الحلقة الأخيرة.

6.8K 276 40
                                    

{ حِين كُنت وردةٌ، كان عِطَري ينفرِ منهُ الجميعَ من رؤية زجاجتهُ، كنت مغطاة .. لم يكن هُناك من يراني كما أُريد، إلا حين ألتقفتنيّ بيديك.. وكان عطِري، عطر الروح لكَ}.

____

وجهها المُمتلئ ونظرات الصدمة القابِعة بين عينيهِ، أخافت نوارة، ابتسمت نهلة بشماتة تقترِب منهُ قائلة في خُبث:
- مينفعش تسيب أُم ابنك واقفة كده.!
وصوتها كان عاليَّاً حتى تسمعهُ نوارة، أرتجفت نبرتها حينَا نطقت مستفهمة بغضب:
- إيهِ اللي أنتِ بتقوليهِ ده؟!
ثُم تابعت سؤالها لـ جاسر باستهجان:
- جاسر، كلامها معناه إيه؟

لم ينطق، لم يستطع .. عقله شارد بِتلك الليلة التي ظن بأنها نسيت ما حدث بها، لازال هُو لايتذكَرها، لايتذكر ما حدث وماجَرى إلا أحاديث كانت منها هيَّ لهُ.
أقتربت منها نهلة بغلٍ والابتسامة تسطع بوجهها، تشعُر بالانتصار لما وجدتهُ بين عيناى نوارة .. الخيانة، كلمة قليلة يمكن وصف ما يقبع بداخل قلب نوارة.
تلك التي ظنت بأن الأشهر الماضية كانت تعيش من جديد، حياة كلهُا حُب منهُ وحنانٍ يراضيها ويفعل ماتريد، يحدثها كثيرًا ويغمرها بالأُلفة والعِشق .. ولكن يبدو بأن كل ذلك حتى يخفي ما فعله، ظنا منهُ بأنها ستغفر لهُ.

وقفت نهلة مقابلة لـ جسد نوارة الذي تخَشبِ وقلبها يزداد وتيرة نبضاتهُ بقوة، قصت لها الأمر، بأنهُ جاء يشكي من ماحدث في الماضي من سرقة الملف.
وأخبرتها كلماتٍ قاسيا كالسُم.
" كان ندمان أنهُ أتجوزك".
" كان شايفك واحدة متنفعش تعيش في قصور، مكانك في الحارة المعفنة الليّ جيتي منها".
والكثير من العبارات القاسية، نظرت لهُ نوارة ترجوهُ بأن يكُذبها .. يكذبها أحاديثها وأمر حملها ووجودها هنا ويطردوها، ولكِنهُ ظل صامتًا عينيهِ بالأسفل، ويديه يقبضها في شدٍة.

كادت أن تصعد لولا مجِيء عُدى، يمسك بكفها يهتف بطفولة:
- مش هينفع أطفي الشمع من غيرك.
نظرت لهُ لحظة ولحظة لـ جاسر. نظرة عتاب، قاسية تلومهُ بقهرٍ، وكأنها تخبرهُ بأنها لن يكون لها مكانا بعد ذلك معهم.
لم ترفض طلب عدى .. فحملتهُ وذهبا سويًا. للحديقة.
أما جاسر بقى مع نهلة.
أقتربت منهُ تضم ساعديها نحو صدرها في شماتة تقول:
- مالك مخضوض كده ليه؟ كُنت فاكِرني مش هفضحك؟!
صك على أسنانهُ يحاول أن يُجمع شتاتهُ.. قال بقسوة لها:
- عايزَة كام وتمشي يانهلة؟

أضطربت عينيها لوهلة، شعر هُو بغرابة منها، تلك النظرة وكأنها تخبرهُ بأنها ليست كذلك. هتفت بغصة:
- وأنا عايزة أبني مع أبوهُ.
نطق بحدة:
- وأنا مِش فاكِر حصل إيه في الليلة الزفت دِي؟
- بس أنا فاكَرة وكمان مستحيل أكدب عليك.

ضحك مستهزأً هاتفا:
- زمان كدبتِ بدل المرة ألف، عايزاني أصدقك أزاي؟
- لما هخلف هتعمل تحليل DNA وساعتها هتعرف إني مش كدابة.

سمعَ جاسر نداء باسمه من زياد حتى يأتي، ف نظر لها بجمود آمرًا إياها:
- خليكي مكانك!
جلست في إحدى الآرائك قائلة:
- متخفش مش همشي.

عِطَر الرُوح✅ {١#سلسلة وصية}Where stories live. Discover now