سَيِّدُ الرُقْعةِ المَلَكيّة /The Master Of the Royal Board

Chapter 18

الصيف ...

مرتْ سِتة أشهر منذُ عودة رينارد والمرة الأخيرة التي رأيتُ فيها نيكول ..

لمْ يكُن هذا الصيف ساخِناً بشكِل عام .. إمتازتْ هذهِ المملكة بإعتدال مناخِها الصيفي على خِلاف برودتِها الشديدة في الشِتاء
وفي هذا الوقت تحديداً مِن الصيف كانتْ درجاتُ الحرارةِ مستمرةً في الإنخفاضِ إستعداداً لِقدومِ الخريف بعدَ شهر ونصف

" أتعلمينَ يا ماري؟ .. منذُ سِن الحادية عشر حتى الآن لمْ يبقى شيءٌ في حياتي لمْ يتغيرْ   ..
بإستثناء شيءٍ واحد وهو طولي ... "

كريستال التي كانتْ تصنَع وجهاً سخيفاً وهيَ تُحدِق مِن النافذة وضعتْ مِلعقة مِن فطيرة المانغو بفمِها لأردَ عليها وأنا أُحدِق في النافذة بنفسِ الوجهِ السخيف

" بالفعل ... مواجهة الحياة ب 155 سم أمر صعب صحيح؟ "

وضعتُ مِلعقة مِن الفطيرة في فمي أنا أيضاً

" بصدِق .. إلى متى سأبقى بهذا الطول؟!! .. يستمِر النُبلاء بمعاملتي كطِفلة دائماً بسببِ مضهري.. لا أحد يُصدِق أنني في السادسةِ عشرة "

" لا بأس فهذا أفضل مِن أنْ تضطري لمُعاملتِهم كبالغة بينما عقولهم كعقول النمِل ...

لكني حقاً بدأتُ بالشك في أنّ سبب عدَم تغيُر طولكِ هوَ أنّ شعركِ يأخُذ طول جسدكِ .. إنْ تركتهِ لِعدة أشهُر أخرى فسيصِل إلى الأرض "

كان طول شعر كريستال الفضيّ قد وصلَ إلى أسفلِ رُكبتَيها بالفعل

" بالمُناسبة ... ندبتكِ قد تحسنتْ كثيراً .. بالكاد أستطيعُ رؤية آثار الحرق على خدِك "

" اوه .. لجنة الأطباء الملكية قالوا أنّ خدي سيستمرُ بالتحسن طالما أنا مُلتزمة بالعِلاج لديهم .. لكنهُم في الوقت ذاتِه قالوا أنّ الأثر الذي يمتد من بعد عيني اليسرى إلى أذني ميؤوس منهُ  .. فالخلايا هناك لا تتجددْ بطُرق  العِلاج المعروفة "

" ولكن هذا رائِع ... فهذا الأثر ليسَ بالشيءِ الجليل  .. لقد أصبحتي جميلة جداً كريستال "

إحمرتْ كريستال بِخجل وهي تقول

" اوسكار قال عني الشيء ذاته ... "

" مِن النادِر أنْ يخرج شيء جيد من فم ذلِك الاحمق  .. أنا فخورة "

كلامي لكريستال لمْ يكنْ مُجاملة .. منذُ بدأتْ آثار الجرح على خدها بالإنحسار أصبحتْ تبدو كالجِنيات لشدة جمالِها ..