ايلول

ليلة امس كانت دراميه ، اذ انه انتهي بها المطاف نائمه علي الارضيه من جديد ، وفي كل لحظه كان تميم اللعين يلتقط لها صوراً مقززه ليضحك عليها فيما بعد ، لا بأس .. يبدوا انه يحاول تشتيت ذهنه عن لوكا ووفاتها ، لذا وافقت علي تلك الافعال و انتهي بها المطاف تجذبه من خصيلات شعره بعنف في شجار حاد كالعاده لرغبتها في النوم ، ولكنه لم ينم ... اجل هي متأكده من تلك اللعنه هو لم يفعل ، كان ينظر نحو الباب بترقب شديد ، وييدوا انه كان يحاول ان يظل مستيقظاً لفتره اطول بشجاره معها ، بيد انه مازال يحاول حمايتها من وتين و اتباعه ، اذ ان تركه لهم هكذا كان غريباً عليه ، وتين الذي يعهده كان ليضاجعهما معاً ، لقد بديّ تميم يكافح كيً لا ينام حتي وهو يغير ثيابه و يوقظها للأستعداد ، حسناً بيد ان وتين كان عند كلمته ولم يأتي لهم ، وهاهو تميم ينام من فرط الارهاق علي الطاوله وهو عاقد الحاجبين ، ويبدوا ان ريان هو الاخر لم ينم لأنه بالكاد ينظر الي ذاك الذي يشرح الدرس بتمعن وكان وكأنه يراه عاري ، لأنه كان سرعان ما يحرك رأسه نافياً ما يراه

كانت ريبيكا كما العاده ، كتاب جديد و سماعات اذن داخل اذنيها ، تنظر الي الكتاب تاره ومن ثم الي السماء تاره اخري ، بديّ عليها التعب واضحاً وبشده ، شفتيها كانت بيضاء ايضاً ومتشققه ، وجهها يخبوا منه النور ويبدوا باهتاً ، كانت في حاله يُرثي لها، الجميع كذلك !

اما هي ... كانت سعيده ، لأن تميم للتو قد اخبرها ان حوريه عادت الي المنزل ، وبيد انه يمتلك عيوناً هناك ، ولكن هناك في الاعماق ... كانت تشعر بالبؤس ، حوريه قد امست بعيده كل البعد عنها ، بالكاد تراها ، لكلاً منهم بات له اسراره الخاصه ، التافهه منها و العميقه ... لا يتشاركانها ، حتي انها غادرت وتركتها ، وكادت الاخري ان تتأذي يوم امس لولا تميم وهي علي درايه بذلك ، اذ ان جلد الذات كان قوياً بداخلها ، يصرخ لها بأنها لم تعُد بتلك الاهميه لدي حوريه ، لم تعُد كذلك
لوهله تشعر بالاختناق من فرط الضيق ومن ثم تهدأ انفاسها و كأن شيئاً لم يكُن ، وكأنها مناره تاره تُضئ وتاره تخبوا ، وبالنسبه لمراهقه...كان الشعور مؤلم ، غريب ومؤلم ، اذ انها تشعر بالخذلان منها ، هي حتي لم تخبرها بالامر ، تركتها وكأنها لا شئ...

حركت رأسها لتنفي ما تفكر به ، لا يهم الان ، بل لا بأس ، المهم انها بخير وعادت .. صحيح ، صحيح ؟!

انتهي الدرس و بدأ الطلاب المتأخرين بالدلوف داخل الصف بملل ، في حين ان هناك حفنه منهم قد تجمعوا سوياً في كل زاويه ، بينما كانت ليلي _والتي ظهرت اليوم بطريقة مفاجئه_ تنظر نحو تميم بهدوء شديد ، من ثم ابتسمت بسخريه علي حاله لتهب واقفه وتتوجه نحوه بتوتر ، بيد انها لم تتخلص من حبها بطريقة او بأخري ، يجدر بها اقتلاع قلبها اذن
توقفت امامه ليحرك رأسه بأرهاق وهو يحاول ان لا يفترش الارض و ينام بسعاده ، لتحمحم بحده قليلاً جعلته ينظر اليها بعيونه الناعسه ، لتهتف ب..

وتينWhere stories live. Discover now