الفصل العشرون

2K 67 4
                                    

الفصل العشرون
#قلوب_منهكه
#جهاد_وجيه

ليتكِ تعودين يا أمي، ليتكِ تأتين لتربتي بقلبك جِراحي فتخجل منكِ وترحل عني وتبقي أنتِ منبع حناني، ليتكِ يا من أفنيتِ عمرك لإرضائي تنظرين لي مجددًا وكأنني شيئًا عظيمًا جاء إليكِ، ليتكِ تعودين فتضميني !

انتفضت الفتاتان هلعًا من نبرة صوته الحادة والغاضبة، أقبلت عليه رزان محاولة تهدئته ولكن من الواضح أنه بركانْ على وشك الانفجار، ومازاد الطين بلة هو حديث المدعوة شقيقته الساخر : أهلًا باللي قتل أمه وحرمني منها

أعطاها ماجد نظرة حملت بين طياتها الكثير والكثير من اللوم والعتاب والكسرة والألم ولكنها لم تكن أي قسوة لها مطلقًا فهو يعلم قلبها يتفوه بتراهاتٍ عديدة ثم تأتيه تبكي تتحامى به ولكن لما تغير كل ذلك ومقلتيها ترمقه بنظرة لأول مرة يختبرها منها!! نظرة تُوجت جميع مرادفات الحقد والبغض!!

تخطاها بهدوء واضعًا الأغراض التي طلبتها زوجته منه صباحًا وألقى بجسده بأقرب مقعدٍ طالته قدماه، لم يسعفه جسده ولا لسانه بالحديث معها وليس لديها طاقة لتلك المواجهة الآن ولن يتحمل نظرات زوجته ومعشوقته له، أراح ظهره بضيق على المقعد وأمال رأسه لأحد الجانبين مغمضًا عينيه بقوة يحاول جمع شتات روحه ليقف لها بالمرصاد !!

ألتهمت الخطوات الفاصلة بينهم حتى وقفت أمامه مباشرة عاقدة ذراعيها أمام صدره الذي يعلو ويهبط بقوة وكأنها لتوها خرجت من سباق مارثون، مظهرها مسير للشفقة كثيرًا ناهيك عن ضغطها الدائم على ذراعها وقضمها شفتيها بغضبٍ شديد وطرقها بحذائها ذو الكعب العالي الأرضية من تحتها، جميع مؤشرات جسدها تنذز بشيءٍ واحد وهو أنها على وشك الفتك بالقابع أمامها مُريحًا جسده ببرود!!!

رفع رأسه بعد عدة دقائق وفرك جبينه بتعب وإرهاق وتمتم بهدوء: اقعدي يا تقى

شمخت بأنفها عاليًا وهتفت بغضب: مش هقعد في مكان فيه البتاعه بتاعتك دي اللي معرفش جايبها منين

انهت جملتها الحارقة مُشيرة لرزان المرابطة عند باب المنزل تتابع معركة النظرات بين زوجها وشقيقته الحاقدة عليهم!!

همس من تحت أسنانه بنبرة قاسية : خدي بالك من كلامك، البتاعه اللي بتتكلمي عنها دي مراتي وأنتِ في بيتها وممكن بإشارة منها تكوني براه

ضحكت بحقد واقتربت منه حتى أصبحت تطل عليه بجسدها ورفعت سبابتها بوجهه البارد وتمتمت بقسوة: دا لا بيتك ولا بيتها دا بيت أمي، أمي اللي ماتت بسببك ويتمتني بادري، وعارفه أنك معندكش مانع تخرجني منه يا ابن أبويا ما اللي ملوش خير في الست اللي ولدته وربته هيكون ليه خير في مين، طول عمرك واطي وحقير يا ماجد

هدوء كل ما يتواجد بينهم بعد حديثها هو الهدوء التام والصمت الذي يسبق العاصفة التي ستطيح بالجميع وأولهم هي! هب من مقعده وبلمحة كان يقبض على ذراعها بقسوة شديدة ورفع سبابته بوجهها وتمتم بنبرة خالية من المشاعر: أنا لحد دلوقت محترم إنك أختي، محترم الست اللي باقولي ماتت بسببي، راضي بعقلك المريض اللي بيصورلك حاجات ملهاش وجود وبقول دي من الصدمه واتحملها دي مهما كان أختك وملهاش غيرك ومحدش هيتحملها قدك، بس أنا جبت أخري، طاقتي منك نفذت وروحي فارقتني بسبب كلامك اللي زي السم كل ما تشوفي وشي تبخيه فيه ومبتفكريش في لحظه كلامك دا بيعمل فيا إيه، وأنا فعلًا واطي عشان سمحتلك تدهلي بيتي وتهنيني أنا ومراتي في وسط بيتنا وسكت عن حقدك وغلك وكرهك ليا، ولو مليش خير في حد زي ما بتقولي مكنتش لحقت جوزك زمان لما كان هيسجن بسبب حادثه كانت متدبره ليه من واحده يعرفها قبلك، لو مليش خير كنت سبت ابنك ومطلعتش اجري عليه لمجرد ما عرفت أنه اتخطف، اتفصلي اطلعي برا ومتعتبيش باب البيت دا تاني ومن النهارده أنا مليش حد في الدنيا دي غير مراتي وأختي ماتتت فاهمه ماتتت

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz