الحلقة الثامنة.

5.3K 239 7
                                    

[ الحلقة الثامنة]_ رِوُايَة عِطر الروُح.
___
" تلك الكلمات لم تترُك لي سوى الحسرات".
__

"تتجَوزيني".
نظرت لهُ بجمُود، متفاجئـة وبداخلها هيجان من المشاعر يضطربها بِشدة، لاتعلم بماذا ستجُيبهُ!
أنعـم أم لا، وهي تعلم سبب طلبهُ، فقط لأجل الأطفال، ولكن لأجلها .. فهُو حقا لايريد رؤيتها بجانبهُ..
توردت وجنتيها مع حمرة طفيفة تظهر على أنفها، تكاد أن تبكِي .. فـ ليس لها خيار، قد أحبَّت الأطفال وكم تتمنى أن تجَاورهم طوال العُمر..

- نُوَّارة .. أنتِ كُويسة؟
هتف حين لاحظ ملامحها العابسِة، وحُمرة وجهها، لتمسح دمعتها الفارة بسرعة قبل أن يلاحظ لتبتسم بخفُوت وتهتف بصوت مبحُوح تتسآل:
- ليـهِ؟ عايز تتجُوزيني ليه؟
يريد أن يخبرها بالحقيقة خلف ذلك، ليس للأطفال سبب يل لعملهُ ونظرات الجميع حولهُ إذا نُقلت أعمالهُ لآخر! ولكِن يخشى رفضها، نظراتها الشاحبة والتي تخبرهُ بأنها غير راضية .. تجعلهُ حزينًا لايرغب بكَسر خاطِرها.. ولكِن دائما ما يلجـأ للكذب
أردف:
- لاحظت قُرب الأطفال منك .. والصراحة مش هلاقي زيك أمُ ليهم.
ونظرة منهُ يريد أن يعلم إذا أنطلت عليها الكذبة ولكِنها نظرت بعيدًا تبتسم ابتسامة جانبية خافضة، تظهر الحسرة والشفقة على قلبها، لتقُول:
- طبعا .. أنا مُوافقة.
قالتها وهي تنهض راحلة،ولكِن قبل أن تخطو للأمام قالت وهي تستدير لهُ:
- هو أنَـا مُمكن أنَدم على موافقتي في يوم؟!
شعـر بالغرابة من ذلك السؤال، الندم؟ هو لايعترف بأن أفعالهُ تستحق أن يندم عليها، ليهز رأسه رفضًا وقلبهُ يعكسهُ الرأي ..
غادرت إلى غرفتها، لاتعلم ماذا سيحدُث بعـد! هُو لن يزفها كـ عروُس .. أليس كذلك؟، لن ترتدي ثُوب أبيض أو حتى تكُون بصحبتهُ سعيدة!
هتفت بسخرية لأفكارها:
- أنتِ باين عليكِ عبيطة! لا هو بيحبك ولا حتى معجب.
رأت هاتفها يرن، وكانت المُتصلة چومانة.
لتقُول نُوَّارة بهدوء:
_ السلام عليكم يا آنسة چومانة!
ردت السلام قائلة:
- ما في داعي لكلمة آنسة يا نُوَّارة نحِنا ولاد تسعة..
ابتسمت نُوَّارة بخفـة، لتتابع چومانة:
- خبرني جاسر بموافقتك على الزيجة، بكرة بالصباح هنروُح البوتيك اللي هنجيب منه الفستان.
قطبت حاجبيها بدهشة متفاجئة من فعلتهُ، لتردف نُوَّارة :
- بجد! هو انا هلبس فستان فرح!!
سمعت ضحكات چومانة والتي سُرعان ماهتفت:
- بالتأكيد حبيبتي، هكون عندك الساعة تمانية ..
أغلقت نُوَّارة الهاتف وهي تشعُر بمشاعر غريبة،  فعلته تلك أثرت بها لن تكذب.

مهتـم هُو بالفستان وهي التي ظنت بأنهُ لن يبُالي بأمرها، بل سيأتيها بـ فُستان من أختياره حتى يمُر اليوم .. أندثرت بالفراشَ وقلبها يخفق بشدة، ودمعة حارة فرت من عينيها وهي تتذكر والدها ووالدتها. كم تمنت لو أنهم هنا يشاركُونها بعض أحلامها .. ولكِن بعض الأحيان حين نذوق مرارة العيش ننسى كيف هُو حُلوها!

كم عانت بالعيش بمفردها، كم أشتكت لربها بأنها إن ماتت لن يأتي أحد ليعلم عنها أو حتى يصُلى عليها، كانت ترتدي ثوب غير ثوبها، ترتدي الخشونة والقسوة وهي رقيقة رخوة .. إن مسّها الضُر فليس لها سوى الركع باكية خائفة.

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن