ليل - الفصل الحادي والأربعون

5.7K 204 45
                                    

ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل الحادي والأربعون - بقلمي منى سليمان 

* حياة جديدة *   

أيام قليلة ويمر على رحيله عام تبدلت فيه حياة الجميع للأفضل وحياتي كالعادة للأسوأ... لا أعلم كيف مرت الأيام وأنا انتظر عودته وعدني مراراً وتكراراً بأن موعد اللقاء اقترب، لكن جميع وعوده بلا أمل... كيف استطاع كسر قلبي هكذا؟ كيف تحمل غيابي عنه إن كان عاشق كما أخبرني؟ كيف سيكون حاله عندما يعود وهل حقاً سيعود أم سرقته مني الأيام إلى الأبد؟...
آه يا قلبي...
لِمَ تنسى الدنيا دوما حظك من الفرح والسعادة؟
لمَ كُتب عليك العذاب من الشخص الوحيد الذي سلمته مفتاحك فاستولى عليه وبادل مشاعرك بالذل والمهانة؟
إلى متى ستظل تنبض بإسمه وإلى متى ستبقى أسير عشقه وبلا كرامة؟...
رفعت ليل رأسها عن الدفتر ومسحت دمعتها قبل أن تتساقط على أوراقه، أرهقها غياب زين أكثر من أي شيء فأصبحت تغدو بلا روح... خبأت عن الجميع طوال الفترة الماضية الألم الذي تعيشه واصطنعت عدم الاهتمام والانشغال بدراستها حتى لا يشعر بها أحد لكن داخلها كان يعتصر حزناً... تنهدت بحرقة وألقت نظرة سريعة على صغيرتها ليان النائمة كالملاك ثم مضت إلى الشرفة لتشتكي للقمر من مُعذبها الغائب...
على الجانب الآخر ترك زين ما كان يفعله والتقط هاتفه ليتحدث إليها وكله شوق لسماع صوتها فصدح صوت رنين هاتفها وضغطت على الفور زر الإيحاب حتى لا تستيقظ ليان

- وحشتيني

سبقها بالكلمة وتلفظ بها بنبرة صادقة فابتسمت بحسرة دون أن تتحدث إليه ومع ذلك علم من أنفاسها المضطربة ما تمر به وأردف بمشاكسة عله يمتص غضبها

- الجميل هيفضل ساكت وزعلان كده كتير؟
- أنا بطلت أزعل زي ما أنت بطلت تتصل، ليان بقالها تلات أيام منتظراك تكلمها وبدأت تضايق فياريت تفضي نفسك خمس دقايق وتكلمها لما تصحى

كان يعلم جيداً أن الحُزن المصاحب لكلماتها ناتج عن غضبها منه ومع ذلك شاكسها قائلاً: أفهم من كده أنك مخصماني ورديتي عليا بس علشان ليان؟

- أفهم اللي تفهمه مبقاش فارق معايا
- وأهون عليكي تخاصميني؟
- عادي ما إحنا كلنا هونا عليك وبعدت سنة بحالها
- طيب ممكن نأجل الخناق شوية وتسيبيني أشبع منك لأنك حقيقي وحشتيني

لم يصدر عنها أي رد فعل ففهم أنها استسلمت لكلماته وتركت العناد الذي لازمها في الفترة الأخيرة نتيجة لغيابه الذي طال أكثر مما توقع الجميع، فقرر استغلال الفرصة ليُراضيها علها تغفو والسعادة بقلبها

- هتسافروا أمتى؟
- بكرة الصبح

أجابته باقتضاب يحمل الغضب الطفولي بطياته فزم شفتيه وردد مازحاً: ومالك بتردي بالعافية كده؟

- هو ده اللي عندي عاجبك ولا مش عاجبك؟
- عاجبني طبعاً، بوسيلي مصطفى وقوليله عمو زين بيقولك عقبال مليون سنة
- ماشي، يلا أقفل علشان عايزه أنام و

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) Onde as histórias ganham vida. Descobre agora