الفصل الرابع ..🌸

237 15 3
                                    


"لطالما أخبرونا أن العشق هو مجرد بدايات .. بدايات فقط .. الإعتراف الأول.. الحضن الأول .. القبلة الأولى..لهفة الانتظار .. بعدها كل شئ يبقى سراباً !"
"سفيان .."
====
وقفت فيروز فى المطبخ بعدما انهوا افطارهم كالعادة كل صباح .. لكن هذا الصباح كان مختلفاً .. بل هى كانت مختلفة !!
روحها متجددة .. تشعر بالجو حولها يشع بشئ جديد ..!
حديث رائد معها لليلة أمس تشعر وكأنه قد نزل على روحها برداً و سلاماً ..!!!

هى تثق به و رائد لم و لن يخلف وعده معها ابداً ..!

_فيروز .. خودى يا حبيبتى المشروب ده وديه لعمو ف المكتب .
قالتها خالتها لتخرجها من شرودها .. فابتسمت فيروز وهى تلتقط منها الكوب وتتجه نحو غرفة المكتب والابتسامة تكلل شفتيها ..!
لكنها ما أن اقتربت حتى تناهت إلى مسامعها أصوات الشجار الآتية من الداخل .. لا ليس شجاراً بل رائد يهتف لأبيه فى غضب :
_يعنى ايه .. يعنى محدش هيعمل حاجة .. هنفضل واقفين قصادها مكتفين أيدينا .
ليجيبه ابيه بغضب مماثل :
_لا مش هنقف قصادها .. عشان ده مش رايها لوحدها.. دى رائي انا كمان .
_يعنى هى فيروز دى مش انسانة ومن حقها انها تختار .. سفيان ده مش من حقه انه ياخود واحدة بيحبها مش واحدة بيعتبرها اخته .. انا .. انا مش من حقى اخود البنت الوحيدة إللى حبيتها .. انا راضى بظروفها .. راضى بيها يا بابا .. وهى بتحبنى مين انتوا عشان تعارضوا كل ده .
_احنا  ابوك و ستك مش حد غريب عاوزلك شر .. و يوم ما تيجى تتجوز .. لازم تختار واحدة تعرف تشيل ابن ليك ... من صلبك .. مش من حقنا نشوفلك ولاد يعنى .
_كفاية كلام ف الموضوع ده بقى كفاية .. انا راضى بيها .. راضى أنى مخلفش .. مش عاوز ولاد طالما هى معايا .
_و ترضى أن حد غيرك وصلها قبلك ؟
_متدخلوش المواضيع فى بعضها .. انت وهما عارفين كويس اوى ان فيروز ملهاش ذنب فى إللى حصل .. دى كانت طفلة .
_بس ده ميغيرش حقيقة إللى حصلها .
_لا يغير .. يغير لانهم اغتصبوها .. يغير لانها كانت طفلة مكنتش تعرف حاجة ... يغير لانها بكل برأتها مكنش ليها ذنب فى أن أبوها طلع راجل*** هو السبب فى كل إللى حصلهم ده .. يغير من كل شئ .
بحرارة و قهر يهتف بها فى وجه ابيه ..
ذاك السر الذى ظل سنوات يكبحه داخله دون القدرة على فعل شئ ..
ذاك السر الذى ظل سنوات يؤرق مضجعه ..
و ايضاً ذاك السر الذى دفع ابيه و جدته لجعله يسافر إلى الخارج لكى لا يتهور فى اى شئ .. و يقوم بخطوة يضيع معها مستقبله كله ..!!!!
يهوى بكفه فوق زجاج المكتب فيتسبب فى شرخه بشكل سرطانى مخيف .. ثم يهدر فى وجه ابيه بقوة :
_فيروز بتاعتى .. و كل إللى حصل قبل كده انا مليش دعوة بيه .. لان لا انا ولا هى كان لينا ذنب فى إللى حصل قبل كده .. غلط اخوك و طمعه و جشعه مش هيفضل ورانا طول السنين دى .. كفاية إللى نالها منه ف صغرها ومرضناش نعرفها طول السنين دى خوفاً عليها م الانتكاسة .. لكن وربى ... بعد كده م هيوقف ف وش طريقى ليها شئ ... اى شئ .
.......
و بينما رائد يهدر بكلماته المهددة بالداخل .. كانت هى بالخارج تستمع لكل ما يدور .. لكل ما يُقال .. دون أن تصدق فعلياً ..!
حين ساد الصمت بالداخل .. سيطرت على ارتجافة جسدها الشديدة وهى تجر قدميها جراً نحو غرفتها .. قبل خروج رائد الغاضب من الغرفة و اندفاعه نحو الخارج ..!!
دلفت إلى الغرفة و اغلقت بابها خلفها ..!
حينها .. حينها فقط سمحت لقدميها بالتخاذل .. لجسدها بالارتجاف ... لدموعها بالهطول .. لصوتها الذى كتمته فى صدرها أن يشق الغمام المتراكم فوق قلبها و يعلو ..!!
انهارت .. كما ينهار البناء من أقصى عليائه نحو أعماق الأرض ..!!!

ربيع بلا وردات | دنيا محمد Where stories live. Discover now