الخاتمة

949 51 9
                                    

الخاتمة:

دلف لشقته والإنهاك يسيطر على جسده لكن سرعان ما هيمنت الراحة على ملامحه حينما أبصر ابنته تجلس على الأرضية بين ألعابها، تنظر إليه بعينيها الزيتونيين وابتسامتها الحلوة التي تشرق أيامه وتبعث السعادة بنفسه، وتفل أحزانه بنظرتها التي لم ير ببرائتها، سرت بجسده رجفة ممتعة حينما ذكر اللحظة التي وضعوها بين يديه وقالوا رزقت بفتاة، يا الله كم كانت رائعة!!، قلبه كاد يتوقف من فرط سعادته، فهي نعمة توسلها من الله حتى منحه إياها، وتذكر لمعة عيناه وهي تحتضن إصبعه بكفها الصغيرة الناعمة، ابتسم بحب هنا وهو يدنو منها ليحملها ويضمها إليه مطبقًا جفنيه بقوة، مستنشقًا رائحتها الذكية، متلذذًا بقربها من قلبه، وكأنها تنفض عنه ارهاقه، وهمس بصوت يغمره الحب:
"اشتقت لكِ جنتي"
نعم أسماها جنة حتى لا يتردد إسم امرأة بمنزله سوى هذا الإسم الذي أنار حياته.
جلس على أحد المقاعد واضعًا الصغيرة فوق ساقه لتخرج جنة من المطبخ ليجذبها من يدها ويجلسها على ساقه:
"تعالي أنتِ أيضًا"
طوقت عنقه بذراعيها قائلة بحب:
"لقد جهزت لك مفاجأة رائعة"
ارتسمت الابتسامة على ثغره وهو يسألها بفضول:
"وما هي؟!"
نهضت لتحمل جنة الصغيرة قائلة:
"سأضعها بغرفتها وأعود لك على الفور"
دخلت للغرفة لتضعها على سريرها وهي تنظر لتلك الغرفة التي امتزجت ألوانها بين الأزرق والأبيض، والحائط الذي تزين برسمة لملامح الصغيرة من والدها، واسمها المنقوش ببراعة على حائط آخر، ثم ابتسمت بحب، خرجت لتمسك بيد ريان قائلة:
"هيا حبيبي"
جذبته حتى الغرفة ثم توقفا بمنتصفها ووقفت تنظر إليه بشقاوة ليرمقها بفضول، تحركت لتخرج من الخزانة دفتر الرسم الخاص بها ليتفاقم فضوله وتسأله هي بمكر:
"هل لديك أي توقعات عن رسمتي الجديدة؟"
ضيق عينيه متسائلاً بشك:
"أرسمتي جنة؟؟"
حركت رأسها نفيًا لتطير خصلاتها معها ثم دنت منه بدلال لترتسم الابتسامة على شفتيه، وسألته:
"هل أنت مستعد الآن"
"جدًا"
قالها بحماس لتفتح الدفتر على صورة زوجها وحبيبها قائلة بفخر:
"رسمتها بمجهودي الشخصي"
خيمت الدهشة على ملامحه، التمعت عينيه ببريق العشق وهو يضحك في سعادة، متسائلاً بتعجب:
"كيف لم أرها من قبل؟!"
هزت كتفها بشقاوة:
"لأنني أجدت إخفائها"
تناول الدفتر منها لينظر لرسمتها بمزيج من الإعجاب والفخر، هو وضع الفرشاة بقبضتها وهي أبدعت، ورسمت ملامحه ببراعة، وما أعظم من هذا أنها فعلت من أجل أن تبهج نفسه، وكأنه زرع بأعماقها بذرتين، بذرة العشق والفن وفاق الطرح توقعاته، فعواطفها زلزلت أجزاء قلبه، وهنا وضع الدفتر فوق الفراش ليطوق خصرها بذراعه:
"والآن تفوقت التلميذة على أستاذها"
تعلقت بعنقه لتطبع عليه قبلة عاشقة، رنت إليه وأشعة العشق تفيض من مقلتيها قائلة بحب يغزو وجدانها:
"لولا الأستاذ لما كانت التلميذة رياني"
رفعها عن الأرض بغتة ليضعها فوق الفراش والمشاعر تصطخب بصدره، ملامسًا شفتيها بإبهامه باعثًا الرجفة بأعماقها:
"والأستاذ يجب أن يكافئ تلميذته على تفوقها"
وقبل أن تتحدث كان ملتقطًا شفتيها بشفتيه ضائعًا معها في قبلة قوية، عميقة، حملت كل معاني العشق.

كنتِ الوميض الوحيد بداخلي، ذلك النور الذي كنت أحاول جاهدًا إطفاءه
بشتى الطرق لكنكِ ببراءتك وفطرتك ، بنقاءك كنتِ تزيديه أكثر حتى بدأ
يتسع ليشملني كلي .. لينير هذا القلب المظلم بحبك .. لينضح النور عليّ
من الداخل قبل الخارج.
بسنت علاء

تمت بحمدالله

🎉 لقد انتهيت من قراءة أحبك في صمتي(مكتملة) 🎉
أحبك في صمتي(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن