عاد والتر لواقعه كان أمام مهمة صعبة، تنفس مجدداً و أكمل:" اولاً لنبدأ بأول شئ  فالطرف المدعي تكلم عن حادثة نشر الشائعات ضد زوجة أخيها و حادثة الطفل"
وقف و هو يتحرك ناحية المحامي و أكمل:" و اود ان أثير نظركم لعدة نقاط، اولاً نشر الشائعات ليست تهمة حقيقية ترفع بصددها قضية و ان صحت، الشاهدان بالقضية علما بالأمر و لكنهما تسترا على الأمر، لماذا فعلا ذلك؟ هل هذا مسموح به؟"
هنا صرخ المدعي بغباء:" سيدي اسمح لي بالحديث الشهود كانوا صغاراً وقتها"
"أيها المدعي هذا تحذيرك الأخير" صاح القاضي بإنزعاج
لحظتها عض المدعي أصابعه ندماً لتهوره و المحامي بران كان مستعداً في تلك اللحظة لإعدامه على حماقته، ابتسم والتر إبتسامة بخفة و قال
"شكراً لك فقد سهل المدعي العام مهمتي هنا سعادتكم لقد حصلت كل هذه الأحداث عندما كانت موكلتي قاصر".
هنا رفع الناس نظرهم و كأنهم تذكروا هذا! تذكروا انها لا تزال صغيرة ! كان امراً قد نساه الأغلب!
"ثم يا سيدي استطيع ان أثبت ان أحد الشاهدين ساعد موكلتي في الوصول للطفل و تقديمه على انه ابن السيدة دالتون " قال والتر بهدوء
نظر الجميع ناحيته، هنا قال القاضي بإهتمام:" و هل لديك دليل؟"
"لدي شاهد سيصل قريباً" قال والتر بسرعة
فجأة بدأ الجالسون على مقاعد المحلفين يتهامسون، هنا قاطعهم القاضي ببرود:" يحق لهم ذلك، نحن لا زلنا ننتظر السيدة دالتون من الطرف الآخر"
"شكراً سعادتكم لثقتكم" قال والتر بهدوء و أكمل و هو يخفي بداخله بعض القلق من مجازفته في موضوع الشاهدة فهو أرسل خلفها و لكنه لا يضمن ان كانت موجودة، او انها ستوافق على الإدلاء بشهادتها!
"نأتي للقضية الثانية يا سيدي، و هي مسألة المحامي رون، لنفترض جدلاً ان الآنسة باندورا عندما كانت في السابعة عشر راودت السيد رون ليخدمها في قضية أخيها"قال والتر بشئ من السخرية
"و هذا ما قاله الشاهد" رد القاضي
" اذا لنتذكر كلام الشاهد ماذا قال، قال انه كان سيساعدها دون مقابل اساساً فهو يعتبرها مثل ابنته، فلماذا تراوده يا ترى؟ ما المغزى و ما الهدف؟! "
"سعادتكم" صرخ المدعي هنا فهو لم يطق الصمت الذي أجبر عليه و وقع فيه
تنهد القاضي بإنزعاج و قال بطريقة آلية:" تفضل"
"سعادتكم، بالطبع ستراوده ، ليساعدها يا سيدي لتتأكد انه سيكون وفي لها فهي ستخدمه" قال المدعي بثقة و شعر انه وصل لمبتغاه
تنهد والتر من حماقة هذا المدعي وخلفه المسكين المحامي القذر كان يستشيط غيضاً و لا يستطيع ان يفعل شئ!
"سعادتكم" قال والتر بهدوء
"المنصة لك" قال القاضي
"سعادتكم هل ترى هذا معقول؟ رجل بعمر السيد رون لا يعرف كيف يدافع عن نفسه أمام طفلة بعمرالسابعة عشر؟ ثم انه عرض عليها المساعدة دون مقابل فهي اوضحت له انها تفتقر للمال و لم تعرض مقابل، فلماذا تراوده؟ الا تجد في كلام الشاهد تضارب؟"
بدأ جميع من في القاعة في تلك اللحظة بالتراجع عن موقفهم، الا الشامتون و كان عددهم كبير نظراً للأذية التي سببتها.
" سيدي تود موكلتي ان تدلي بشهادتها في هذه القضية" قال والتر بجرأة
نظر له المحامي بإستغراب و لكنه رد بطريقة آلية:" المنصة لها"

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now