الحلقة الحادي عشر

5.1K 215 4
                                    

[ الحلقَة الحادِي عشَـر ]_ رِواية عطِر الروُح.
___

خُطوة تِلَوُ الأخُرى، حتى فتح باب الشركة، صعد بالمصعد إلى الطابق الخاصِ بهِ، وحين فُتح، وجد الهرج والمَرج يعجُون المكان، وجَد نهلة تسير ذهابة وإيابًا في توتر شديد، ليردف قائلا بإستغراب:
_ في حاجة النهاردة؟
هتفت بإنزعاج:
_ عزيز بيه في الطريق، ولما عرف جاسر بيه الشياطين بقت في رأسهُ.
قطب حاجِبيه في استغراب شديد، فَ مِن المُفترض يجب أن يكُون سعيدًا فـ الوصية أقرت بأنهُ هو من سيمسك الشركة، فَ ما امر ذلك التغير ..
وقبل أن يدلف، وجد عزيز يسبقهُ وهو يبتسم ابتسامة هادِئة على وجههُ، تراجَع مؤيد .. وألقى السلام في صوتٍ خافض، تنهد بعد أن سمع باب الغُرفة يغلق، وفي خاطِرهُ أمُور عدّة ..

_ بالداخِل.
كان جاسر يستدير بالمقعد كثيرًا، حتى قابل وجههُ وجههِ عزيز، ذلك الغجري المُتكبر، ذلك ما دائما يلقبه جاسر، ابن عمهُ .. تنهد عزيز قبل أن يهتف:
_ باين عليكَ متوتر أوي.
ليبتسم بإصطناع قائلاً:
_ وأتوتر ليه ياعزيز، الشِركة شركتي!
قهقهة خفيفة فرّت من بين شفتى عزيز، ليجلس قبالة جاسر يقُول:
_ لسَّه يا جاسر، أنتَ ناسي أنك من بعد فضيحة الساحل وإنك خسرتنى مستثمر كبير جدًا .. كل الناس ممكن تصُوت ضدك في الأجتماع الجايَّ.

نعَـم تلك ما كان يخشـاه جاسر ، فضيحـة الساحَـل هُو أن هُناك عندما كانُوا المُستثمرين في إجتماع بأحدى القُرى الساحلية، كان أحدهم يزعج نادلة بطريقة أغضبت جاسر، حتى أنهُ لم يستطع أن يمسك لجام غضبهُ، فنهض وألكم ذلك الرجُل في وجههُ فجأة ..
ذلك اليوم بقى في الحَبس شهر كامل، حتى خرج بِكفالة، ومنذ ذلك الحين والجمَيع يظـنهُ طائِشـًا فقد لأنهُ دافـع عن الفتـاة التي كاد أن يتحَرش بها الرجُل.

أردف عزيز بعد أن لاحِـظ شروُد جاسر:
_ عمُومًا آخر صفقة هنعملهَا، هيَّ اللي هترد حقي.
ليقول جاسر قـاصدًا إغاظة عزيز:
_ أنتَ ملكَش أي حق في الشركة يا عزيز.
وبالفَـعل أثار غضبهُ، ليضرب عزيـز بـ قبضة يديهِ على المكتب يقُول في غضب:
_ بالعكِس يا ابن عمي، الشركَـة دي كانت حقي، أبويا هو اللي أسِسها، وأخُوك لما خدها نسيني ونسي أن ده ملكي الأساسي!
_ أبوك كان عارف أنك أناني، وأنك كنت ممكن تطرد كرم وأنا، ومتديناش حقوقنا.

ليبتعد عَزيز يقول في إستهجان:
_ وأنتَ عملت إيه؟ أنا مجُرد مُوظف هنا.
_ أنتَ من المُستثمرين هِنا ياعزيز، وليكَ اوامرك وحقوقك في الشركة والكُل بيعملك حساب، بسَ.
تابـع وهُو ينظُر في عينيهِ:
_ بس فعلا أنتَ أناني، عايز تاخد الشرِكة لوحدك.. كرم هو اللي ساعد عمي وكبر معاه الشرِكة وعلشان كده أنـ..
قاطعهُ عزيز :
_ أنتَ مش هتاخدها يا جاسر، سكوتي المرة الأولى .. مش هيتكرر، هترجعلي الشركة وهتبقى ملكِي لوحدي.

خَـرج عزيز، وقَـابل في وجههُ ”جُومانة“ كانت تنظُر إلى بعض الأوراق وتُوقع عليها، ابتسـم بمكِر ليقترب منها، يعُانقها، كانت مُتفاجِئة من قدومهُ، فَ حسب علمها، قد أخذ أجازة قبل وفاة كرم وزينة، ولن يعُود قبل نهاية العامَ.
ترددت في بداية الحدِيث، إلا أنهُ هتف لها:
_ عارف أنك عايزة تقولي كلام كتير، وعلشان مش عايز أسيبلك فُرصة ترفُضي، عازمك على الفطار في الشركَة.

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن