الحلقة الخامسة عشر.

5.1K 228 21
                                    

[ الحلقة الخامَسة عشر]_ من رِوُاية عطِر الروُحَ.

___
- آمنت بأن جمال الكُون جمالك.
وبأن ضياء كُل الشموس ضياءك

آمنت بأن كل النجوم تلألأت
وزينت السماء حين تبتسم فاهُكِ.

آمنت بأن الحياة تكون بُحبكِ
وبأن الروح تُردُ عند لقائكِ.
#مُقتبس.

_____

كانت السمَاء قد أسدلت ستائرها السوداءَ لتثير الغيمات ضوءً يعلمهُ كيف يسير، وقف أمام شقة والدتهُ مفكِراً مليّاً بعدم تخطي الباب والدُخول، يعلم بماذ ستقول لهُ وكيف ستجعلهُ يعود كالسابق، كاللعبة المتحركة اينما حركتها، لم تقدم خطوة زائدة عن حدّها.

فتح الباب بعد الكثير من التفكير الذي أصاب عقلهُ بالصُـداع، وجدها كالعادة في غرفتها المُقابلة لـ باب الشقة تقرأ في المُصحف، رفعت عينيها وتوقفت عن القراءة تاركة المصحف على الحمّالة، ابتلـع ريقهُ بضيقٍ حين رأى نظرتها الغاضبَة. أقتربت منهُ تهتف بنبرة ذات مُغزي:
- إيهِ الليّ جابك؟ ومبتردِش على تلفونك ليهِ؟!
لم تعجبهُ تلك الكلمات منها، تبدأها بِسخُرية وتنهيهَـا بأخُرى غاضبة غير راضيـة!!
تقـدم خطواتٍ تبعدهُ عنها، قال بهدوء:
- جِيت علشان نتكلم أحسن.
أقتربت منهُ قائلة:
- وأنا مش هيرضيني كلامك غير وأنتَ بتعتذِر وتروُح لـ.
هتف بنبرة حادة:
- ليــه؟
ابتعدت خطوة تنظُر لهُ بنـفاذ صبر تقول:
- يعني إيهِ ليهِ؟ ومن إمتى وأنتَ بتعارِض أوامـري.
القى مفاتيحهُ بغيظٍ وغضب صـارخا:
- لما بقيت حاسس إني لعبة بإيـدك .. ذاكِر يا مؤيد، هتروح كلية دي أحسن .. هتشتغل في الشركة الفلانية أحسن، لازم تتجوز زينب لانها الأحسن .. كل ده كان كلامك أنتِ، طيب فين رأي؟ رأي علطول ليهِ ملهُوش لازمة.
- لانك صغيـر.
ابتسم ساخرًا ينطـق بضيقٍ ينغز صدرهُ:
- أنا مِش صغير، انا واحد عندهُ ستة وعشرين، بشتغَل في شركة . وبحَب واحدة، أنتِ عمرك ما سألتيني عن حاجة بحبها .. أو عايزها، أنا حياتي أنتِ اللي فصلتيهـا بإيدك! وأنا بتفرج وساكِت.
تابـع حين رأى صمتها:
- أنا مكرهتكيش، أنا كرهت تحكماتك فيا، ليه ماخوفتيش أضيع منك زي بابا، ليهِ مخفتيش أضيع! ليه؟
أقتربت منهُ تمسك بِكلتا ذراعيهِ برقة:
- لأنك مش زيهُ.
أبعدها قائلا بمرارة:
- لأ زيهُ، أنا شبههُ بس الفرق هو عمرهُ ما كان بيسمع كلامك، لانك مكنتش الست اللي عايز يتجوزها، بس انا كنت بسمع كلامك علشان بحبكَ. ليهِ عايزة توجعيني؟ ليه عايزة تعيشيني في كابوس مش عايزهُ، مش عايز زينب ..أنا بحب زميلتي في الشغل، بحبها لدرجة إني مش عايزها تبقى لغيري .. نفسي مرة تحقّقيلي .. حاجة؟
- والناس وقرايبك.

صرخ في ألم:
- ما يوُلعوا!!! لو فضلنا ناخد بِـ رائيهم مش هنعيش، كلهم بيعشوا على تصرفات غيرهم .. ليه ولو مرة في عمرك تفكري فيا أنا.
بعد أن أنتهى من حديثهُ، ظل السكون يغرقهم في دوامتهُ، حتى هتفت هي:
- ماشي، اعمل اللي يريحك. انا موافقة أنك تخطبها وتتجوزها. بَس.
تابعت:
- بس متجيِش وتندم بعدين.
هتف :
- بالعكس يا أمي، انا لو مجوزتهاش، هكون ضيعت عمري وانا بندم على اللحظة دِي، إني مروحتلهاش.
- للـدرجة دِي بتحِبهـا؟

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن