الفصل الثالث والعشرون

1.6K 53 6
                                    

الفصل الثالث والعشرون
#جهاد_وجيه
#قلوب_منهكه

جَمرة قاسية وُضعت بأريحى بين أضلعي عندما تمنيت رؤياك وهجرني طيفك مُفارقًا روحي

تنهدت بخوف وعينيها تدور بالمكان حولها فهي بصعوبة بحثت بين أغراض ماجد لتصل لعنوان شقيقته لعلها تعرف سبب غيابه وهل يسافر دومًا قبل سنوية والدته أم هناك أمرًا آخر !! عضت على شفتيها بقلق ورفعت قبضتها تطرق بهدوء على الباب، انتظرت دقيقة وأتاها الرد من طفلٍ صغير لم يتجاوز السادسة ممسكًا بيد شقيقته الصغرى بقوة وكأنه يخشى فراقها، ابتسمت بحب وهبطت لتصل لطولهم، مسحت بحنان فوق خصلات الصغير متسائلة: ماما فين يا حبيبي ؟

ظهر التفكير على وجه الصغير ورمق الصغيرة وكأنه يتفاوض معها للإجابة وتمتم بأدب: ماما راحت تشوف تيتا

علا ثغرها بسمة حزينة فمن الواضح أن ذكرى حماتها العزيزة قد اقتربت، اقتربت من الصغيرة طابعة قبلة صغيرة فوق وجنتيها وهمست بضعف موجهه حديثها للصغير: طب متعرفش هترجع امتى؟

مرة أخرى نظر لشقيقته التي هزت رأسها كموافقة له وحول بصره لرزان المنتظرة وتمتم ببراءة طفولية: ماما مش هترجع النهاردة ولما بترجع بتكون تعبانه وتفضل تعيط وتنام وبابا اللي بيفضل معانا

فرت دمعة حزينة من مقلتيها عندما استمعت لتصريح الصغير الذي حزنت عيناه هو الآخر، تركت تلك الدمعة لتأخذ مجراها ورفعت يديها مجددًا لمنابت شعر الصغيرة هامسة بخفوت : طب أنتَ متعرفش تيتا مشيت امتى؟!

ظهر التفكير العميق على محياه وسرعان ما ابتسم بانتصار وهتف: ماما ديما تقول تيتا مشيت يوم
١٥/٢/٢٠١٨ عشان كدا هي هتفضل عند تيتا لحد اليوم دا وقالت لينا مش هرجع غير بعد تلت أيام

اقتربت مجددًا طابعة قبلة خفيفة على وجنتي كلًا منهما وأزالت دموعها المفرطة وتمتمت بحنان : طب يا حبيبي أنتَ اسمك إيه؟

حينها نطقت الصغيرة بصوتها الشجي هامسة ببراءة طفولية خالصة: اسمه ماجد يا طنط على اسم خالو ماجد

تهلل وجهها فرحًا من تصريح تلك الجنية الصغيرة وهطلت دموعها بكثرة من تلك المفاجأة فيبدو أن شقيقة زوجها تحبه كثيرًا ولكن غضبها منه يمنعها من ذلك، ابتسمت من بين دموعها وهتفت بتساؤل: طب أنتو بتحبوا خالو ماجد؟

هتف كلاهما فرحًا عند ذكر اسم زوجها الغائب: ايوا يا طنط جدًا وهو كمان بيحبنا

غصة مريرة أنزلقت لفؤادها على زوجها الحنون، من قال أن فاقد الشيء لا يعطيه؟ بل فاقد الشيء يعطيه وبإفراطٍ ورضى تام منه لأنه عايش مرارة فقده فلن يطاوعه قلبه على ارتكاب ذلك الجرم بحق غيره، زوجها فقط حنان والدته الذي أغدقته به ولكنه لم يبخل عليها أو على طفلي شقيقته به بل أغرقهم به

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه Where stories live. Discover now