رَّقـصَّة الشَّهـوة [M]

11.1K 642 682
                                    

إستمتعوا بالفصل الـ 34 ..





*







إبتدأت ليلتهم بِمبادرة طريفة من نوعها
إستغربها الراقص الإيطالي و لم تطيب له بالثواني الاولى
ثم وجد نفسه يبتسم بجنون معجباً و ثملاً بذلك .

مستعداً ليتمايل بِمنحنياته الساخنة
حتى يتفتت ما تبقي من عقل الرجل الأسباني أخصب الذهن
و يُبقيه كالضال يطوف حول نفسه متناسياً أبسط ما يفقهه في هذه الحياة .

الرقص ؟ هو فنّه الخاص و مجال خبرته
و الإغراء ؟ كان مفهوماً آخر لشخصيته .

ثم دفع الرجل الأصغر سنّـاً
لأنْ يعاشره بعينيه أولاً .. بينما هو يتباهى بجسده العاري .


تشانيول مارتينيز هو مَن إقترح تلك الفكرة الماجنة
لذا الراقص هنا لا يعتبر نفسه مسؤولا عن أيّ ما سيجري لاحقاً .


بإبتسامة ماكرة و نظرات متوعدة و مترقبة
تجرد من المنشفة الصغيرة ما يخفي جزءه السفلي و رماها بوجه الرجل ذو الأعين الآسرة أمامه
و ما كان على هذا الرجل سوى التنهد مدحرجاً عينيّه أثر الإغراء الذي سيناله بالدقائق القادمة
وهو يدفع تلك المنشفة البيضاء لأنفه ، يدفن وجهه بقماشها الخشن .. يسمح لما تبقى من رائحة محبوبه المتهور بأنْ تلتصق بأنفه و تتداخل مع أنفاسه .


لكن ذلك لم يـدّم طـويلاً منذ أنَّها تخفي عنـه مَن يقطـن قريباً منه بأبهـى طلّـة ألّا و هي جسدٍ منحوت بأحرفٍ كالجمّـرّ عاتيّـة .

فتخلص منها كـ قطعة خردة يرميها بإهمال بجانب قدميّه
و يوّلِي إهتمامه بأكمله لِـمَّن سيرقص على ألحان الموسيقى الدخيلة و يجرّد المغني صوتـه
فيكون برقصاته صورة وحيدة بلا صوت
حيـاةً خرساء بِغاية الجمال
سحر و شعوذة مهيبـة يخشى التغلغل فيها كل مَن يتحلى بعقلٍ صاحٍ .


Hunter Blackحيث تعيش القصص. اكتشف الآن