الحلقة الأوُلىٰ

15K 367 41
                                    


_ رِوُايـة [ عطِـر الرُوح ].

_ [ الحلقـة الأوُلى ].

{ القدر والحُب والمُوت، ثلاث يأتون إلى الإنسان إما لينهي حياتهُ البائسـة كالمُوت، أو تنعش بقايا قلبه كالحُب

ولكن القدَر هو الحد الفاصل بينهمـا}.

عدّل من أرتداء نظاراتهُ الطبية، لينظُر لساعة مُوضوعة على مكتبهُ، ليجدها العاشرة صباحًا، أخذ أوراق مهمة حتى يقِوم المدير التنفيذي بالإمضاء عليها، أثناء سيرهُ إلى مكتب السيـد جاسر مُصطفى المنشـاوي، وجد سكرتيرتهُ تقُول بإستعجـال وهي تنظُر إليه:

- خلـص يا مؤيد، جاسر بيهِ هيمشي بعد شوية!

ليوُمأ لها .. ويسرع في خطواتهُ الواحدة تلُو الآخُرى، حتى دّق الباب ثلَآث مرات ودخَل قبل أن يستمعَ إستأذان من بداخلِ.وجد جاسر يقف بِمُحاذاة الحائـط الزُجاجي وهُو يلقيّ نظره على صحيفة أمس وعينيهِ تقرأ عناوينْ الأخبار في صمتٍ وجفاوة ..

" مصرع صاحب شركة المنشاوي للسفن".

" أصطدام يؤتي بحيـاة أكرم المنشاوي وحرمهُ السيدة زينة سليمان".

أفاق على حمحـة من مؤيد، ليستدير ويلقيّ الجريدة في غضبٍ وبرود، رفع مقلتيهِ العسليتينْ مُستفسرًا عن الأوُراق التي بحَوذة مؤيد مُحامي الشركة.

ليفهم مؤيد من نظرات سيدهُ ماذا تعني، ليردف وهُو يتقدم ويعطي جاسر الأوراق:

- أكرم بيه - رحمه الله- كان الورق ده عنده في مكتبهُ، صفقة كان بيدرسها وكـ..

قاطـع كلمات مؤيد أخذ جاسر الأوراق ووضعهَا في إحدى الرفوف بعدم إهتمام، ليفهم مؤيد فعلة مديرهُ، ليقوُل وقد إنتبهَ بأن جاسر يلمم أشياؤهُ في سُرعة:

- أخت زينة هانم هرَوُح أشوُفها النهَـاردة.

ليقُول جاسر وهُو يتقدم يفتح باب مكتبهُ:

- أنا مسافر لندن، كلمني لما تلقيها.

ورحل، نظر مؤيد إلى سراب جاسر في حُزنْ، وفاة أكرم لم تكن سهلة على جاسر، فَ أكرم كان الأخ الأكبر وكان يحبهُ ويحترمهُ كثيرًا، وحين مات لم يستطيع البكاء من غضبهُ على أخيهِ وهُو رحل عنهُ للأبد، نظَر مُؤيد إلى صورة موضوعة على رف كبير في مُنتصف غرفة المكتب ..

وأكرم وجاسر بجُوار بعضهما البعض، والإبتسامة تشق وجنتيها في جلالة وسعادة ..

نظَرت سكرتيرة جاسر، نهلة إلى مؤيد الشارد بإستفهام، لتقول وهي تضرب كفيها أمام وجههُ:

- مالك يا عم مؤيد؟

- تصدقي إني عايز أقطع علاقتي بيكِ يانهلة، في إيه؟

لتردف وهي تنظُر إليهِ بإستنكار:

- أنت اللي مالك، شارد طُول الوقت كده؟ وكمان أنتَ رايح فينْ؟

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt