ليل - الفصل السابع والعشرون والأخير

8.7K 240 144
                                    


ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل السابع والعشرون والأخير - بقلمي منى سليمان 

* غطاء أبيض *   

نفذ نادر رغبة رزان وجعلها تنسى كل شيء وهي بين ذراعيه لكنه لم ينسى مثلها بل بدأ يتذكر ما حدث يوم عرسها... ذهب إلى العرس بعد إلحاح زين وبمجرد أن وصل إلى المكان رأى ليل تبكي بالخارج وتُحاول علا مُواساتها فتقدم منها بخطوات ثابتة حتى لا تشعر بوجوده ثم اختبئ خلف أحد الأعمدة واستمع إليها تقول

- قلبي موجوع، زين حبيبي والراجل الوحيد اللي ملك قلبي بيتجوز وهو حتى ما يعرفش أني بحبه، فاكرني بنته وفاكر أن حزني من خوفي من مرات الأب، ما يعرفش أني هعيش السنين الجاية وأنا بموت في اليوم ألف مرة وهو عايش معاها، هعيش مع حبيبي ومراته يا علا

نزلت كلماتها على مسامع نادر كالصاعقة لدرجة جعلته يُغادر قبل أن يشعر بوجوده أحد... بعد العرس بعدة أيام سافر إلى شرم الشيخ ليستلم أعمال والده في مُحاولة منه للهرب من عشقها وبالنهاية لم يستطع فعاد في اليوم الأخير لامتحانات الثانوية العامة وانتظرها أمام المدرسة ثم لحق بها إلى منزل والديها وهو عازم النية على إخبارها بمشاعره وبالفعل باح لها بعشقه فرفضته وباحت له في المقابل بمشاعر الكره التي تحملها نحوه 

- قوليلي بتكرهيني ليه؟ بتحبي حد تاني؟
- أيوه بحب واحد تاني وعمري ما هحب غيره

لم تكن تعلم أنه على دراية كاملة بهوية حبيبها ففقد صوابه وهجم عليها ليطبع صك ملكيته على شفتيها إلا أنها لم تسمح بذلك فتوعد لها ثم غادر وبداخله كره وغضب تجاه زين... انطلق بسيارته وعاد بعد عدة ساعات ليُراقبها فرآها تُغادر برفقة زين وبريق من نوع خاص ينبعث من مقلتيها فعلم حينها أن العائق الوحيد بين قلبها وقلبه هو زين... قضى ليلته بين أحضان إحدى فتيات الليل فشعرت أنه يتألم داخلياً على غير عادته وحاولت إخراجه من صمته لذلك سألته عن سبب حزنه ليُبادل سؤالها بأخر

- تفتكري إيه أكتر حاجة تكسر قلب راجل وتخليه ضايع في الدنيا؟
- أنه يعشق واحدة وهي ما تبادلوش أو تتغير عليه، وقتها قلبه هيتكسر وهيحس أنه مش راجل ومش مالي عينيها وبكده عمره ما هيحب تاني

شرد بكلماتها فوسوس له الشيطان أمراً وقرر تنفيذه مهما كلفه الأمر، في مساء اليوم التالي انتظر خارج القصر حتى غادر زين فساعده القدر حينما اصطحب أسرته أيضاً للذهاب إلى منزل علا حسب الموعد الذي حدده تميم لخطبتها، فنزل من سيارته ودلف إلى الداخل للقاء رزان وبالفعل تعرف عليها بسهولة وجلس يتبادل معها أطراف الحديث

- أنتي بجد شخصية مميزة جداً وفوق ده كله الحمل زاد جمالك جمال من نوع تاني

تحدث وهو يُطالع جسدها بوقاحة فشرعت أن تُبادله المُجاملة ظناً منها أنها مُجاملة لكن رجوع زين حال دون ذلك فاصطنع نادر السعادة لرؤية صديقه ثم طلب منه التحدث إليه على انفراد ليقوم بمحاولة أخيرة قبل تنفيذ انتقامه

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu