الفصل الحادى عشر

ابدأ من البداية
                                    

" من بدرى، بس قولت اسيبك تنام تلاقيك منمتش من امبارح بس الساعه بقت 11 و البيت كله ميت من الجوع "

ينتفض عمر من نومته ليتحرك لخزانه ملابسه و هو يردد بمعاتبه " برده تسبينى نايم لدلوقتى، و الناس دى كلها قاعده من غير اكل، طب كنتو كلو "

"محدش رضى ياكل، كله قال حيستناك تصحى" ترددها بحنان و هى تحتضن وجهه براحتيها فيضع يداه على اناملها الرقيقه و يردد بحب و هو يقبل يدها" ربنا يخليكى ليا يا امى.... بس انتو حكيتو حاجه؟"
تردد بهدوء " لا يا حبيبى، انت بقى ابقى قول اللى انت عايزه"

يهتف متسائلا " خديجه صاحيه و لا نايمه؟"
تلوى فمها بضيق و تردد بعد ان تغيرت نبرتها لنبره مغلوله "فى اوضتها من ساعه ما جت، حتى ما فتحتش لامها و قالت نسيبها لوحدها.....طلعت بنت قليله الادب و انا اللى كنت....."

تصمت مستنكره ليردد عمر مدافعا عنها باستماته " متقوليش عنها كده يا ماما انت متعرفيش انا عملت معاها ايه وصلها لكده؟"

" حتكون عملت ايه يعنى ده انت....." تصمت لتتغير تعابير وجهها و تبرق عيناها و هى تنظر له و تردد بفضول " اوعى تكون ضايقتها عشان تبعدها عنك؟ "

يومئ بالموافقه فتهدر به بصياح " لييييه يا عمر بس؟ يا بنى حرام عليك نفسك، تعالى اقعدو سوا و حلو الامور بينكم و....."

يقاطعها عمر رافضا و موضحا " لا يا ماما...مبقاش ينفع خلاص،خديجه بقت بتكرهنى و مستحيل تنسى او تعدى اللى حصل منى و الموضوع اتقفل على كده و ابوس ايدك بطلى تخططى عشان تقربينا من بعض صدقينى و الله يا امى مبقاش ينفع "

تبتسم بخجل لمعرفته بمخططاتها لتردد بخفوت " حتفضل كاسر قلبى عليك لحد امتى؟"

يردد عمر بانكسار و الم " انا قررت اسافر لندن اشوف العلاج ده تانى، مع انى عارف انه برده مش حيجيب نتيجه زى المره اللى فاتت، بس اهى محاوله عشان لو فشلت اقفل بقى الصفحه دى من حياتى و اعيش على كده "

تحتضنه هاله و تربت على ظهره و هى تحثه بالكلمات الرقيقه و الهادئه و الحنونه " و انا حاجى معاك و مش حسيبك و ان شاء الله ربنا يراضيك و يراضينى يا بنى عشان قلبى اللى بيوجعنى عليك ده يرتاح قبل ما اموت "

يقبل يدها و هو يردد بحب " بعد الشر عليكى يا ماما "

لينزلا لتناول ذلك العشاء المتاخر فيدلف عمر غرفه خديجه قبل نزوله فيجدها متكوره على نفسها تبكى بحرقه فتهدر به صارخه فور دخوله المفاجئ عليها " مش تخبط، انت على طول كده بتدخل من غير استئذان "

يجيبها ببسمه مصطنعه " مش قلتلك تقفلى بالمفتاح طالما مش عايزه حد يدخل عليكى "
تصيح به بصوره فجه " ما هو مفيش حد بيعمل كده غير البنى ادم قليل الذوق "

تلمع عيناه بالغضب و يهتف بصوت هادئ نسبيا و لكن خرجت نبرته تحذيريه متوعده " مش قلنا نحترم بعض و لا انتى مبتفهميش؟"

تبتلع غصه بحلقها فيردد بصيغه آمره" يلا عشان تتعشى "
" مش عايزه "

يزفر بملل و فروغ صبر فيقبل عليها يمسكها بحده من ذراعها لدرجه آلمتها و امسك بحجاب راسها ووضعه عليها و قادها لاسفل بقوه حتى وصلت لمائده الطعام و الجميع جالس بانتظار عمر

يجلسها الى جواره لتكن بمواجهه عدى الذى اخذ يبتسم لها بمرح و يغير شكل فمه و انفه بتعبيرات مضحكه حتى استطاع بالنهايه اضحاكها فابتسم حتى اوقفه عمر بحده "خلصت تهريج؟"

ادار عدى وجهه للجهه الاخرى بضيق فهتف عمر مرددا " طبعا كلكم عايزين تعرفو ايه اللى حصل؟ "
تخرج سميره صوتها التهكمى بصوره مستفزه " و الاهم نعرف حيقعدو هنا لحد امتى؟"

احتقنت الدماء بعيونه من اسلوبها فاجابها بضيق و صرامه "لحد ما انا اقرر غير كده "
" بس....."

يقاطعها عمر بصراخ " عمتتتييى، خلاص مات الكلام و يا ريت متتدخليش فى الحكايه دى طول ما هم قاعدين هنا و لازم تفهمى انهم مش ضيوف و تتعاملى معاهم انهم صحاب بيت و زيهم زيك زى ماما و بابا....فهمانى طبعا "

يوكد بمخارج الفاظه على جملته الاخيره لانه يعلمها تمام العلم حتى تمتنع عن الصدام و المواجهه معهم ليستطرد حديثه مرددا " خديجه و مامتها و اخوها حيفضلو هنا لحد ما اطمن عليهم و اطمن كمان ان اللى حصل مش حيتكرر تانى"

يهتف عدى بفضول " هو ايه اللى حصل بقى يا عمر ما تتكلم و تحكيلنا، الواحد قلق كده "

يبدء عمر حديثه بكلمه زلزلت الجميع و هو يقص ما حدث فيردد " قبل ما احكى لازم تفهمو ان الموضوع كبير و تبعاته كمان كبيره و ان اهل البلد مش بعيد يعملو قاعده كبيره عشان الحكايه دى....."

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★
نهايه البارت يا رب يعجبكم❤

لاجلك نبض قلبي (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن