٢ | كائنات الزينيف

Start bij het begin
                                    

أنّبَس مُتسائلاً «تُنذر بالخطر؟»

لوت شفتها بتفكير وهي تُحدق نحو يدها التي لا تزال معلقة في الهواء، وأخيراً أعادت يدها ودثرتها بجيوب ثيابها مُردفةً بسخرية «أنها فقط مقولةٌ منتشرة بين البحارة، أميل لتصديقها قليلاً، لأني أشعر اليوم أن أمراً سيئاً سيحدُث. حاولت منع والدي من الإبحار اليوم ولكنه لم يستمع إلي وتجاهل تحذيراتي.» كتفت يدها، ونظرت نحو عينيه مُباشرة بقزحتيها البُنيتان «ماذا عنك؟ ما الذي تفعلهُ هنا يا...» صمتت عندما أنتبهت أنه لم يخبرها بأسمه بعد.

أجابها بصوته العميق «آركيت دِيّمُون.»

«أبن الشيطان؟» شبح أبتسامة غامضة أعتلى شفتيها عندما سمعت أسمهُ الأخير، نظرت نحوه مُطولاً وقد بدت غارقة في التفكير تماماً.

أنكمشت ملامح آركيت بأنزعاج مما لقبتهُ به، وأشاح وجهه بعيداً عنها، هَّم بالتحرك والأبتعاد عن تلك الطفيلية التي أمامه، ولكنها لم تلبث أن تحركت سريعاً ووقفت أمامه ليتوقف بدوره ناظراً نحوها بضيق كان واضحاً على ملامح وجهه، أسترسلت «سيكون من الصعب بالنسبة لك إيجاد سفينة تُقلك.. ولكني أستطيع مُساعدتك فوالدي قُبطان كما أخبرتك.» أنهت حديثها بأبتسامة خبيثة.

«لا أظنكِ ستقدمين إلي هذه الخدمة مجاناً، لذا ما الذي تريدينه؟»

في تلك اللحظة تحديداً نظرةٌ غامضة أعتلت عينيها، أزالت الأبتسامة التي كانت تُزين شفتيها، وهزت كتفيها بتمللُ «أعتبرهُ ديناً سيتوجب عليك سدادهُ يوماً ما.» أنهت حديثها بأبتسامة عفوية صغيرة وأستدارت مُعطيةً إياه ظهرها ومنهيةً الحديث بينهما.

تقدمت خطوتين للأمام، وتوقفت فجأةً، ألقت نظرةً سريعةً نحوه، رفعت حاجباً، وأردفت بتساؤل «ألن تأتي؟»

زفر الهواء منزعجاً، وحثّ ساقاه الطويلتان، الغارقتين في حذائين يبلغان الركبتين على السير خلفها بينما تترك خطواته الثابتة أثراً عميقاً في الثلج من خلفه.

كان يمشي بجوار آري باتجاه السفينة، مُثبتاً عينيه عليها بشيء من الحِدة، كانت السفينة كغيرها من السفن، مصنوعة من خشب السَاجّ شديد الإحتمال لقدرته على البقاء طويلاً في الماء حيث يكاد يمتنع عن البلل، ويمكنه البقاء في المياه لأكثر من قرنين متتاليين. مُزينة من الخارج، مذهبة الأطراف، تحمل في مقدمتها علم مملكة موندهيلو، وتتسع لما يُقارب المئتي شخص.

عند مدخل السفينة وقف رجل طويل القامة، عريض المنكبين، ضخم الجثة، يمتلك لحيةً كثيفةً وشعراً طويلاً يكاد يلامس كتفيه، وجههُ كان جامد الملامح مُمتلئاً بالندوب، كان يأخذ الأجرة من الركاب، ويمنع اللصوص والمتسولين من دخول السفينة.

ڤيكسن | أنثى الثعلبWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu