|٠٦| حصص صباحية

377 53 20
                                    


•|ما سِرّ سعادتك؟ هلا أعرتَني القليل منها؟|••

--

في الصباح التالي عند مروره على بقالة "كيم" لشراء فطوره كعادته، تأكد "تايهيونغ" من التعريف عن نفسه للشابة التي تأخذ المناوبة الصباحية وأخبرها أنه الموظف الجديد.

كان سعيدا وفخورا بتفكيره السريع الذي اقترح عليه التقدّم للعمل البارحة في طريقه للعودة لمنزله بعد إيصال "سونمي"، هكذا سيكون بإمكانه حمايتها من أي أذى داخل أو خارج المحل.

لكن ماذا ستظنّ عندما تجده؟ لقد تحوّل إلى المعجب المهووس الذي أراد حمايتها منه...

لم يرها في الحصة الأولى -لا مفاجأة هنا، فهي لم تحضر يوما حصة الثامنة منذ أن عرفها- لذا جلس بجوار صديقه "نامجون" الذي كان شبه نائم على ذراعيه.

«صباح الخير، كيم نامجون!».
صاح بصوت عال فانتفض الآخر ثم أطلق سلسلة من اللعنات جعلت الشابة في الطاولة القريبة منه تتورّد خجلا وتُغيّر مكانها إلى أبعد بقعة عنه.

«أين تجد الطاقة لتكون بهذا النشاط في هذا الوقت؟؟ أنا بالكاد أجد الرغبة في الحياة!».
تذمّر "نامجون" وأخذ رشفة من قهوته الباردة.

«أجِدها في قلبي و...».
لم يُكمِل "تايهيونغ" خطابه عن أن الحب هو ما يمدّه بالطاقة للحياة لأن صديقه كمّش شفتيه بين أصابعه ونظر له متوسّلا.

«أرجوك! ليس باكرا هكذا... أحبك فعلا، لكن لا تبدأ نوبتك الشاعريّة باكرا. لدي ثلاث خلايا دماغية بِـعدد الحصص التي عليّ حضورها اليوم، لا يمكنني فقدان إحداها الآن».
ابتسم الآخر حتى تجعّدت عيناه ثم حرك سبابته وإبهامه أمام فمه يُمثل أنه يُغلق سحّابا.

«أحبّك أيضًا».
أضاف بغمزة فتعثّر الشاب الذي كان يسير بجانبهما ونظر لهما بعينين متّسعتين.

لم يستطيعا التحدّث معه وتوضيح الوضع لأن الأستاذ "مين" قد دخل للمدرّج والجميع خرس تماما لحضوره. وقف خلف مكتبه مع كوب قهوته المثلّجة وتنهّد نفسا طويلا، لا يُريد التواجد هناك بقدر عدم رغبتهم في ذلك لكنه مجبر مثلهم.

«من مِنكم حظِي بالقسط الكافي من النوم؟».
سأل يُعدّل نظارته على جسر أنفه.

يد "تايهيونغ" بدأت ترتفع تدريجيا لكن صديقه منعه وأشار برأسه نافيًا. في تلك الأثناء رفعت زميلة لهما يدها.

«جيد جدا، آنسة "جانغ". تفضّلي للّوح وقدّمي بحثك عن التنمية المستدامة».
أمرها الأستاذ وجلس على مكتبِه بسعادة. لن يضطر لتقديم درس جديد في هذا الوقت الباكر، يُمكنه أن يأخذ غفوة لـنصف ساعة على الأقل بينما تشرَح الطالبة بحثها.

الببّغاء الأزرق || الدب الشتويّWhere stories live. Discover now