🛡 الفصل الثامن 🛡

2.5K 124 0
                                    

بعد ان انهي حديثه اليومي معاها... ارتدي نظارته السوداء فوق عينيه والتي مع مرور عامين كاملتين فقدت بريقهما... التفتت للخلف عائدًا لسيارته... لتتوقف قدمية فجأة وقد شعر وكأن اغلالًا من الجحيم خرجت من باطن الارض لتكبل قدميه.. فعندنا رفع رأسه اخيرًا وجد امرأة غاية في الجمال كما كانت دومًا شعرها الطويل يصل لمنتصف ظهرها وقد اصبح لونه أسود اللون... عينيها غطتهما بنظارة سوداء تمثال سواد حياته في العاميين الماضيين... خسرت الكثير من وزنها وقد اقسم انها اصبحت هزيله قليلًا... ولكنه ولأنه خالد... حبيبها والذي يعلم اصغر تفصيلاتها... رأي كدمات وجهها والتي حاولت ان تخفيها بمستحضرات التجميل..

خلع نظراته ينظر لها بصدمة لا يصدق عينيه... وجد حاله يهمس غير مصدقًا

خالد بهمس سمعته ملك : ازاي ؟؟ ملك ؟!!!

كانت تقف امامه بكامل اناقتها... تستند علي سيارته ملامح وجهها متجمدة كالقطب الشمالي...

ملك بدون مرح : ايه رأيك في المفجأة دي ؟؟ حلوة مش كدة ؟؟

خالد بهمس وهو مازال غير مصدقًا : مستحيل

ملك بأبتسامة لم تصل لعينيها : حصل

ليعود عقله فجأة للعمل صافعًا اياه بقوة وهو يراها امامه الان حايه ترزق... تحولت ملامحة المصدمة للجمود... قبضتيه ابيضت مفاصلها من شدة ضغطه علي يده... تُقسم انها سمعت اصطكاك اسنانه ببعضهما يكاد يحطم فكه... وقد اقسمت ملك ان غضبه لم يمر مرور الكرام.. فخالد لا يغضب ابدًا...

اقترب منها بخطوات بطيئه حتي وقف امامها تمامًا لترفع رأسها له وعلي ما يبدوا انها نست فرق الطول بينهما... اعتادت في العاميين الماضيين ان يكون أدهم هو فقط من يشعرها بقصرها... اما هي فياللهول كيف تقارن أدهم به... نست كيف كانت تعشق ان ترفع رأسه له عندما يقترب منها.. تشعر وكأن عينه تنظر لروحها وليس لعينيها... تشعر بالامان فقط من فارق طول... كأبنه تنظر لأبيها طويل القامة والذي في نظر طفلته الصغيرة هو البطل الخارق قاهر الاشرار...

ولم تنتبه اثناء شرودها به فقط ان يده تحركت في اتجاه وجهها... مزيحًا الحاجز الذي استكان فوق عينيها فمنع عينيه من النظر لروحها... وعندما ازاحها كاد يشعر بأعراض ازمة قلبيه... الالم الذي شعر به عندما تلقي الخبر.. سقوطه ارضًا علي رقبتيه وبكائه لساعات كطفل صغير فقد امه... قلبه والذي كاد ان يقطلعه من بين اضلعه فقط ليوقف الالم النابع عن فقدانها... كيف فعلتها ؟؟ كيف تمكنت من الامه هكذا بتلك الطريقة ؟؟ بل كيف تمكنت من الاساس بأن تتركه طوال عامين ماضيين يأتي لقبرها... ياللهي لقد قضي العامين الماضيين كل يوم يقف امام قبرها!!! كيف تمكنت من فعلها ؟؟

لم ينتبه انه كان يهمس بتلك الكلمات... والتي ظن انها تدور في عقله فقط... غاضب منها وللغاية... ولكن شعوره بالالم فاق كل شئ وقد شعر انها حطمت به ما لا يمكن اصلاحه... برغم حبه لها... عشقه لها... لا يستطيع تقبل فكرة انها وضعته في كل ذلك الالم وتركته ورحلت لعاميين كاملين بدون ان تنظر خلفها...

الفارس الأسود "سلسلة الآفعى السوداء" (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن