ليل - الفصل الرابع والعشرون

6.4K 192 52
                                    

ليل - الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء

الفصل الرابع والعشرون - بقلمي منى سليمان 

* عقد قران *   

انفجرت شاهيناز في وجه زوجها وابنها فبدت كالبركان النشط الذي يُلقي بالحمم الملتهبة هنا وهناك، استمعا إليها دون أن يقاطعها أحد منهما فبالنسبة إلى تميم الأمر غير قابل للنقاش أوالجدال فقد حسم أمره وسيتزوج مَن اختارها قلبه وعشقها بكل جوارحه... بعد مدة زمنية ليست بالهينة أنهت شاهيناز قصيدتها التي كانت مزيجاً فريداً من التعالي والغضب والذم ثم ضربت بيدها على سطح المنضدة وقالت بحزم

- بكرة الصبح تنهي كل شيء وده أمر على فكرة ولو

قاطعها تميم قائلاً ببرود: أظن أنا ساكت من بدري وبسمع، بس لحد كده وكفاية، بأي حق بتأمريني أنهي الموضوع، بأي حق أصلاً بتدخلي في حياتي

- أنا أمك يا ولد
- هي الأمومة في نظرك تشيليني جواكي تسع شهور وبس، دادة حميدة الله يرحمها هي اللي ربتني، هي اللي كانت بتسهر بيا لما كنت بتعب، هي كمان اللي كانت بتسهر جمبي وأنا بذاكر، أخر مرة أخدتيني في حضنك كان أمتى؟

اصطنع التفكير العميق وأخذ يفرك جبينه بأطراف أنامله ثم تابع بطريقة ساخرة: من قلة الأحضان مش فاكر حقيقي أخر مرة، من قلة اتصالك بيا السنتين اللي قعدتهم في أمريكا مش فاكر أخر مرة كلمتيني أمتى، من قلة حنانك مش فاكر أخر مرة دوقت حنان أمي أمتى

- كل اللي بتقوله ده مش هيغير شيء، الجوازة مش هتتم يعني مش هتتم، مبقاش إلا بنات الحواري كمان اللي نناسبهم

وقف عن مقعده وأشهر سبابته في وجه والدته ثم ردد بحدة وصوت عال: هتجوزها وهعيش معاها كل اللي حرمتيني منه، هعيش معاها حر من غير إتيكيت ولا تصنع ولا حفلات المجتمع الراقي، هعيش ليها ومعاها وبس، عايزه تفضلي جوه حياتي ده شيء يرجعلك مش عايزه برضو ده شيء يرجعلك، أنا حبيتها وحسمت أمري وهتجوزها، ولو فكرتي تبعديها عني هتخسريني ومش بعيد أنهي حياتي بعدها

لم يترك لها مجالاً للرد والتقط هاتفه ومفتاح سيارته ثم غادر القصر وانطلق بسرعة جنونية خلفت صوتاً عالياً فوقف منير عن مقعده واقترب من زوجته ثم تحدث ببرود ممزوج بالغضب

- لو فكرتي تفرقيهم عن بعض مش هتخسري ابنك بس، هتخسريني أنا كمان وده كمان قرار غير قابل للنقاش، تصبحي على خير شاهيناز خانم

قال كلماته الأخيرة بسخرية كتلك التي يمتكلها ابنه الذي ورث عنه كل شيء ثم صعد إلى غرفته ليتحدث إلى تميم فأجابه قائلاً

- أنا كويس يا بابا، ما تقلقش عليا، هروح لزين وسليم ويمكن أفضل هناك بس ما تنساش معادنا بعد المغرب
- مش هنسى بالعكس أنا أكدت الميعاد على والد علا ولما زين كلمني أحضر كتب كتاب سليم طلبت منه يجي معانا ووافق
- طنط شروق كمان لما كلمتها بعد ما وصلت علا وطلبت منها تيجي وافقت وحسيت قد إيه فرحانه، ليه ماما مش زيها، ليه كل اللي يهمها البرستيچ وليه بتقيم الناس بس حسب مستواهم الاجتماعي؟

ليل - منى سليمان (الحكاية الثالثة لثلاثية قدر النساء) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن