه.. وفى أول كل شهر كنت أحصل عشرين جنيها من المبلغ المتفق عليه وظهرت فى لقطة واحدة على الشاشة فى فيلم اسمه (أزهار وأشواك) الذى أخرجه حسين حلمى المهندس مثلت دور كومبارس.. وكانت معى هند رستم أيضا التى ظهرت مثلى فى دور كومبارس.. أما بطلة الفيلم سناء سميح. لم أكن قد قرأت القصة ولا السيناريو، وظننت أنى سأكون من بين أبطال الفيلم. وفى يوم الافتتاح ذهبت مع هند رستم وجلسنا معا فى (اللوج).. وجاءت سناء سميح ورفضت أن تجلس معنا نحن الكومبارس.. وفضلت أن تجلس فى لوج أخر بعيدا عنا.. وشعرت بالإهانة الشديدة.. وبكيت.. لكن هند رستم قالت لى (ماتزعليش بكرة تبقى أحسن منها).
وبدأ الفيلم.. وجدت نفسى لا أظهر إلا فى لقطة واحدة.. تصورنى وأنا أتظاهر بالغناء وافتح وأغلق فمى وكأننى أغنى بينما صوت مطربة أخرى غيرى هو الذى نسمعه وهى تغنى باللغة العربية الفصحى. وكان منظرا مضحكا - فكيف تغنى هذه الفتاة الصغيرة التى هى أنا بهذا الصوت العريض الذى هو صوت المطربة الأخرى؟ ان صوتها العريض غريب على شكلى وجسمى وعمرى الصغير.. وضجت السينما كلها بالضحك. وسمعت أبى يقول هامسا لى فى الظلام.. ياللا نخرج قبل ما الجمهور يضربك.

إلى اللقاء فى الحلقة الرابعة

.

#شادية #مذكرات_شادية

مذكرات شادية  Where stories live. Discover now