الأصل الأصيل

1.4K 58 21
                                    

كانت عزيزتنا تجلس على مقعدها شاردة لوقت طويل غير معلوم
ساعة اثنتان ثلاث..........
لا مفهوم للوقت عندها تتذكر وتبكي و تضحك على غبائها الشديد

الجميع.... الجميع بلا استثناء خدعوها
لم يصدق معها أحد حتى..... الآنسة صفاء
تلك الطيبة والتي كانت تعدها اماً واختاً تركتها حين تزوجت ولم تفكر مرة بالقدوم وسؤال الملجأ عن أحوالها

أصبحت وحيدة بعدما تخلى عنها سبب وجودها.... طفليها ولكن لا والف لا
لن تسمح بابتعادهم.......
إنهم الخيط الأخير الذي يربطها بإنسانيتها.....
ستحارب..... نعم ستحارب حتى الرمق الأخير

مسحت دموعها وبدأت تفكر و مضت ساعة اخرى و هي تفكر حتى قررت ما ستفعل
مدت يدها نحو الحقيبة الصغيرة التي تعلقها بشكل معكوس حول رقبتها

حقيبة صغيرة ولكنها مفيدة وأرادت إخراج بعض المال ولكن المفاجأة أنها وجدت المال والشيك الذي أعطاه لها عمها ولكنها لم تجد أوراق المشفى
لم تتحرك خطوة للبحث عنهم
ربما هي إشارة من عند الله لكي تنسى كل ما جرى
حملت بعض المال و أوقفت سيارة أجرة
و قالت العنوان للسائق
وحين وصلت دخلت المدرسة ومنه إلى مكتب مساعدة المدير التي رحبت بها
فقالت بهدوء : ايمكنني الحديث مع الطفلين؟؟؟

اومئت المساعدة و خرجت
وبعد 10 دقائق جاء الطفلان وقفت هي بلهفة شديدة لا تكاد تصدق أنها تراهما
قالت بسعادة ; أطفالي

قاطعها أمير بملل ; أنتي مجدداً.... ألم تغادري لماذا عدتي؟؟؟؟؟؟

اقتربت منهما بهدوء رغم ألم قلبها والبسمة ترتعش على شفتيها وقالت بهدوء ; ربما لا تعرفني ولكنني أعرفك وأعرف أختك فأنا كنت معكما في الميتم ولكنني خرجت منذ بضع سنوات والآن أنا هنا لأراكم

قال أمير بنفس الملل ; ولماذا أتيتي إلينا؟؟؟
قالت بلهفة ; لأنني وحيدة وليس لدي عائلة
قال بملل ; ما شأننا؟؟؟
قالت بهدوء و هي تركع أمامهما; اسمعاني أرجوكما أنا وحيدة وليس لدي عائلة وأنتما كذلك
أنتما ستعودان إلى ذلك الملجأ حيث المدير القاسي
اما انا فلن أستطيع العودة
لذلك أنا أعرض عليكما أن تأتيا لتعيشا معي، فما رأيكما؟؟
قال أمير بجمود; وكيف نأتي للعيش معك ونحن لا نعرفك ولا نثق بك

أجابته بسرعة ; أقسم لكما أنني أحبكما أكثر من روحي ولن اؤذي شعرة منكما

قال بجمود ; و أين سنعيش؟؟

أجابته بلهفة ; سنذهب معاً لنختار منزلاً معاً لنعيش فيه ثلاثتنا

سألها بفضول ; ثلاثتنا...... فقط

اومئت بسرعة ;نعم ثلاثتنا اعدكما بمنزل جميل لنا نحن الثلاثة

أجابها بسخرية ; ومن أين ستنفقين علينا؟؟؟؟

قالت بلهفة : لا تقلق لدي المال الكافي لرعايتكما
سألها بفضول وقد قست ملامح وجهه :
وكيف ذالك؟؟؟؟
من أين ستنفقين علينا؟؟؟؟
أم تستغلين يتمنا كي تجعليننا نعمل
و نصرف عليكي

عقاب Where stories live. Discover now