~غايتان متنافرتان~

190 18 9
                                    

في أحد صباحات الأربعاء، كان كل من والدتي و السيدة هانا و جونغكوك يستعدون للذهاب إلى المستشفى من أجل الفحص الدوري الخاص بحالة السيدة هانا.

كنت أفكر على نحوِ مكثف بحالة السيدة هانا، و كان القلق ينتابني من الأعلى حتى أخمص قدمي.
حتى إني دعيت لها كثيراً أن تكون نتائج الفحوصات
مُبشرة.

توجهت نحو الحديقة بعد أن أنهيت وجبة الإفطار.
كان جونغكوك يقف مستنداً إلى السياج مرتدياً سماعات البلوتوث.

كنت أفكر به أيضاً. لابد إنه قلق على والدته أضعاف قلقنا و خوفنا عليها.
إلا إنه لا يتحدث، و لا يعبر عن ذلك بتاتاً.
إقتربت منه و كمحاولة لأهوّن عليه قلقه بادرت في فتح محادثة.
"إذاً... شفاء والدتك يعني إنك ستعود إلى منزلك، كم إن هذا مريح، لا أصدق ذلك... إني أنتظر هذا اليوم طويلاً."

خلع سماعته و هو لا يزال يحدق بمنظر الحديقة.
"لقد إفتقدت منزلي في الريف كثيراً، بل إني أفتقد الريف بأكمله... المدينة مملة للغاية.
اتمنى أن نسرع في المغادرة قبل حصول شيء ما."

قال جملته تلك و قد أرسله نظرة مريبة نحوي.
" ماذا تعني؟ أيُ شيء؟ "

" آه... أنتِ تعلمين جيداً ما أقصد، فلو إننا كنا داخل مسلسل تلفزيوني لجعلنا المُخرج نقع في حب بعضنا البعض عبر عدة مواقف، لأن هذا ما يحصل دائماً...دائماً بدون إستثناء. "

أشعر إن جونغكوك يحاول التهرب من التحدث عن والدته و عوضاً عن ذلك كان يتحدث بغير جدية ليغير مجرى الموضوع.
" أوه... إنها المرة الأولى التي أسمعك تقول شيئاً صائباً كهذا... أنت على حق، لو كنا داخل مسلسل أو فيلم، لتوقع الجميع أن نقع في الحب قبل أن تتشافى والدتك...و لكن بما إن والدتك ستُشفى سريعاً و بما إنني أستغرق وقتاً طوووووويلاً جداً حتى أُعجب بك، فهذا لن يحصل معي. "

" ماذا ؟ لستِ حتى معجبةٌ بي؟ هل يعقل ذلك؟ هذا مستحيل أنا لا أصدقكِ... "

ضحكت على أداءه بالتمثيل.
" أنت؟ أترغب أن أُعجب بك أنت؟ يالخيالك الجامح. "

" ما علاقة الخيال بهذا؟ لابد إن تكنين لي بعض الإعجاب مثلما أكنُ الكثير لكِ، فأنتي جميلة جداً و جذابة جداً و فاتنة جداً و علاوةً على كل هذا تجيدين طهو شتى أصناف الطعام... أنتِ رائعة و حتى لو لم يرد المخرج أن نعجب ببعض فسأفعل هذا رغماً عنه!
و أراهن على إنكِ أعجبتِ بي منذُ للقائكِ بي في المكتبة، كنتُ تحدقين بي دون وعي منكِ. هنا أجزمتُ إنكِ وقعتِ في شباكِ... "

من الجيد أن السيدتان قد تأهبتا للخروج ليتوقف جونغكوك عن نسج خياله هذا هارعاً نحوهما
ليخلصاني من ثرثرته السخيفة.
هذا الفتى لا يصدق. بتُ لا أفرق بين تمثيله و حقيقته.
كم كنتُ غبية حين فكرت في ردع القلق عن أفكاره.


قَهوة حُلوةOnde histórias criam vida. Descubra agora