٩٣٩

64 5 6
                                    

الفصل الرابع

¶... لقَـدْ حـَانت سَـاعةُ ٱلْـحسم..

-----------------

بعد تِـسْع مـائة و تِـسعةِ و ثـلاثيـن سـنة إلـتقـىٰ كل من ٱلـعفريت صـاحبُ اللّعنة و عـروسِـه، ذات يـوم مُـمطر للغـاية.

لقـد کـانت شـابة ذي التّـاسعة عشر من العمر .. کـانت عائدة إلى منـزل خـالتها دون مظلّـة، كالْـعادة، مرتديـة زيّـها المـدرسـي..

لم يـكن طريـقُ ٱلْـعودة خاليـا بالنّـسبة لـها، فقـد کـانت لهـا رفقـة من ٱلْـأشباح ٱلْـتّـي  لـم  تستـَطع ٱلْـرقُود بِسَـلام بسبـب إنتقـام مـا، أو ظُلـمٍ مـن نـوعٍ، أو إشتيـاق أو حُـب من نـوع مـا..

أمّـا أولاءك الـذِّين إرتكبـوا جريمة كُبـرى فـي حـق أنفـسِهم فقـد تحـولت أرواحـهم إلى حاصـدي أرواح.

نظرت إليـه مـن بيـن ذلـك ٱلْحـشد، نظرت و تمعّـنت، لكنّـها لم تُـدرك أنّـهُ رَجلها المـقدر من قبل ٱلْـسّماء. لـذا هـي لـم تُـعره إهْتِمـاما، و لمْ تُـدرك للحْظة بأنّـهُ بشَر، بسبِب ذَلك النّـصلِ المُـتوهّج في صـدره..

لقد کـان لقـاء الأجسـاد مُحْتمـل و تشَابُـك الأَعيُـن مقَـدر..

وَ هـُو الأَخيـر أحسَّ بلذْعة خانِقة في صدره، و بحزن شديد جراء قدره المشؤوم، عند رأيتها.. توقف لوهلة من الزمن ينظر إليها بعينيه الدامعتين، كما إلتفت بجسده مع إلتِفاتها و تم بتشيِّعِـها بعينيه إلى أن إندثر خيالها..

لم يستطع إخراجـها من عقله و بدأ يسـأل نفسه:

-" ما طبيعـة هـذه الفتـاة، يـا ترى؟"

تواصلت الأسئلة التي لم تنتهي، إلى أن جاء ٱلـيوم الذي إستدعت فيه عروس العفريت زوجها.. ذات يوم عاصف عـند حافـة بحر بـوسان..

إستدعته عندما کانت الأمـواج مائجة و الريّـاح عـاصفة و السّـماء غاضبـة. عندما كانت عروس العفريت تجلس لوحـدها تحـت المطر مع وشاح أمِّهـا ذا اللون الأحمر الذي كان يدفء رقبتها و صدرها و كعكتها المزينة بالشموع التي تمنت و لمرة واحدة أكلها يوم عيد مولدها مع أمِّـها، التّي فارقـت ٱلحيـاة يـوم ولادتهـا....

كانت تبكي بحرقة لأجل وفاة أمها، كانت تبكي بصمت على قدرها البائس و اليائس، كانت تبكي و تنادي باسم الإله الذي لم يستجب لها قبلا..

-" لقد وعدت نفسي بأن لا أفعل هذا ثَـانية، لكن أرجوك تفهمني هذه المرة، فقطت!"

صمتت تستنشق بعض الهـواء، لإختناق صدرهـا من كثرة البكاء.

-" أرجوك دعني أعثر على وظيفة  أحسِّنُ بهـا حالـي و أحوالـي. و أفعل شيـئا أرجوك بخصوص عائلة عمّـتي.. أنـت تعلمُ أنّـها تبنتني من دارِ رعـاية العجـوز جـيمين و زوجتـهِ. لقد أخبرتني الأشباحُ أنّـهُ كـان صديـقا لأمـي في يـومٍ مـا! "

قَـلبُ ٱلْـظّلـامْ | K.TWhere stories live. Discover now