~صديق جديد~

166 14 9
                                    

في هذا الصباح و قبل ذهابي إلى المكتبة، خرجت إلى الفناء بصحبة كوب من القهوة الباردة و سلة صغيرة من الفاكهة المقطوفة من شجيرات الحديقة: العنب، التوت، الفراولة و التين.
وضعت الكوب و كتابي مع دفتر صغير فوق سطح الطاولة ذات الغطاء المُبَكر بلونيه الأزرق و البني.
إتكأت و أخذت نفساً عميقاً. ذلك النفس المخلوط بروائح الطبيعة. كان يوماً هادئاً مشمساً مع برودة خفيفة.

أرتشفتُ من قهوتي بكل حُب و وضعتها جانباً. فتحتُ  الكتاب الذي أحضرته  إنه لكتاب كبير للغاية.

شرعت بقراءة الفهرست لأعثر على موضوع يستلهمني في كتابة مقالتي الجديدة.

إستمريتُ بالإنتقال بين الصفحات. و سرعان ما شعرت بإنهاك في عيني بسبب شدة التركيز.
تناولت قطعتان من الفراولة بينما أهرش شعري بيأس.
يبدو إن رأسي قد فرغ تماماً من الأفكار.

لمحت جونغكوك و قد خرج للتو إلى الفناء. يقف و عيناه نصف مفتوحتان، يدعكهما عدة مرات ثم يؤدي تمارين سريعة للظهر و الساقين و الذراعين جميهم دفعة واحدة فقط.

عدتُ إلى التصفح في الكتاب؛ هذا بعد أن لاحظني و أنا أسترق النظر نحوه.

أقترب مني _حافي القدمين_
وقف أمام الطاولة، ثم سحب الكرسي القابع  أمامي و القى بحسده عليه. لا يزال  يدعك عينيه و سرعان ما أنتشرت رائحته في الهواء. ذلك العطر خليط من رائحة جسده و رائحة ثيابه بالإضافة إلى فروة شعره. إنها الرائحة ذاتها. لم تتغير منذ اللحظة الأولى التي أقترب مني في ذلك اليوم.
لم أعد اتسائل عن مصدر هذه الرائحة. فقد تعرفت عليها بشكلٍ تام.

كان يتثائب بشكلٍ صاخب و يحاول فتح عينيه بالكامل.
رفعتً بصري ناحيته لأتعرف على سبب تعديه على خصوصيتي 

كان يهرش مؤخرة رأسه فلاحظ إني أنظر إليه بأستغراب. إبتسم تلك الابتسامه التي تُظهر صف أسنانه الامامية.

"آه.. هل أنتِ منزعجة الان؟ الا يجب أن تقولي صباح الخير عوضاً عن... "

"لن أتوقع من شخصٍ مثلك قد اخترق خصوصيتي ذلك اليوم و بعثر في غرفتي، بأن يستأذن بالجلوس على مجرد كرسي!"

ضحك بصوتٍ عالٍ
"هل ستستمرين بذكر ذلك اليوم حقاً؟"

" كنت كالجرذ المتسلل. "

ضحك مجدداً ليضيف
"لقد بعثتي أيضاً في غرفة عملي، نحن متعادلين الان. "

"كنتُ أحاول أن أرد الصاع لكن هذا لا شيء مقارنةً بالفوضى التي صنعتها في غرفتي! "

قَهوة حُلوةWhere stories live. Discover now