ليل - الفصل الثالث والعشرون

6.4K 203 47
                                    

ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل الثالث والعشرون - بقلمي منى سليمان 

* ثورة غضب *   

لم ينتظر ردها بل دلف إلى الداخل فتراجعت بدورها إلى الخلف وقلبها يخفق بسرعة جنونية فابتسم من جديد على هيئتها ثم أغلق الباب فابتلعت ريقها بصعوبة ورددت بصوت مرتعش

- أفـ.. أفتح الباب
- ما تخافيش أنا مش هعملك حاجة
- أمال جاي ليه وعرفت أزاي أني هنا؟

شرع أن يُجيبها لكنه توقف حينما تعالت شهقاتها وأردفت: أنت بتراقبني؟

- أنا بحبك

قالها نادر بدون أي تردد أو تفكير فأتسع ثغرها في صدمة وأخذت تتراجع إلى الخلف حتى اصطدم ظهرها بباب غرفتها وبعد ذلك استوعبت ما قاله فما كان منها إلا أنها حركت رأسها يميناً ويساراً عدة مرات وكأنها ترفض ما قاله... شعر نادر بالغضب ومع ذلك حاول بشتى الطرق تهدئة نفسه حتى لا يُغضبها، اقترب منها بهدوء حتى استقر أمامها فلم تجد مفر من مواجهته لذلك قررت عدم السماح للخوف بالسيطرة عليها... نظرت داخل عينيه بتحدي وشرعت أن تتحدث إلا أنه سبقها ومال عليها بشدة في مُحاولة منه لسرقة عذرية شفتيها لكنها باغتته بصفعة على وجهه وبعدها انفجرت في وجهه كالبركان النشط

- أبعد عني يا حيوان، أنت حقيقي مش محترم وسليم كان عنده حق في كل كلمة قالها عنك

كان نادر كالمغيب لا يسمع ولا يعي أي شيء فقط وقف يتحسس موضوع الصفعة وهو يكاد لا يُصدق أنها فعلتها، فاق من غفلته حينما حاولت دفعته بعيداً عنها فقبض على معصميها وثبتهما أعلى رأسها ثم حاول تقبيلها من جديد لكنها قاومته ولم تسمح له فتحدث بحدة

- ليييه، بتكرهيني ليه؟

أفقدها غضبه قدرتها على الكلام لذلك لم تستطع أن تُجيبه فتابع بنبرة صوت أكثر هدوءاً: أنا بحبك يا ليل، قلبي ملكك أنتي وبس وعندي استعداد أعمل المستحيل علشان تحبيني

ابتلعت ريقها بصعوبة وعلمت أن الوقت قد حان وعليها التحدث فاستردت أنفاسها وقالت: على فكرة أنا لو صوت رجالة الشارع هيتلموا ويقطعوك وأنت مش قدهم

شعر بالسخرية في حديثها ما زاد غضبه فشدد في الإمساك بمعصميها وتجاهل ما قالته ثم هتف: ردي عليا وقوليلي بتكرهيني ليه؟ بتحبي حد تاني؟

- أيوه بحب واحد تاني وعمري ما هحب غيره
- لو أي كلب قرب منك هدفنه قبل ما يلمس شعره منك، أنتي ملكي أنا وبس

حاولت التملص من قبضته ولم تفلح فاستجمعت شجاعتها وقالت: أنت مش طبيعي، أنا لا ملكك ولا ملك غيرك

- أرجوكي أديني فرصة أخليكي تحبيني، صاحبتك بتحب تميم وهو زيي ومع ذلك معاه دلوقتي، أنا شوفتهم لما كانوا قدام باب المدرسة و

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن