أسلحة لقتلي

44 8 5
                                    

سرتُ ليلاً،لا شيء معي،لا شيء معي،الهواء من خلفي و الطريقُ أمامي،امشي ثقيلاً وكأن جراراً يسحبني،
في الطريق و انا امشي رأيتُ عجوزاً كبيراً معهُ عصاه،تساعده على المشي،سجارةٌ في فمهِ يحرقُ بها ما تبقى في داخلهِ من أحشاء،رأسهُ ابيض يكسوهُ الشيب،في الطريق رأيت سيارة لا أدري ما بداخلها من أسرار أو أخبار،رأيتُ الكثير من الناس معي يسيرون
في نفس الطريق يفكرون،أناس لا أعرفهم.
تابعت الطريق، تابعت المسير،وتابعت الجنون،وتابعت هوسي،وتابعت عيناي،وتابعت هدفي،لكن أي هدف،أسيرُ أنا بلا هدف أسيرُ بلا نتيجة .
توقفتُ قليلاً ،أتأمل السماء،تعمها النجوم الكثيرة حول القمر الذي يضيء طريقي،اعترضني في الطريق شخصٌ
قال:أريد أن اقتلك وامضي.
قُلت:هل معك أسلحة لقتلي.
قال:لا.
قلت:انا معي.
فخاف و ارتعب
و ذهب منطلقاً، لا أدري أين ذهب.ضحكت من أمره كثيراً و قُلت في نفسي:يا ليتهُ يعلم ما هي الأسلحةُ التي معي،التي قتلتني،فجاء صوت من بعيد يقول:ما هي؟
و بنبرةِ صوتٍ عالية بألمٍ،بحزنٍ،بإنكسارٍ،بغضبٍ،بوجع ٍاردُ عليه
الأسلحة التي معي و التي تقتلني
سلاحُ الحنين،سلاحُ الشوق،سلاح الذكريات،سلاح الحبيبة،سلاح الحب، سلاح قلبي يقتلني.
و رجعت إلى البيت انا لستُ انا.

عتاب فصول السنة لأحبابيWhere stories live. Discover now