الفصل السابع والعشرون

1.7K 49 1
                                    

الفصل السابع والعشرون ( قبل الأخير)

#قلوب_منهكه

#جهاد_وجيه


لو لم نَلتقيِ الآن سنَتلاقىَّ بالعالم الموازي ذات مرة وسيهرول قلبي إليكَ لتضمه بين ثناياك فلا تتردد بجعلي أحد أضلعك يا عزيزي....


زرع بنا غريزة الأمومة الفطيرة لتبتهج قلوبنا، بعضنا سلبهم تلك النعمة السامية ليعوضهم بأخرى ولكن قلب الأنثى المحرومة أشبه بصحراءٍ جرداء لم تطأها قطرة مياه، من سيربت على فؤادها الحزين حينما تقضمها أنياب الذئاب البشرية؟ من سيضمد جِراح روحها النازفة عندما تحاصرها الآلام؟ من سيقبل ثنايا كيانها ويهمس لها لكي تضمه؟... رغم كل ذلك يعوضها خالقها وعندها فقط تبكي قزحيتيها كما لم تبكِ من قبل... فقط عليها الانتظار....


علا ثغرها بسمة متعجبة وتمتمت بسخرية: حضرتك أكيد بتهزري، إزاي مبخلفش؟

أشفقت الطبيبة على حالتها المتعجبة واقتربت مربتة فوق كتفها وتحدثت بحنان: أنا مقولتش إنك مبتخلفيش يا مدام نورسين، قولتلك في مشكلة في أكتر ومع الوقت والعلاج كله هيكون تمام

غشاوة من الأيونات المالحة أخفت حدقتيها الزيتونيتين تزامنت مع ارتفاع وتيرة رجفتها ونفيها لحديث الطبيبة وكلماتها الغير مترابطة، هرولت إليها رزان قلقة من ردة فعلها العجيبة التي تختبرها لأول مرة منها فمع سنوات صداقتهم القوية لم تنهار نورسين أمامها ولو لمرة بل كانت دوماً الدرع الحامي لها، جلست ملتصقة بها جاذبة كفيها بين قبضتيها وهمست بحنوٍ وقوة يفتقدها قلبها الحزين: نورسين أهدي، كل حاجه هتكون بخير

زاغت نظرات الأخرى لنقطة فارغة وعلا ثغرها بسمة تهكمية مع توالي دمعاتها الحارقة وهمست بمرارة: الحاجه الوحيدة اللي أتمنتها من بعد موت أهلي هتحرم منها يا رزان

جذبتها الأخرى لصدرها مشددة من احتضانها وكفها يزيد من قوة ضغطه على أناملها المرتجفة وهمست بقلق وحزن على حالها: ربنا كريم ومش هيردك مخذوله أبداً، الدكتورة قالت الحمل صعب بس مش مستحيل، اهدي وخليكي واثقة إن كل شيء بيحصل لينا فيه خير وعبره وعظه لينا

تهدئها بل وتحتضنها وتواسي جِراحها وتقبل ندبات روحها بشفتيها النازفتين ولكنها فارغه!! فاقدة لكل ما تقدمه!! هي بحاجة لحضن زوجها أو والدتها، بحاجة لكلماتٍ مواسية من أحبابها، بحاجة لأحدهم لجوار قلبها الآن!!

♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

هي الآن بأوج لحظاتها سعادة، لقد حصلت على ما تمنته دوماً قلبه! حصلت عليه بالكامل! لن تنكر أنها أرهقت قلبها له ولكنه الآن يتوج قلبها على عرش خافقه ويدلل روحها التي كادت أن تذبل بانتظار عبير روحه، منذ أن أصبحت زوجته قولاً وفعلاً وهو يتفنن بإسعادها، لقد مضى يومان على تلك الليلة التي أكتمل قمر عشقهم بها، رأت شهاب الأمنيات يرفرف فوق خافقها المضطرب، ها هي تقف تعد له طعام الغداء منتظرة عودته، تلتفت لدقات الساعة بلهفة بين الثانية والأخرى لتحسب كم بقي على ميعاد عودته، تنهد بعشق عندما ألقت نظرة فخورة بما صنعته، لقد أعدت جميع الأصناف الشهية التي يعشقها زوجها وتوأم روحها، ألقت نظرة أخيرة على الساعة قبل أن تدلف غرفتهم لتبدل ثيابها لتكون بأبهى صورها لزوجها عندما يأتي، مرت نصف ساعة وهي قد انتهت من اغتسالها وكامل زيتنها وجلست أمام التلفاز بملل تنتظر قدومه، استمع قلبها لخطواته الهادئة التي توضح وصوله بسلامٍ لقلبها الملتاع لرؤيته، نهضت مقتربة من باب المنزل لتستقبله ببسمة شغوفة حفرتها ملامحها الجميلة....

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه Where stories live. Discover now