|٠٩| غزل أكاديميّ

37 8 1
                                    


••|مشاهدتك ترسُم على لوحتي، أمر مثير من كلّ النواحي|••

بدأت تندم على منحِه خيار موضوع بحثِهما.

يُفترَض بها أن تكون بين ملاءاتِ سريرها الدافئة تتخمّر إلى ما بعد الظهر، ثم تطلب الغداء وتتخمّر مجددا على الأريكة بينما تُتابِع موسِما كامِلا من مسلسل تاريخياليّ ؛ بعدها تُحضّر وعاء من الراميون الجاهِز وتعود للتخمّر في السرير لقراءة ويبتون عن ذئاب مثيرة ثم تدخل غيبوبة حتى منتصف النهار التالي. وبذلك تختِم السبت، يوم راحتِها المطلقة.

لكن هذا السبت وجرّاء شعورها الغبيّ بالذنب، هي الآن على متن قطار إلى مدينة بوسان تُحارِب جاهِدة ألا تفضح تعابيرُ وجهها رغبتَها في نحر الشاب الجالِس مقابلا لها غارِقا في كتابه.

كم مرّة تخّيلت صفعه بالكتاب أو خبط رأسِه بالنافذة ؛ إلا أن كل رغباتِها تلك تتبخّر عندما يُخفِض الكتاب ليبتسِم لها أو تنتبِه لمدى انغماسه مع أحداثه من عقدة حاجبيه ونظراتِه المتفاجئة.

ظريف جدًا. في عالم آخر تكون فيه هي الشرير المسيطِر، لن تقتُله ؛ ستحتفِظ به كحيوان أليف فقط.

«"سونمي"، تُريدين؟».
عرَض عليها كيس حلوى الدببة الجيلاتينيّة.

ذلك كان عُربون سلام لأن هالَتها أشعَرته بالخطر ورسائل "نامجون" له -التي تفقّدها سرًا بين الصفحات- طغى عليها ايموجي الإنذار الأحمر وعِتاب له على غبائه في إفساد يوم راحتها. أما "جيمين" فكان يعِده أن يهتمّ بتنظيم جنازته ويعتني بـكلبِه الصغير.

«اه، شكرًا».
الطعم الحامِض الذي تُحبّ أنساها أفكارها المظلِمة ؛ لوهلة.

«جلَبتُ الكثير من المأكولات الخفيفة كي نتشاركَها في الطريق».
قصَد رشاوي للحِفاظ على حياتِه.

«أنتَ تُجيد التحضير للرحلات. هل يُمكنني أن أحجِزك لرحلتنا الميدانيّة القادِمة؟».
طلبت بعفويّة بينما تفتح أحد ألواح الشوكولا السوداء.

«طبعا! أنا في خدمتِك».
وانحنى يضع يده على قلبِه كـ لورد نبيل. مرافقتها ستكون من دواعي سروره طبعا.

بعد نصف ساعة من مراقبة المشاهد الخضراء من النافذة، وصلا أخيرا إلى بوسان وترجّلا من القطار ؛ "تايهيونغ" بحماس و"سونمي" تجرّ قدميها خلفه.

«ذكّرني الآن لِم نحن هنا؟».
سألته بينما وقفا في محطة الحافلات.

«أليس لدينا بحث عن عناصِر الطبيعة؟ نحن هنا لنختار أيّ عنصر سيكون موضوعنا».
ردّ يكاد يقفز في مكانه.

الببّغاء الأزرق || الدب الشتويّWhere stories live. Discover now