5- فتيان مهذبون

ابدأ من البداية
                                    

" ما هو باين عليه يا ابني، أومال فين التالت؟ أدهم؟ " استفهمت من جديد فأدرك أحمد أن هشام مقرب من والدته كثيرًا لدرجة أنه أخبرها عنهم جميعًا

" هو بيتأخر كده دايمًا، زمانه جاي، " أجاب أحمد ثم سحب قيس ضاحكًا " يلا يا بتاع النعناع. " ثم ترجلوا جميعًا نحو غرفة هشام التي وجداها ممتلئة عن آخرها بالكتب.

بينما في مكانٍ آخر كان أدهم يمشي في أحد الشوارع متجهًا لحي شبرا وهو يفكر في شيءٍ واحدٍ فقط، ماذا لو رسب بعد كل هذا؟ .. جده لن يدعه وشأنه وسيثبت له أنه مجرد طفل صغير لا يفقه شيء واختياره لكلية الهندسة رغم رفض جده لها كان بمثابة اختيار خاطئ!

إنه يشعر بأنهم سيرسبوا فعلًا، مهما ذاكروا ومهما كان مشروعهم جيدًا، لكن الأمل الوحيد الذي يؤكده أحمد أنه لو نجح بجعل سارة تلك تقع له فسيكون من السهل ابتزاز دكتور مصطفى لينجحوا بدون جهد

لكن هل سينجح بجعلها تقع له من الأساس؟ إن أحمد وقيس يحاولان تعليمه لكنه لم يتجرأ حتى الآن على مغازلة فتاة في الشارع!

ربما يجب أن يفعلها؟ .. هي ليست بالأمر الصعب على أية حال!

وقف في وسط الشارع، ينظر يمينًا ويسارًا بتوتر أثناء ابتلاعه للعابه محاولًا التهدئة من ضربات قلبه العالية ثم همس لنفسه مطمئنًا

" مش هيحصل حاجة يعني، والحمد لله الشارع مافيهوش ناس يعني ماحدش هيضربني، ومافيش أي ظابط يعني مش هيتقبض عليا .. أنا كده في السليم. "

أخذ شهيقًا عميقًا وعدل من قميصه الأبيض لكن أنفاسه بدأت تتسارع من جديد عندما وقعت عيناه على فتاة تمشي تجاهه، وكان سيتخلى عما سيفعل لكنه تمالك نفسه واستجمع شجاعته ووقف في مكانه يردد على نفسه

" الموضوع بسيط مش هيحصل حاجة. "

كانت الفتاة تمر من أمامه عندما همس بصوتٍ مبحوح " ما تيجي .. "

دعى بداخله أن تكون الفتاة لم تسمعه لكن دعوته ذهبت هباءً منثورًا عندما وجدها تتوقف وتستدير له ثم فوجئ بها تسأله " أجي فين؟ "

توتر أكثر وبدأ العرق يتكون على جبهته محاولًا إيجاد إجابة وفي وسط ذلك حاصرته الفتاة بنظراتها المتساءلة فأجاب باندفاع

" مش عارف، أحمد هو اللي قالي أقول لأي بنت كده على أساس أعاكسها .. "

" طب أجي فين ؟! "

" أنا أيش عرفني أنا! أحمد ماقاليش الحتة دي. "

رمقته الفتاة بإعجاب، وسيم لكنه يبدو أبله وخجول .. تركيبة لطيفة!

" طب ما تيجي أنت يا قمر .. " غمزت له فشعر بقلبه يسقط في قدميه وحمحم ثم أخرج هاتفه وقال لها " طب بصي ثواني بس ... "

ثم تحرك ليقف في زاوية أخرى واتصل بأحمد وفور إجابته همس

" أحمد أنا لسه معاكس واحدة وقولتلها ما تيجي زي ما أنت علمتني ودلوقتي البت بتسألني أجي فين؟ أقولها تيجي فين؟ "

أربعة في واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن