ورقة التنازل

1.6K 40 13
                                    

هل يمكن أن تتجمد النار؟
هل يمكن أن نلمس الهواء؟
هل يمكن أن يتغير أحد 180 درجة؟
هل من الممكن أن تتغير حياة إنسان بين ليلة وضحاها؟
هل يمكن أن ينتقل إنسان من قمة الشقاء الحزن إلى السعادة والهناء؟

أسئلة تلعب في رأس بطلتنا كل يوم بسبب ما تعيشه مع زوجها من تناقضات
تلك القسوة التي كانت أبرز صفاته تحولت للطف بالغ
ذلك الضرب العنيف تحول لمسات رقيقة
ذلك الذل تحول إلى احترام

هذه كانت افكار مها عند الفجر، لم تنم ولم تطعها عيونها على النوم

صارت الساعة السادسة وحان وقت استيقاظها
قامت ببسمة صغيرة على شفتيها ونظفت غرفتها ثم ذهبت وحضرت طعام الإفطار لأول مرة منذ عادت إلى الشقة من دون أن تختفي بسمتها الصغيرة

ومن ثم ذهبت إلى تلك الغرفة التي لطالما كان ساكنها سبب بؤسها ولكنه ولمدة أسبوع كان سبب راحتها  وحيرتها في ذات الوقت

ذهبت إليها ودخلت بهدوء وكان كالعادة نائماً على بطنه يخفي رأسه في الوسادة تقدمت باتجاهه بهدوء متردد وصلت إليه وبدأت تناديه ; حمزة ...... حمزة استيقظ الإفطار جاهز

وهنا هو بدأ يستيقظ رفع الوسادة عن رأسه ونظر باتجاهها بجمود ثم لانت ملامحه و ابتسم قائلاً ; صباح الخير

وبذات البسمة الصغيرة ; صباح الخير الفطور جاهز
أجاب بلطف ; لماذا ارهقتي نفسك يجب أن ترتاحي كنت حضرت الفطار بنفسي

اجابته بهدوء ; لا مشكلة أنا بخير هيا انهض
رد عليها ; حسنا أنا قادم ساستحم و أتي

هزت رأسها وقالت ; حسنا
ذهبت إلى الصالون ووقفت أمام طاولة الطعام وهي تتذكر وضعها منذ أسبوع تقريباً حين بدأ يتغير بتصرفاته  أي منذ حضنها للمرة الثانية

فلاش باك

ابعدته هي بارتباك وابتعد هو
وقد نصحها أن تعود للنوم واستمعت لنصيحته ونامت لترتاح

وحين أفاقت كان بجانبها وأمرها بألا تتحرك واحضر لها الطعام
وأعطاها دوائها ومن ثم كانت المفاجأة أنه أحضر لها حاسوبا محمولا و سألها إن كانت تحب أن تشاهد فلما او مسلسل أو حتى مسرحية وحين أخبرته عن اسم مسرحية كانت تحبها وهي صغيرة تفاجأ قليلاً ولكنه ضغط على الأزرار
و بدأت المسرحية تظهر على شاشة الحاسوب وضعه أمامها ثم غاب قليلاً و أحضر معه حاسوبه الخاص والتي لطالما رأته في غرفته و أحضر معه عدة ملفات وبدأ يعمل هو على ملفاته وهي تشاهد المسرحية
هذه المسرحية شاهدتها منذ عدة سنوات عندما كانت في الملجأ حيث كانوا يسمحون للأطفال كل فترة بمتابعة تلفاز  قديم كان موجودا في غرفة المدير

وهذه المبادرة الطيبة لم تكن إلا بفضل الآنسة صفاء التي توسلت للمدير كي يسمح للأطفال بمشاهدة التلفاز وبعد إلحاحها الشديد وافق

عقاب Where stories live. Discover now