الحُزْنُ و المَطَر

5 0 0
                                    

هَذِهِ ليلةٌ أخرى كَئيبَةٌ ، لا صوتَ فيها سوى صوتِ تَساقُطِ المطر، وبتوقيتِ الأسى المُعْتاد، مُلْقًا على فراشي أُحَدِّقُ في السقف، سَقْفُ الخيبات ، أُقَلِّبُ البَصَرَ من خيبةٍ لأخرى و كأنَّني أرسُمُ لوحَةَ حُزْنٍ عَميقَةَ الجُروحِ بمَعالِمِها، وبهدوء تَنْسَكِبُ العَبَراتُ من عيناي بلا أي مانع، تَمُرُّ كُلُّ دَمْعَةٍ فوق خدي و كأنَّها تَشُقُّ طَريقًا ، تُمَهِّدُ لجيشٍ من رَفيقاتِها للمرورِ فوق أملي ،مرورٌ هادئٌ من غير إزعاج ، شريطُ الذكرياتِ يُسْرَدُ أمامي كامِلاً، حرارةٌ في صدري، أشعر أنَّ قلبي بُرْكانٌ قد أنفجر لِتَوِّهِ و بحِمَمِ الخيبات المؤلمة قد انصَهَرَ قلبي كُلَّهُ مرةً واحدة ، ما زلتُ سارحًا ببصري إلى السقفِ وها هي اللوحةُ قد شارفت على الانتهاء ، بقي بعضُ الطعناتِ و الخياناتِ و الملامحِ الجميلةِ بمظهَرِها، الخبيثةِ بجوهرِها لِيُصْبِحَ الحُبُّ الزائِفُ كامِلاً و تَكْتَمِلْ ،ها هي من ذاكِرَتي التي تُحَلِّلُ التفاصيلَ و تُنَقِّحُ الأحداثَ الماضيةِ بِكُلِّ مهارَةٍ و بِبَعْضِ الكثير من البُكاء قد اكتملت، ورأيتُ وجهَكِ المُخادِعَ يا قمري ..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 18, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عتاب فصول السنة لأحبابيWhere stories live. Discover now