~حياة مثالية~

871 39 14
                                    

أفتح عينيّ بصعوبة ، لايزال النوم يغالب جفوني، أفكر جدياً في استكمال نومي.  ولكنني رغم كل شيء،  أتذكر أن هناك صباحا جديدا في انتظاري. أقدس هذا الوقت من اليوم.
أحب الصباحات.
الصباحات الباكرة جداً،  تلك التي أبدأها وحدي،  بينما يخلد الجميع إلى نومهم. أكون أول من يستقبل اليوم، هدوء كُلي يغلف الأجواء، ربما يقطعه تغريد بعض العصافير أو صوت محرك حافلة مكتوم تمر بسرعة خاطفة مرتطمة بالهواء الصحو.

ثمة صفاء غريب، لا أقصد في نقاء الهواء فقط، ولكن في الذهن والوجدان.
الجميع نيام ، فرصة جيدة للعزلة والاختلاء بالنفس، وفرصة حقيقة للتأمل وإطلاق العنان للتفكير دون أن تقطعه أصوات كثيرة متداخلة.  ففي الأوقات العادية تضيع حبال الأفكارلا بل أنها  تتلاشى تماماً بمجرد أن يتسلل صوت إلى أذني.

لا أحد يفهم سوى الذين يستفيقون مبكرًا، أن هذه الصباحات ملك لهم وحدهم، لا يقاسمهم فيها أحد، إلا أناس  قليلون…..قليلون جداً. مثلاً: مسافر  طال به الطريق، أو شخص  أثقل عيناه السهاد، وينتظر تلكَ الصباحات الباكرة التي تسبق بزوغ النور في الأفق. ينتظر أن يُحيي النهار  مجدداً، آمال أخمدها الليل، ويملكه  يقين  قاطع أن هذه الآمال تلمع في الصباحات الباكرة، بنفس  قوة النجمات المتناثرة في سماء تعلو صحراء مقفرة.

____________________

(لطالما تسألتُ عما هو "الشعور الأجمل")

-  أكتب في مفكرتي  الجديدة-
(مُنذُ صِغر سني و أنا أبحثُ و أكتشف أشياء جديدة تُرغمني على الهتاف بأن هذا هو الشعور الأجمل على الإطلاق !"

ظننتُ إِنني و حالما أتقدم في السِن فسيتقلص عدد الأشياء المُبهرة في هذا العالم.
و لكن؛ في الحقيقة فأنا لم أحظىٰ بِمثل هذا الشعور.
فحتىٰ هذهِ اللحظة التي أكتبُ بها في مُفكرتي؛
فلا تزال تراودني أجمل المشاعر.

^^^^^^^^^^^

أُدعىٰ إِيلي عُشتُ عقدين و سِت أعوام.
أًقدس الأيام كثيراً؛ أعيشها بأدق تفاصيلها.
حياتي أشبه بأن تكون "مثالية" بالنسبةِ لي.

لستُ أفتري الأكاذيب، لكني لم أحضىٰ بوقتٍ عصيب في حياتي. و أنا بذلك غير متوهمة. فقد حققت معظم رغباتي، أما تلك التي لم تتحقق فلم يعد يهمني أمرها. أشعر بالرضا عن قدري و هذا يكفيني.

يكفيني إني لا أخترق القوانين و لا أؤذي أحداً. لا أهتم بأمورٍ لا تعنيلي، لا أحكم، لا أتدخل.
أُركز على رسالتي الخاصة، على شغفي.على ما أريد أن أُحققه فحسب.

أعرفُ قيمة وقتي و ذاتي. لا أهدرهما من أجل شيء لا يُبهجني.

بصحبة والدتي و عملي الذي أعشقهُ؛ أنا أعيش السعادة بِكُل معانيها الشفافة و النزيهة.

قَهوة حُلوةWhere stories live. Discover now