الفصل العشرون

Start bij het begin
                                    

ترك ذراعها ونفضها بعيدًا عنه وخطى لغرفته بخطواتٍ سريعة وصفع الباب خلفه بقوة اجفلت منها تلك الصغيرة المسكينة التي تابعت ما حدث بعيونٍ تقطر دمعًا لحال زوجها الحنون، دارت مقلتيها لرؤية تلك الواقفة وعينيها تكاد تجحظ من صدمتها من حديث شقيقها، وجسدها المتشنج وعرقها الغزير، يا الله كم يؤلمها قلبها على حالهم الغامض لها، ابتعدت عن الباب عندما أبصرتها تمسد ذراعها بألم وتتقدم منها بخطواتٍ ضعيفة للخارج، أغلقت الباب خلفها بهدوء وسارت خلف زوجها، دلفت لغرفته، رأته يجلس بإرهاقٍ على الأريكة الموازية لفراشها مُرجِعًا رأسه للخلف ومغمضًا عينيه بقوة وكأنه يهرب من دموعه التي تهدد بالهطول، اقتربت منه حتى أصبحت أمامه مباشرة وهمست باسمه بحنانٍ خالص : ماجد

لم تتلقى إجابة منه مما جعلها تسرق المسافة التي بينهم وتهبط على ركبتيها أمامه متناسية كل ما حولها إلا هو وألمه، مسدت على يده الموضوعة على أحد فخذيه وهمست بحنان : ماجد بصلي

**********************

كانت تنظر بين كل ثانية وأخرى لساعة الحائط أمامها، الساعة تجاوزت السابعة وزجها دومًا يأتي بالخامسة أين هو الآن!!؟ ألقت نظرة عابرة على طاولة الطعام الخاصة بهم وابتسمت بتهكم لابد أن الطعام برد الآن ويجب إعادة تسخينه حين عودته، التقطت وشاحها الزيتي من وسط الأريكة الجلدية وهبت متجهة للشرفة المُرفقة لغرفتها تنتظره، أحكمت لف الوشاح حول خصلاتها الناعمة وجيدها المرمي واعطت نفسها نظرة راضية عن مظهرها المُحتشم وخرجت، استندت على سور الشرفة وعينيها تدور بلهفة على الطريق من حولها، ابتسمت بهيام فور رؤيته يهبط من سيارة أوصلته للتو، شردت بمظهره الساحر لها ولها فقط!! لما يكون دومًا بتلك الجاذبية التي تجعلها تُقيد بعشقه بشدة! انتفضت من شرودها على صفعه لباب شقتهم، خرجت بخطواتٍ شغوفة لتلقى معذبها الأول والأخير، ابتلعت رمقها بتوتر قور رؤيته فمن الواضح أنه بأعلى درجات غضبه ولا تعلم سبب غضبه!!

اقتربت بخطواتٍ مُتمهلة منه حتى أصبحت أمامه مباشرة وغمغمت بعشقٍ باتت تُظهره له ببطء: حمدالله على السلامه

رفع ناظريه لها وليته لم يفعل! رأت شرارات الغضب تكاد تندلع من قزحيتيه التي إعتادت هدوؤهم وصفاؤهم!! تلقائيًا تراجعت قدميها للخلف بخطواتٍ مُتعثرة وكادت أن تفر من أمامه لولا صوته الحاد ونبرته التي تختبرها لأول مرة منذ زواجهم: سلمى كنتِ بتعملي إيه براااااا

رمشت عدة مرات بأهدابها الكثيفة وتمتمت بخوف: كنت ... كنت مستنياك

التهم الخطوات الفاصلة بينهم وقبض على ذراعها بقوة جعلتها تقاوم غضبه التي تواجهه لأول مرة منه صدق من قال ( أتقِ شر الحليم إذا غضب) فاهو يُريها وجهًا أخر منه فهي كانت تظن أنها حفظته عن ظهر قلب !!
همس بحدة وغضب : وملكيش بيت تستنى فيه، طالعه وشعرك باين يا محترمه ورقبتك باينه

 قلوب منهكه ( مُكتملة) لـجهاد وجيه Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu