الفصل السادس والعشرون

1.8K 62 3
                                    

الفصل السادس والعشرون
#قلوب_منهكه
#جهاد_وجيه

حينما تنزف يُمناك يعجز جسدك عن المواصلة حزناً عليها وعندما يبكي قلبك تُسحق روحك وجعًا له....

لا تعلم أين قادتها قدماها، سارت بلا وجهة محددة حتى وقفت أمام شقتهم! تلك الشقة التي خطط لذبحها الكاذب بها، ذلك البيت الذي تُركت ندبة عنقها به، جفت صحراء روحها ولم تنهمر دموعها للآن، تركته مُلقى بين الأجهزة الطبية وهاهي تذهب لجلادها لتتفادى أذيته، بخطوات مرتعشة خطت الرواق الأمامي للبيت، طرقت بكفٍ مرتعش فوق الباب وأعصابها تتلاشى تدريجياً مع اقترابها لرؤيته، لا تعلم إن كان هنا أم لا ولكن جزءً منها يرغب بمواجهته والآخر يتمنى زواله، عشقها لزوجها ما جعلها هنا الآن، آنه خافتة خرجت من حلقها الجاف لتعبر عن حجم وجعها الكامن بكيانها المتهالك، انتبهت لباب البيت الذي تُرك مفتوحاً مما جعلها تبتلعهغ رمقها في خوفٍ وتقبض على أصابعها بقوة يفقدها جسدها الداخلي، تقدمت ببطء وخطواتها المرتجفة تصدح بصمت البيت القاتم من حولها، رائحة ذلك اليوم عالقة بزاكرتها العاجزة، رمشت بأهدابها بكره فور رؤيته جالس بأريحة يرتشف شرابه المحرم وموصد عيناه الشيطانية براحة يفتقدها زوجها وجميع أعضائها!! راقبت صدمته لرؤيتها أمامه وعيناه لم تحيد عن مقلتيها المفارقتين للحياة

همست بألم وروحها تئن: ليه... عارفه أنه مأذكش في حاجه

هب من جلسته مُلقيًا الكأس بعنف ليسقط متهشمًا بالأرضية الصلبة مصدرًا صوت أجفلت منه تلك المرتعبة وهتف من بين أسنانه: خدك مني... آذاني بيكِ

ضحكت بتهكم واقتربت حتى أصبحت أنفاسها الغاضبة تلفح وجهه والإشمئزاز يطغي ملامحها وتمتمت: أنا مكنتش ليك من الأول...

تغضنت ملامحه وتلاقى حاجبيه بغضبٍ ظاهر وهتف بقسوة: عمرك ما كنتي غير ليا ولا هتكوني غير معايا حتى لو فضلت طول عمري اقتل..

تنفست بعنف وكادت أن تتقيء بسبب قربها منه ورائحة الشراب التي تفوح منه، رفعت سبابتها أمام قزحيتيه وضغطت على مخارج حروفها وتمتمت: ولا عمرك هتطول شعرة واحده مني يا يونس... مستحيل أوسخ نفسي بواحد زيك...

ابتسم من تلك القوية التي صرخت ملامحها بالبغض الشديد له وبلحظة كان قابضًا على معصمها ثانيًا ذراعها خلف ظهرها مما جعلها تلتف ألماً لتسلم من غضبه، اقترب بثبات حتى شعرت بأنفاسه خلف عنقها ورائحته القذرة تلاعب شعيرات أنفها الدموية وتمتمت بخبث: لا طولت ومش شعرة واحده... طولت كتير أووي.... ولسه هطول أكتر يا زان

كم ودت طعنه بقلبه ليزأر ألماً وتزهق روحه أمامها الآن ولكن مهلا لن تجعله يموت بمثل هذه الراحة، علا ثغرها بسمة قوية وواثقة تنافي ضعفها منذ دقائق وهمست بغرور: الوحيد اللي ليه حق فيا هو جوزي.. ماجد... ماجد الأنصاري.. حط تحت اسمه مليون خط عشان هيونس كوابيسك الأيام الجايه...

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه Where stories live. Discover now