الفصل الخامس ..🌸

247 16 9
                                    

"كيفما اكون .. تكيفى معى .. ك "شمس الصيف" .. ك "مطر الشتاء" .. ك "لطف الربيع" .. لكن إن كنت "خريفاً" فإياكِ -يا حبيبتى- أن تكونى "أوراقى" .. فلا حق لى بكِ إن تركتكِ تسقطين ..!!"
"رائد .."
====
_طلقنى يا سفيان .

بصوت فيروز الذى تردد صداه فى المكان .. لم يصدق سفيان ما سمعه .. هو لم يتزوجها الا دقائق .. والان تطلب الطلاق ؟؟
أى مختلة تلك ؟؟ أى مختلة ؟؟

_انتى واعية للى انتى بتقوليه ده يا فيروز ؟
يتسأل سفيان باستنكار شديد وهو ينظر لها عاقداً حاجبيه .. فتجيبه بنبرة مختنقة و عينين مليئتين بالدموع :
_انا فى عمرى كله .. مكنتش واعية زى مانا فى الوقت ده .. لان عمرى كله كنت مغفلة .. ضاحكين عليها بكلمتين .. ليه .. ليه تعملوا فيا كده ؟؟ ليه .. انا كنت عملتلكم ايه .. عدوتكم ؟.... خدت حد عزيز عليكم ...
لا معملتش حاجة لاى حد ... مفيش سبب مقنع يخليكو تخبوا عليا حاجة زى دى طول السنين دى كلها .

اختلج قلبه مع كل كلمة ذبيحة كانت تنطقها .. هى محقة ، محقة فى كل شئ و إن كان يدينهم جميعاً !
يقترب سفيان منها ببطء ممسكاً كتفيها برفق وهو يقول بخفوت :
_انتى ضعيفة يا فيروز .. أضعف مما انتى متخيلة حتى .. عمرك مكنتى هتستحملى صدمة زى دى من اى حد .. سبحان من صبرك الأيام دى على إللى عرفتيه .. احنا كنا خايفين عليكى .. انتى كنتى طفلة .. مكنتيش هتستوعبى حتى إللى احنا كنا هنقوله .

كفيها يتعلقان بذراعيه فى رجاء وهى تنظر لعينيه هامسة :
_و الطفلة كبرت يا سفيان ..... كبرت و كان من حقها تعرف إللى فيها .. مش تعرف صدفة و يا عالم كانت عرفت ولا معرفتش .

صمتت للحظات ازدادت فيها دموعها وهى تردف همساً و عينيها تحكى الف قصة من ألم :
_انتوا خوفتوا على الطفلة وقتها .. اديتوا الطفلة فرصة تعيش .. بس فى المقابل قتلتوا فيروز .. قتلتونى انا يا سفيان .

انهت جملتها وهى تضربه فى صدره بقبضتيها بضعف وهى تنتحب باكية ..!!
لاتزال لا تصدق .. ولا تفهم .. رغم الحقيقة الواضحة وضوح الشمس .. !!
_ازاى ده حصل .. و ايه حقيقة الكلام إللى بيتقال عن بابا ده .. و اياك يا سفيان تكدب عليا .
قالتها وهى تتشح بثوب قوتها الجديد .. وتبتعد عنه بعد لحظات الضعف المضنية الفائتة ، لكنه لم يفلتها .. بل شدد على كتفيها وهو يقربها منه أكثر .. هامساً أمام عينيها بقوة :
_اعقلى يا فيروز .. اعقلى و بلاش تفتحى ف الماضى .. صدقينى هتتعذبى اكتر .. ارمى كل ده ورا ضهرك .. و انا مستعد ابدا معاكى من جديد .. هنبدا سوا يا فيروز .. هنسافر .. مش هنقعد هنا .. و اوعدك انى احافظ عليكى .. بس بلاش نفتح ف الماضى ارجوكِ ..ارجوكِ يا فيروز .

للحظات ظلت تنظر له مبهوتة من حديثه .. قبل أن تفيق لنفسها وهى تنطق بذهول :
_انت إللى واعى لنفسك بتقول ايه .. سفيان انا عمرى ما شوفتك اكتر من اخ .. ولا هقدر اشوفك اكتر من كده .
صمتت للحظات قبل أن تردف بقسوتها المستحدثة :
_وانا اصلا موافقتش على كتب الكتاب ده غير عشان احرق قلب رائد ع إللى خباه عليا كل ده مش اكتر .. متخليش عقلك يوديك بعيد يا سفيان .

ربيع بلا وردات | دنيا محمد Where stories live. Discover now