دموع الجوري الاحمر

2.6K 40 1
                                    

لاتبكي يا صغيرتي الجميلة
ولا تيأسي
وتفائلي بالخير
يا حلوتي
وببسمتك على احزانك تغلبي

                                                بقلمي انا

    
خرجت تلك السيدة وتركت قلبا ينوح من الحزن وجسدا يرتجف من الضعف و روحا تأن من الالم

امسكت مها بيدها وذهبت لحمامها نظفت يدها من الدم جيدا  وحاولت ان تلف يدها بقطعة قماش كي توقف النزيف وتكمل عملها

وبالفعل ذهبت للمطبخ وحاولت اكمال عملها بيدها الجريحة شكرت الله ان تلك السيدة قد ضربتها بعد انتهائها من الطبخ ولم يبقى لديها سوى عمل السلطة وجلي الاواني وينتهي عملها

حاولت وحاولت ان تعمل دون  ان تسمح للدوار الذي داهمها ان يسيطر عليها

  هي حقا متعبة لم تتناول طعاما اليوم وعملت بجهد جهيد كي تنفذ أوامر السيدة وايضا تلك الدماء التي نزفتها كل تلك العوامل قد أصابها بهبوط الدورة الدموية

اكملت عملها وذهبت لارضية الصالون وجلست بجانب الكنبة تنتظر عودة السيد  لكي يعيد الاغراض لاماكنها الصحيحة

نظرت للساعة وجدتها السادسة الا خمس دقائق جلست بانتظاره فهو على وشك الوصول

وبعد نصف ساعة لم ياتي  لقد بدأت تخاف ويدها السليمة بدأت بالارتجاف حقا ويدها الجريحة بدات تشعر بالالم فيها ولكن بشكل مضاعف  بسبب الخوف والتوتر

يا الهي لماذا تاخر ارجوك ياربي احضره من أجلي ساموت هلعا ان تاخر اكثر من ذلك

  قامت من مكانها وبدأت بالدوران حول نفسها وتشعر يالاختناق من فكرة انها ستبقى وحدها هنا حتى وقعت على الارض

بكت كثيرا كثييرا ولم تنتبه ليدها التي بدات بالنزيف ولا لقطعة القماش التي وقعت على الارض  ولم تنتبه للوقت الذي مضى وهي هكذا

انكمشت على نفسها واحتضنت الارض بعيون تبكي و يد تنزف 

مضى ساعة واثنتان وهي تبكي وتشهق تكاد لا تشعر بدقات قلبها

عيناها تذرف الدموع وجسدها تجمد من برودة الارض حتى انها لا تقوى على تحريك اصبع واحد

وفي ذروة تعبها شعرت انها ستموت لهذا استجمعت قوتها واعتدلت في جلستها وبالفعل نجحت وبعدها حاولت مسح دموعها ولكن بلا فائدة

تلوثت وجنتاها بالدموع وامتزجت الدموع بالدماء وصارت تنزل بصمت مطبق من العينين للخدين وتصب في كفيها اللذين التهبا بسبب ملوحة الدموع

يالهي كانت لوحة معبرة عن العذاب وخاصة دموعها التي امترجت بدماءها فاصبحت تهطل على الارض حمراء نقية

شردت في حياتها الماضية بالفعل كانت دائما في حياتها كالوردة   صحيح انها عانت كثيرا ولكنها لم تؤذي ابدا اي احد

كانت تختزن الحنان والطيبة داخلها حتى يأتي ذلك المطر الذي يحيها ويجددها وينعشها  
انتظرته ليهطل عليها بحنانه واحتواءه وطيبته لتمتزج القلوب وتنتج حديقة جميلة اساسها الزهرة الصغيرة وحاميها ذلك المطر الحنون

ولكن.................. الجميل لا يكتمل

فحين اتى ذلك المطر اتى قاسيا هادرا عاصفا  صار يضرب تلك البتلات بقسوة تفتتت  الاوراق وذهب لونها الجميل تحول الماء الصافي النقي لماء احمر دموي وكانه
دموع الجوري الاحمر
وهكذا ظل يهطل ويهطل ويضرب ويقسو حتى تمزقت البتلات وانكسر عود الوردة شهيدا  على الارض و احتضرت وردتنا دون ان يدري المطر انه خسر حديقة حنونة جميلة

لم تعي تلك الجميلة ماذا حدث بعد ذلك  سوى ذاك الظلام الذي رحبت به كثيرا كم تمنت ان تستشهد روحها وتذهب كما ذهبت تلك الوردة
 
لقد ياست حقا وايقنت ان لا حياة لوردة ضعيفة
مثلها لم يرعاها البستاني ولم يرحمها المطر لذلك لم تجد حلا سوا ان تحتضن التراب هو ارحم الجميع

كرهت الحنان وحقدت على الطيبة و باعت الثقة لم تعد تريد سوى الموت والراحة

نامت بالفعل دون كوابيس دون احلام دون رغبات دون اماني
فقط نامت........

يتبع

وكل عام وانتم بخير وصحة وسلامة

عقاب Where stories live. Discover now